عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2010, 07:56 PM
  #3
manar
عضو أساسي
 الصورة الرمزية manar
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: سوريا
المشاركات: 6,637
شكراً: 393
تم شكره 6,182 مرة في 2,354 مشاركة
افتراضي

أهم أعماله الشعرية


باقة نثر، دار طلاس، دمشق، 1983.
2ـ الأعمال الشعرية (في أربعة أجزاء)، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، الطبعة الأولى، 1995. 3ـ على طريق العمر: معالم سيرة ذاتية، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى، 1996. 4ـ الثمالات (بأجزائها الثلاثة)، وزارة الثقافة، صنعاء، 2001. 5ـ الديوان الضاحك: وزارة الثقافة، صنعاء، 2005.
مجموعات شعرية مستقلة:
1- المرأة في شعري، أبو ظبي، المجمع الثقافي، 1980. 2- موجز ديوان المتنبي، دار طلاس، دمشق 1980. 3- حب وبطولة (مختارات)، دار طلاس، دمشق، 1980. 4- ديوان الجزائر، الجزائر، 1995. 5 ـ ديوان فلسطين، دمشق، دار فلسطين، 1996. 6 ـ ديوان اليمن، صنعاء، الهيئة العامة للكتاب، 1999. 7 ـ ديوان عدن، جامعة عدن، 2004. 8 ـ ديوان لبنان، وزارة الثقافة، دمشق 2006. 9 ـ أنا وحلب، وزارة الثقافة، دمشق، 2006. 10 ـ أنا وساحلنا العربي السوري، وزارة الثقافة، دمشق، 2006. 11 ـ ديوان العراق، وزارة الثقافة، صنعاء، 2007. 12 ـ كتاب اللواء، وزارة الثقافة، صنعاء، 2007. 13 ـ أنا ومصر العربية. 14 ـ أنا وجزيرتنا العربية
أصعب أنواع الكتابة


نذر الشاعر سليمان العيسى قلمه وإبداعه، ووهب عطاءه للطفل العربي أينما كان. ولعلّه من نافلة القول، إن الكتابة للصغار هي أصعب أنواع الكتابة: لأن النزول إلى عقلية الطفل، والاحتفال بخياله المنهمر، والتمكّن من مخاطبته والوصول إلى قلبه ووجدانه، بأرقّ الكلمات وأبسط التعابير، أمر في غاية الصّعوبة، ولم يقدر على ذلك في عالمنا العربي إلا القليل. والشاعر المبدع سليمان العيسى هو أحد هؤلاء القلة، وهو رائد شعر الطفل عند العرب.
ومن يلاحظ الإعلام العربي، يجد أنه قد أغفل الاهتمام بالطفل، ولذلك فإن معظم قصص الأطفال عبارة عن ترجمات عن آداب أجنبية، كما أن المادة التلفزيونية إما منقولة عن نص أجنبي، وإما أنها النص ذاته، بشخوصه وحواره، مع وجود ترجمة مكتوبة تظهر على الشاشة. وهذا يدلّ دلالة واضحة على أن إعلامنا لا يولي التربية والتنشئة أدنى اهتمام، أو أنه عاجز عن ذلك، فيلجأ إلى الاستيراد من الغرب. والمصيبة أنه يستورد قيماً غير قيمه، ومبادئ اجتماعية تناقض مبادئه، وستكون النتيجة جيلاً غريباً عن هويته ولغته وواقعه.
ومن هنا تظهر أهمية ما قدمه ويقدمه الشاعر سليمان العيسى الذي نذر نفسه وشعره لأدب الطفل، موقداً شمعة في الظلام العربي الدامس.

امتطى سليمان العيسى صهوة الأناشيد وراح يصول ويجول في حدائق الشعر بكل حرية، ينتخب من هنا زهرة، ومن هناك وردة، يصطاد من هنا فراشة ويقتنص من هناك عصفورة، ويضعها في قالب شعري رقيق وعميق، سهل الفهم، حلو الإيقاع، حتى ييسّر على الطفل فهمه واستيعابه، والتمتع به.
خمسون عاماً أو يزيد وسليمان العيسى يحلم بالتوجّه إلى الطفل العربي المهمل. ذلك لأنه يعي أن نهضة أي أمة تبدأ من الاهتمام بالطفل فكرياً ووجدانياً، وأن المجتمع الذي يخاصم أطفاله لا يمكن له أن يصالح المستقبل!
ابتكر أجمل الأناشيد من أجل عيون الطفل العربي، ناثراً فيها ـ بذكاء مدهش ـ الأناشيد، الفضائل العظيمة، والقيم الكبرى التي يجب أن يتحلى بها الطفل والإنسان عموماً.
طارد الشاعر القوافي البسيطة، والمفردات السهلة، والإيقاع المتناغم حتى يقدم للطفل أريج اللغة، وشذا القصائد، فحفظها الكبير قبل الصغير، وردّدها الجميع بحب وفهم، فقد جذبت القرّاء لحفظها وتكرارها، بحيث أصبحت جزءاً من كيانهم وثقافتهم. وبقيت تمدّهم بالمفردات والمعاني والصور، بل وبالقيم التي توجه حياتهم أيضاً حتى سنوات متقدمة من عمرهم. وهناك شهادات كثيرة شفوية وخطية على ذلك، وذلك لأن الشاعر قد بذل جهداً كبيراً للحفاظ على:

1ـ اللفظة الرشيقة الموحية، البعيدة الهدف، التي تلقي وراءها ظلالاً وألواناً وتترك أثراً عميقاً في النفس.
2ـ الصورة الشعرية الجميلة التي تبقى مع الطفل طوال حياته، مرة يلتقطها من واقع الأطفال وحياتهم ومرة يستمدّها من أحلامهم وأمانيهم البعيدة.
3ـ الفكرة النبيلة الخيرة التي يحملها الصغير زاداً في طريقه، وكنزاً صغيراً يشع ويضيء. 4ـ الوزن الموسيقي الخفيف الرشيق الذي لا يتجاوز ثلاث كلمات أو أربعاً في كل بيت من أبيات النشيد.
كما يحرص الشاعر على أن يتشابك في النشيد الوضوح والغموض، الواقع والحلم، المحسوس والمعقول، الحقيقة والخيال. فالأغنية تساعد الطفل على تفريغ طاقاته في التنافس على المكان الذي يجلس فيه، وتحسّن علاقته مع الأشخاص الذين يعنون به، وتجعله يشعر بقيمة الأشياء التي تُؤمَن له.
وحين يلعب الأطفال في باحة المدرسة، ويتحلّقون دوائر دوائر، يزيدها النشيد متعة وحماسة.
وحين ينتظمون في جولات خارج المنزل أو المدرسة، سيراً على الأقدام، أو ركوباً في الحافلة الكبيرة التي تقلّهم لإزجاء الوقت وزيادة المتعة. وقبل النوم وريثما يأتيهم النّعاس، ليتغلبوا على الضجر الذي قد يحول بينهم وبين النوم.
ومن هنا جاء إلحاح سليمان العيسى على غناء الأناشيد قبل أي شيء فهو القائل:
«دعوا الطفل يغني
بل غنوا معه أيها الكبار».

هذا الاهتمام جعله يصوغ النشيد على لسان الشجرة، والحجر، والنهر، والبحر، والشمس، والقمر، إلى ما هنالك. ففي قصيدة «بيت بقلب الشجرة» يقول:
«صار لي بيت بقلب الشجرة
من رأى بيتي بقلب الشجرة؟
صرْتُ كالدّوري فيه أختبئ
الغصون الخضر صارت ملعبي
آه.. يا بيتي الذي لا يوصف
قال بابا: أنت حلم مترف
قالت الماما: لقد صار لنا
عشّ عصفور وعصفور هنا
يا رفاقي ورفيقاتي الصغار
إن بيتي لكم في الانتظار».
هذه الأناشيد تعبّر عن حاجة خالدة، كالطعام، والمأوى، والحب والحنان والحرية والمعرفة
ففي قصيدة «الطائرة الزّرقاء» ينشد:
«يا أحلامي الحلوة
يا طائرة الورق
انسابي في نشوة
طيري حتى الأفق
طيري مثل الفرح
يا طائرتي الزّرقاء
بالغيمات اتّشحي
وثبي فوق الأنواء
رودي الجوّ الأوسع
طيري حتى الشهب
لا أحلى لا أروع
من شكلك إن تثبي
لكن ظَلّي بيدي
لا تبتعدي عني
أبداً لا تبتعدي
أو تنفلتي منّي».
وعن الفرح واللعب قال في قصيدة «الفقاعة الجميلة»:
«يا حسنها فقاعة كأنهـــا الحرير
نفختُها برقّـــــة فأوشكتْ تطير».
وفي قصيدة «لعبة الظلال» نسمعه يغني:
«في لعبة الظلال
أقضي بلا ملال
وقتاً طويلاً غارقاً
في لعبة الظلال
رسمتُ ظلّي صورة
جميلة أنيقة
أعطيتُها لوني أنا
أعطيتها الحقيقة
في ظلّ أمي وأبي
أحيا أنا وألعب
نمشي معاً وظلّنا
في إثرنا لا يتعب».
وتدعو الأنشودة إلى العمل والتعاون والنشاط واللعب والفرح والرأفة والطموح. إنها صور من حياة الأطفال، والكبار أيضاً. ففي قصيدة «شاعر العصافير» يتكلم فيها عن أبو الحنّاء الذي وقف يفخر بأبناء جنسه، ويرثي للحيوانات التي تنام شتاء:
«ارْقدي ما شئتِ خلف الحفر
في جذوع الشّجر
ارقدي.. يا كائنات الخدر
نحن في كل الفصول
حيثما شئنا نجول
نملأ الغابات ألحاناً تقول:
للعصافير، لنا، هذي الحقول
والرّوابي، وأعالي الشجر
ارقدي ما شئتِ خلف الحفر
العصافير الرموز
وأغانينا الكنوز
وإذا ضاق بنا يوما مكان
مثل لمح البرق طرنا لمكان
وحملْنا معنا نبض الحياة
إننا رمز الحياة
نحن لا نهدأ في كل الفصول
للعصافير، لنا هذي الحقول
والروابي، وأعالي الشجر
ارقدي ما شئت خلف الحفر».

فديوان «أراجيح تغني للأطفال»، يتألف مما يربو على مئة نشيد، يتغنى معظمها بالطبيعة، فهي المكان الذي يحتضن الأطفال ويوفر لهم ما يحتاجون إليه، ويمارسون فيه أنشطتهم وهواياتهم، كما في «أغنية الضباب»:
«ضباب ضباب يلفّ المدينة
يلفّ القباب ويُلقي السّكينة
تغيب الحديقة تغيب الشوارع
بقلب الضباب
وتغدو الخليقة كأحلام ضائع
وراء الضباب».
ومع الطبيعة تأتي مكوّناتها من حيوان ونبات ففي قصيدة «مائدة للطيور» يقول:
«قوافل بين شحرور ودوري
صنعتُ لهنّ مائدة الطيور
تعالي يا عصافيري تعالي
طعامك جاهز منذ البكور
قوافل عذبة الألحان
تجيء غريبة الألوان
تنقّر ما تشاء بدون خوف
وترمقني وتطفر في حبور
قوافل بين شحرور ودوري».
والحيوان يستأثر بمساحة واسعة من هذه الأناشيد، لأنه صديق محبّب للأطفال، يسرّون بعشرته، ويُفضون إليه بمكنونات صدورهم ومشاعرهم. وكثيراً ما نراهم يخاطبونه ويمثلون معه مشاهد مختلفة لا يتيسر لهم أداؤها مع بني الإنسان.
والأناشيد تشيد بجمال الحيوانات، ولا سيما الأليفة منها، وتبرز مزاياها وفوائدها، مثل نشيد «الحمل الذكي» الذي يقول:
«أنا الحمل الذكي أنا
أحبّ الوثب والمرحا
أحس الأرض لي وطنا
أغني، أنشر الفرحا».
كما تتغنى بصداقتها للإنسان، مثل «قرد صفوان» الذي يقول:
«بيني وبين صديقي
صفوان حب عميق
أعيش بين يديه
أرسو على كتفيه
وأين سار فإني
له السمير الرفيق».
ويشغل النبات حيزاً كبيراً في هذه الأناشيد، ولاسيما الأزهار التي يزرعها الأطفال بأيديهم ويسهرون على رعايتها. ففي قصيدة «الثمر البرّي» يقول:
«الثّمر البرّي الطالع فوق سياج الحقل
كان جميلاً
كان شهياً
يلمع كالياقوت
هذا الثمر الحلو الطالع فوق سياج الحقل
سوف تكون السلّة ملأى
من حبّات التوت
كم كنا نتمنّى خطفَكِ
كم كنّا نتشهّى قطفك
يا حبّات التوت
يا لامعة تحت الشّمس
كأحجار الياقوتْ».

ومن الطبيعة بحيوانها ونباتها، يُنَقِّلنا الديوان بين ألعاب الأطفال وهواياتهم، وهي مهمة جداً في حياتهم ونموهم، فالتعليم في مراحل الطفولة الأولى إنما يجري عن طريق اللعب وممارسة الهوايات. لذلك نرى الأناشيد تشيد بالكثير منه ومنها.
كما يطالعنا الإنسان وعمله في عدد من الأناشيد، ومنها «على شرفات غرناطة» على لسان أبو عبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس الذي تصوره الشاعر وقد عاد إلى الأندلس، ووقف على شرفات قصره القديم (الحمراء) في غرناطة، وأخذ يتأمل روائع القصر الباقية والحدائق الخضر المحيطة به، ويتذكّر الحضارة العظيمة التي بناها أجداده العرب.
وهناك أناشيد جميلة تتغنّى بالمنزل والأسرة والمدرسة والمعهد والمدينة والناس. لم ينس سليمان العيسى القيم التي ينبغي التحلّي بها في الحياة الفردية والاجتماعية كما في مثل «يعجبني الجريء»، و«الحب هو الأقوى»، و«تبقى نبضة الحب»:
«كنوزُ الأرض مختبئة
بقلب ملؤه الحب
تظل الأرض منطفئة
إذا لم ينبض القلب
وإني أحمل الدّنيا
أحسّ الناس في قلبي
معاً نسعى.. معاً نحيا».
ومن قصيدة «رمال ما تزال عطشى»، نجد:
«باسم التراب، وباسمهم
يتشقّق الغضب المقدّس
عن حريق، أو عبارة
باسم التراب وباسمهم
يستلهم الكَلِمُ الذي
أعطوه معناه استعارة
باسم التراب وباسمهم
ننهي ونفتتح القصائد
كي تعانقها الحرارة
لا يملكون سوى الحجارة
أطفالنا المتشبثون بأرضهم وبشمسهم
وبزهرة الرّمان والزيتون في أيديهم
لا يملكون سوى الحجارة».

التعديل الأخير تم بواسطة manar ; 09-11-2010 الساعة 07:59 PM
manar غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس