عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-2012, 07:46 PM
  #18
لقماان
عضوية مميزة
 الصورة الرمزية لقماان
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: سوريا /حمص
المشاركات: 5,510
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
افتراضي رد: ما حكم ورقة ياناصيب اجتك هدية و ربحت خمسين مليون

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر مجيب مشاهدة المشاركة
الله يسعد صباحكون
ابو حكيم تسلملي ، كل كم يوم بتطلعلنا بفكرة بتحرك عقولنا وبتحرضنا على التفكير والتفكر والتأمل وتنشيط الحوار على عدة وجوه .
ذكرني سؤالك بفيلم من أفلام ألفرد هيتشكوك والقصه كالتالي :
في منطقة نائية وفي أيام باردة ماطرة ، يبدأ أول مشهد برجل دين طيب وله نظرة طفل بريء ، هذا الرجل يقدم المواعظ ويأمر بالعدل والتمسك بالقيم والمثل . رواد الكنيسة المتواضعة كلهم من ( المستورين ) كما يتضح من لباسهم وبساطتهم .
إثناء الموعظة ، يقلب الواعظ نظره في سقف المكان ، تتجه الكاميرا إلى مواضع في السقف الذي تتخلله بعض العيوب مما يسمح لبعض نقاط المطر بالنفاذ للداخل ، وقد تم وضع طاسات أو ما شابه لتلقي حبيبات الماء التي لا تلبس أن تظهر أصواتا تشوش على الواعظ وتلفت نظر الجميع إليها .
يتحدث الواعظ عن حاجة المكان للترميم والاصلاح ليصبح لائقا ليكون مكانا مقبولا لممارسة الطقوس دون خوف من الانهيار ، وبالتالي يطالب من يستطيع وكلا حسب امكاناته للقيام بالواجب من خلال التبرع بما يمكن أن يتنازل عنه .
يدور الشماس وبيده صندوق صغير ومغطى بقماشة تستر اليد التي تمتد تحتها وتضع ما تيسر .
في آخر اليوم نجد الصندوق في غرفة القسيس ، ينهي لقاءاته مع البعض ، ثم يتجه إلى غرفته ويرفع الغطاء عن الصندوق ويجمع دريهمات قليلة ويتفاجأ بوجود قطعة مئة دولار . يسترجع منظر الموجودين ، فلا يجد فيهم من يمكنه وضع مبلغ كهذا ، يقلق وينتظر موعظة الأحد التالي ، ليشرح للحضور بأن حق الله مهم وبيت الله له حرمة وترميمه ضرورة ولكن لا يجوز التضحية بما لا يطيقه المؤمن بل عليه العناية بنفسه أولا .
يتكرر الأمر دون فائدة ، فيطلب من الشماس أن يتعرف على صاحب هذا التبرع الكبير ، صار الرجل يمد يده بالصندوق ثم يستدير ويرفع الغطاء ، وأخيرا رفع الغطاء ووجد المئة ! التفت إلى القسيس وسعل سعلة مصطنعة فهم منها الآخر أن هذا الرجل هو صاحب التبرع .
انتهت الموعظة ، وقبل أن يخرج الموجودون ، جاء القس إلى الرجل واستبقاه .
قدم شرحا للرجل وقد وجده في حالة رثة ، وقال لا يجوز أن تفرط بهذا القدر من المال وإن كنا حقيقة بحاجة ماسة ولا زال ما جمعناه ضئيلا جدا . أجابه الرجل بأنه يتقاسم أرباح مراهنات مع الكنيسة ، فهو يحضر ويصلي ويطلب من الله التوفيق ، يذهب إلى ميدان سباق الخيل ويراهن على الحصان الذي دعا له ، ويربح الضعفين فيأخذ النصف ويعطي الكنيسة النصف . نظر إليه القسيس بنظرة العاجز ، كيف سيفهم بأن هذا حرام ، وقد جرب بنفسه وكأن الله قابل ومبارك لما يحصل من خلال توفيقه وربحه !
جاهد الرجل كثيرا في تبيان أن ذلك مخالف لكل الأعراف والأخلاق ولا يجوز تمويل الكنيسة بمال حرام . ويرد الرجل ولكن الله قبل .
بعد فترة وقد استمر الرجل على حاله ، وأصبح السقف أسواء واصبح يهتز أكثر وينذر بسقوط وشيك .
يعد القسيس المال ويجده قليل وبحاجة إلى أضعاف . تضعف نفسه أمام الاغراء بالربح المؤكد وعن تجربة ، فيقرر المراهنه بالمال الذي لديه للربح والاسراع في ترميم السقف .
في نهاية الموعظة التالية يجتمع بالرجل ويسأل عن امكانية ذلك ومدى الموثوقية فالمال أصبح مال الله فيجب التأكد . فيؤكد له الرجل بأن هنالك حصان يود المراهنة عليه بكل ماله ليربح ربحا وفيرا في هذه المره ، يباركه القسيس ويدعو له ويعطيه المال .
يعود القسيس إلى غرفته ويفكر قليلا وفجأة يشعر بوخز الضمير ، يا إلهي ماذا فعلت بنفسي ؟ كيف أقدم المواعظ للناس وأنا نفسي أصاب بالطمع ، والله ليس لي شخصيا ، وإن يكن ، لا يجوز .
يغرق بدموعه ويصعب عليه تحمل العذاب فيذهب لمطران المنطقة ويعترف بسوء فعلته ويطلب النصح ، لقد تأخرت كثيرا يقول له المطران ، لم يبقى بيدنا سوى أن تضم صلاتك لصلاتي وندعو الله أن يخسر ذلك الحصان المذكور .
صلى الرجلان ما شاء لهما الله من صلاة وذرفا دموعا سخية .
جاء اليوم الموعود ، حضر الرجال وعلى وجهه آثار الصدمة ، لمحه القس واضاء وجهه استبشارا .
في نهاية الموعظة توجه إلى الرجل فورا وقال طمني ، أجاب الرجل بأنه انتكب تماما وخسر كل ماله ، فرح وقال الحمد لله تخلصنا من المال الحرام ، وطبعا خسرت مال الكنيسة أيضا ؟ قال الرجل لا والله خفت أن أراهن على نفس الحصان وهو جديد في الحلبه ، فانتظرت الدورة التالية وراهنت على حصان قديم وأعرفه أكثر وقد ربحتم سيدي .
يقفل ألفرد هيتشكوك المشهد على القسيس وبيده الكثير من المال ودموعه على خديه .
الله له وحده حق الخروج عن النص ، أليس كذلك .( هي من عندي مو من ألفريد )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر مجيب مشاهدة المشاركة
الشرع المجرد يجيز ، لأن المال الموروث مثلا يعتبر حلالا زلالا مهما كان أصله . لذلك ترك الله الكثير للضمير ، والضمير لمن يعرفه، شيء اقسى من محاكم الدنيا مجتمعة . وبالمناسبة المبدأ والمثل والقيم الحقيقية في كل طائفة ومجتمع تأخذ كلها من منبع واحد ، من خلال الفطرة التي نفخها الله فينا من روحه وتوارثناها عن أبينا آدم ، وكمنت فينا ، من خلال الفطرة السليمة وهي ما قد يجوز تشبيهه ب(البايوس في الحاسوب أو حتى الساعات الرقمية ).
وكان لنا في نفسنا محاسبا لنا ، وبذلك فإن الأعمال بالنيات .
عند اخواننا المسيحيين ورد نفس المعنى ولكن من خلال جملة قد تكون أقل وضوحا بسبب النقل والترجمة ، ففي رسالة القديس بولص الثانية إلى أهل كورنتس الاصحاح على ما أذكر 14 و15 و16 . تقول التالي :
كل الذين ينقادون بروح الله فهم أبناء الله يدعون ، من آمن بالناموس فبالناموس يدان ومن لم يؤمن بالناموس فبغير الناموس يهلك ، أما الذين ليس لهم ناموس وفعلوا بطبيعتهم ما هو في الناموس فهم ناموس لأنفسهم . هذه ليست دعوة للتنصر ! صلوا على النبي شباب .
هاي هيه العروة الوثقى عند الجميع الملتزمين حقيقة .
أرجو المعذرة إذا اختلفت الحرفية فهذه معلومات من الذاكرة وبتعرفوني أنا كبرت شوي هههههههه
أخي عابر دائما تبهرني بمخزونك الثقافي و المعرفي و دائما بتفوتني ردودك بالحيط مع تكبير خطك ....
بفوت بالحيط بالابهار ....مو متل بوري الصوبيا .........
__________________
أبو حكيم الدين
لقماان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة:
رندة (31-12-2012), عابر مجيب (31-12-2012)