محمد عامر النجار

ثق أن الله سوف يعطيك على قدر نيتك و كذلك غيرك إن خيراً فخير و إن شراً فشر ولكن الله يمهل ولا يهمل حتى ولو ترك الحساب للآخرة لكن محبةً فيك يا أخي لا تتهم أحداً بشيئ قد لا يكون فيه فتمحو سيئاتك حسناتك فالنبي (ص) يصف المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم بأنه خير من الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم وقد ذكرتني بطرفة تنسب إلى جحا رحمه الله
أنه خرج مرة إلى السوق و في طريقه مرورا بالغابة رأى كبشاً ضخماً فالتفت يمنةً و يسرة فلم يرى له صاحباً فأخذه وأسرع عائداً للبيت فاعترضه نهر جارف اعتاد أن يجتازه على جذع شجرة فاضطر أن ينزل للسباحة من أجل الكبش وفكر أن يربط الكبش برباط بنطاله حتى لا يجرفه النهر ( أو كما نسميه في لغة الشام القديمة ربطه بالدكّة تبع الشروال) وما إن وصل لمنتصف النهر حتى كاد يغرق هو و الكبش ففك رباط ثوبه وجرف النهر الكبش مع الرباط ورجع للبيت خائبا ممسكاً بمجامع ثوبه خشية أن يسقط فتحت له زوجته الباب وكاد يصيبها الجنون لأن فكرها ذهب إلى أمر آخر فأسرع عليها جحى بالقصة خشية التنكيل و قال لها ( ربطنا الحلال بالحرام فراح الحلال مع الحرام ولولا ستر الله كان أخدوني معهم)