عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-2013, 10:28 PM
  #76
حكيم الزمان
عضو أساسي
 الصورة الرمزية حكيم الزمان
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: سوريا
المشاركات: 889
شكراً: 23,353
تم شكره 5,875 مرة في 887 مشاركة
افتراضي رد: صالون سيرياستوكس للعطلات ( 14&15&16&17 )-11-2013


تغريد خارج السرب
الجميع يتحدث عن الحرب وكوارثها وكيفية إيقاف رحاها التي طحنت البشر والحجر. لا أعلم ولا أود أن أعلم عن الحرب وكواليسها ولكني أعتقد (ولو رآها البعض تغريدا خارج السرب) بضرورة الحوار الدائم حول المخاطر التي كانت وما تزال تهددنا قبل وبعد الأزمة الحالية. فالتذكير المستمر بالهواجس الحقيقية سيسمح يوماً ما بالوصول إلى حلول مناسبة نأمل بان تكون فعالة في معالجة دوافع مريدي أمراء الحرب؛ عسانا بذلك نصل إلى تنمية مستدامة في بحبوحة ترضي من يحب سورية.
***
في 24/5/1999 أثناء ندوة سيما نشرت مقالاً حول التعليم والبطالة في سورية فوجدنا نتائج كانت وما تزال تقدم مؤشرات خطيرة على جميع المستويات.
أظهرت مقارنة الشرائح السكانية مع عدد الطلاب في المرحلة الثانوية بجميع أنواعها أن نسبة مغادريها (من السكان المعنيين بها كشريحة عمرية) تزايد من حوالي 50% في وسط الثمانينيات ليصل إلى حوالي 70% في 1993. وأبرزت توصيات المقال أن تلك المؤشرات التي تهدد كل سياسات التنمية المستقبلية وتتطلب التدقيق في طبيعة التسرب (إناث أم ذكور) وتغيير طبيعة مشاريع التنمية بحيث تأخذ باع
تبارها نوعية العمالة الكثيفة....
وفي المقال ذاته تم تقدير عدد القادمين الجدد إلى سوق العمل سنوياً فتبين أنه في تلك الفترة لا يقل عن 400 ألف شخص. ونظراً لضخامة الرقم فرضنا أن من سيعمل هو نصف العدد بحيث يعيل النصف الآخر (بالإضافة لإعالة الأجيال الصغيرة وكبار السن ممن لا راتب تقاعدي لديه أو لا يكفيه راتبه). فتبين أن المطلوب لا يقل عن 200 ألف فرصة عمل سنوياً (باعتبار البطالة المقنعة وما ينجم عن أية مكننة جديدة والعمالة القادمة من الخارج...) وأثبتنا صعوبة تأمين فرص عمالة بذلك الحجم ضمن الإمكانات والخطط المعمول بها لكل من القطاع العام والخاص.
****
وتفننت الدراسات سابقاً أو لاحقاً في توصيف القر في سورية وضرورة معالجته. وأدى ما سمي اقتصاد السوق الاجتماعي والابتهاج "غير الناضج" بالانفتاح غير المدروس على الخارج إلى مفاقمة المشكلة. فقد تم التركيز على مشاريع الربح السريع وتحقيق أرقام كبيرة تركزت في جيوب البعض على حساب إهمال الاستثمار في استيعاب العمالة المكثفة (الزراعة والصناعة الملائمة لطبيعة عمالة بلدنا) وأهملت نتائج تدني مستويات التعليم مع تدني مستويات الدخل والقيم عموماً. وترسخت ثقافة الدوام بديلاً عن العمل الحقيقي المنتج. فأصبح اي شخص قادراً على تبوؤ أي منصب إداري في أي مؤسسة أو جهة حكومية خاصة وأن مؤشرات العمل في نهاية كل عام ليست سوى أرقام ونسب يتم احتسابها بشكل آلي دون أي جهد في معرفة الأسباب الحقيقية التي تطلبت احتسابها.
وإذا كان رأي جون دافيس اكتشف جزر فوكلاند (مالفيناس برأي الأرجنتينسسن المعترين) وله دور في تحسين بعض أدوات الملاحة أن الآخرين يضحكهم اختلافه ويضحكه تشابههم، فإن لقب "مختلف" ناجم بالنسبة له عن اختلاف وتعدد الابتكارات وليس الابتكار في "الخلافات" كما في بلداننا.
لذا كنا وما زلنا نعتقد بأن غياب الحجج المقنعة يؤدي إلى رفع الصوت في النقاش وكلما كان الحوار حول أساسيات الحياة قد يتحول إلى عراك بالأيدي وأكثر!!


دريد درغام




__________________

حكيم الزمان غير متواجد حالياً  
2 أعضاء قالوا شكراً لـ حكيم الزمان على المشاركة المفيدة:
fawazz (17-11-2013), رندة (17-11-2013)