مشرف
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 6,194
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة

رد: وتريات
بقلم علي محمد ابو الحسن
مديون عاطفيّاً
احذر فـ" كُلُّ ما ليس مرئيّاً يحفرُ [ في ] الخَفَاء " واسيني الأعرج
السبت 14 جمادى الأولى 1435هـ الموافق 15 مارس 2014 م
شاع منذ سنوات وجود ما يسمّى بـ( محامي الإفلاس ) الذي يساعد الشخص المتعثِّر بالدّيون للخروج من حالة الغرق في الدين إلى التّصفير المالي ، و هناك منظمات تمويلية خلُوقة تقوم بعمل مبادرات لـ( الحمية من الدُّيون) و تساعد الناس على تعليم مبادئ ( الترشيد المالي ) في الإنفاق ، و غير ذلك من الحراك المجتمعي لفكّ الاختناقات المعيشية المعاصرة ، و على كُلّ حال ليس هذا موضوع مقالي ! إلا أنني أحببت الإشارة إلى هذا من باب فرصة التذكير .
تبدأ علاقتي بمصطلح ( الدَّين العاطفي ) من خلال قراءتي لكتاب ( المرونة العاطفية ) للطبيب النفسي المتخصص في رفع مستوى ( الكفاءة العاطفية ) و الدارس للعواطف البشرية و دائرة الشعور الدكتور ديفيد فيسكوت و الذي أثراني طرحه في إطالة الوقوف مع نفسي طويلاً !! و أخليت ساحتي من الشواغل و وسّعت ( الحيّز الخاص ) بي لأقوم بفحص ديوني العاطفية و تتبع تأثيراتها عليّ ، و ما زلت في سياق ذلك إلا أنني أحببت أن أتشارك معكم إلماحات جوهرية عن هذا الموضوع الحسّاس ، فإليكم هذه الخلاصة :
- " عندما لا يتمّ التعبير عن شعور ما يَخلقُ هذا حالة من التوتر ، تسمى هذه الحالة (التوتر العاطفي) و الذي يعني ضغط الشعور المكبوت ، و يطلق عليها أيضا حالة ( كتمان المشاعر ) " صـ 9
- " المرض العاطفي هو مرض ( تخزين ) في الحقيقة " صـ 10
- " تنطلق إشكاليات هذا التوتر من ( سمُّيّة الحنين إلى الماضي ) فمقدار المشاعر المخزّنة في الدّين العاطفي يحدّد الحجم الممكن للحنين السام للماضي ، فهذا الحنين الضار إلى الماضي يكون الواجهة التي تبرز من خلالها المشاعر المكبوتة " صـ 11
- " من وقت لآخر يقع أيٌّ منّا في شَرَك بعض مشاعر الماضي المتزعزعة التي تقتحم علينا الحاضر ، وحين تبقى أوجاع الماضي مضطربة و لا تستطيع الوصول لسلام مع نفسك و ما حولك ، فإن حياتك تبدو مكرّرة ، و تنجرف بسهولة نحو الأمزجة المعتلّة ، و هذا الاقتحام للماضي لحاضرك هو الحنين السام ، و هو الذي يقيد حريتك على التصرف المتّزن ، و يَهشِم قدرتك على التعافي العاطفي ؛ لأن المشاعر القديمة حين تستثار فإنها تربكك و تبقيك في قبضتها فتتهاوى ثقتك ، و يصبح من الصعب عليك العمل وفق اختياراتك " صـ 14
- " عندما تتورّط في دَين عاطفي تكون في معاناة دائمة ، لأن المشاعر القلقة تحيا داخلك ؛ حينها تأكّد أنك تعاني ( حملاً عاطفيّاً ) تظهر آثاره فجأة و غالبا ما تبدو مبالغاً فيها ، فيقوّض ظهورها وانفجارها احترام المرء لذاته ، و هذا أمرٌ مفهوم لأنه يترافق عندها القلق و الجرح النفسي بأحاسيس مادية تؤدي إلى تشوّه ذاتي يدفع صاحب الدَّين العاطفي على الفور إلى إخفاء الجرح الجديد حين يقع فيضيف ثقلاً جديداً ، و ينتج هذا مخاوف متزايدة " صـ 20
- " من الشائع حين تكون في دين عاطفي أن تسعى المشاعر المدفونة لفرصة ظهور من خلال الالتحاق بالإعلان عن جرحٍ حالي ، و هذا يقود إلى تضخيم الحالة و الانزواء أكثر خلف الهواجس ، في دورة لا تنتهي من اللوم الذاتي و التبرير الضار و الشعور بقلة الحيلة " صـ 21
- " إن الحنين للماضي يمكن أن يأتي في عدّة صور ، من بينها نوبات القلق ، و التقلبات المزاجية و الحزن المثبّط ، و الاستجابات العاطفية غير المناسبة ، و التحيّزات ، و لعب دور الضحية ، و التّصلّب ، و المبالغة ، و إفراط الحساسية ، و سوء التصوّر الأوّلي ، و إيجاد السلبي في المواقف الإيجابية ، و غيرها من أعمال التدمير الذاتي و الدخول في دوامة ( المنطق الاتهامي ) " صـ 24
ختاماً اسمحوا لي أن أختم هذه العجالة بكلمتين رائعتين للمؤلف يقول فيهما صـ 12 " أنت حكيم حياتك الحقيقي " و يقول في صـ 22 " عندما يتهاوى تقديرك لذاتك تتنامى شكوكك "