عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: سورية ـ دمشق
المشاركات: 9,022
شكراً: 9,055
تم شكره 7,672 مرة في 2,619 مشاركة

رد: صالون سيرياستوكس ليومي الخميس والجمعة 27&28-9-2012
ماذا قدم زويل لمصر ؟
قام الدكتور أحمد زويل بإختراع كاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفمتو ثانية ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها أهلته للحصول على جائزة نوبل فى الكيمياء فى 21 أكتوبر 1999 ليصبح بذلك أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوب...ل في الكيمياء، وليدخل العالم كله في زمن جديد لم تكن البشرية تتوقع أن تدركه لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي عن طريق تقنية الليزر السريع .إن إكتشاف زويل قد أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به ليأتى فى قائمة أعظم الإنجازات البشرية .
إن إكتشاف زويل الذى أذهل العالم لم يكن حصرا على جنس أو طائفة أو دولة . فإن الفوارق بين البشر والحدود بين الدول تذوب عندما نتحدث عن العلم فكل مظاهر الحياة العلمية والتكنولوجية التى وصل لها العالم هى نتاج زويل وأمثالة وإنه لمن ضيق الأفق والجهل أن نحكم على العلماء من منظور دينى أو سياسى ومن المؤسف أن نجد البعض يسألون " ماذا قدم زويل لمصر ؟؟ وكان الأولى بهم أن يسألوا ماذا قدم زويل إلى البشرية !
لقد استفشى الجهل والنفاق والحقد والإذواجية فى مصر ليس فقط بين الطبقات الغير المتعلمة ولكن للأسف بين الطبقات المثقفة والمتعلمة. ففى الوقت التى نهاجم فيه العالم أحمد زويل على مدى استفادة امريكا واسرائيل والعالم من اكتشافاته لم نوجه اللوم إلى أنفسنا لعدم الإستفادة من علم هذا النابغة وعلماء مصر فى الخارج . إن مصر أصبحت للأسف وطنا طاردا للعلماء والمخترعين ومن المؤسف أن نعلم أن عدد العلماء المصريين في الخارج يزيد علي مليون و200 ألف عالم يمثلون ثروة كبيرة من خيرة علماء العالم، منهم حوالي 830 عالمًا متخصصًا في العلوم النادرة مثل الفيزياء والكيمياء الحيوية والفيزياء النووية وغيرها. إن العقل والمنطق يقتضى أن نسأل أنفسنا لماذا هرب زويل وأمثالة من العلماء من مصر بدلا من المحاولات المستميته لتدمير أنفسنا ذاتيا بالمساهمة فى تشويه وتهجير كل من يخرج عن القطيع وكل من يغرد خارج السرب.
إن الهجوم الشرس الذى يتعرض له الدكتور زويل يذكرنى بنظرية القرود الخمسة وهى نظريه إجتماعية ساخرة تقتضى عمل تجربة بوضع خمس قرود فى قفص وتثبت حزمة موز فى أعلى القفص , من الطبيعى أن يحاول أحد القرود أن يتسلق القفص للحصول على الموز ولكن كلما يحاول قرد الوصول إلى الموز يرش ماء بارد من خارج القفص على القرود ومع تكرار التجربة يلاحظ أن القرود ستهاجم أى قرد سيحاول الوصول إلى الموز خوفا من الماء البارد ويصبح الهجوم على القرد الطامح إلى الموز عادة إجتماعيه فى قفص القرود حتى بعد التوقف عن رش الماء, بعد فترة يتم وضع قرد جديد لا يعرف شىء عما يحدث داخل القفص , عندما سيحاول أحد القرود الخمسة الوصول إلى الموز سيقوم القرد الجديد بالسير على نفس نهج القرود بالقفص فيقوم بمهاجمة القرد الطامح إلى الموز دون معرفة السبب. ومع إختلاف التشبية ومع احترامنا لآدميتنا إلا أن هذا تحديدا ما يحدث الآن .
إن القائمين على حملة تشويه زويل لهم أهدافهم الخاصة وبدلا من التمعن فى من وراء هذه الحملة بدأنا نكرر نفس الجمل الرنانة التى أطلقوها دون أن نعقل ما نقول ,والتى استغلوا فيها أكثر الأمور حساسية لدى أى مواطن عربى ومصرى. ففى الوقت الذى يتهمون فيها زويل بالتطبيع مع اسرائيل نسوا أن الأدوات التى يستخدموها فى حملتهم للتشهير بزويل هى صناعه يهودية وأن العالم العربى هو الأكثر استخداما لأكبر شبكة تواصل من تطوير " يهودى " وننسى أن كل واحد منا يحمل فى يده هاتف متحرك أو يستخدم كمبيوتر يحمل انجاز " اسرائيلى " ألا وهو " الميمورى ".فلندخل إلى "السوبرماركت " ونعدد المنتجات الأمريكية واليهودية معا : معظم المشروبات الغازية مثل البيبسى والكوكاكولا والفانتا والسفن أب, معظم مساحيق التنظيف مثل الإريال والتايد والفيرى واللوكس والكامى والزست وبالموليف, منتجات للإستعمال الشخصى مثل البامبرز والأولويز وكل منتجات جونسون أند جونسون . ومن المطاعم بيتزا هت وكنتاكى وماكدونالدز وسب واى وهارديز. ومن الماركات العالمية للملابس " ليفايس للجينز " و"شركة بوس " , شركة جنرال اليكتريك ومنتجاتها من مبردات ومكيفات وبوتاجازات. ومن شركات السيارات فورد وجى إم سى وشيفورلية وكريسلر. ومن الشامبو هيد أند شولدرز وبيرت بلس وبانتين .
ليس هناك منزلا فى العالم العربى يخلو من المنتجات اليهودية والأمريكية. وكلنا بذلك مطبعون وكلنا موقعون على اتفاقية سلام بإستخدام هذه المنتجات. وإن زويل لم يكذب عندما قال " إن العلم لا وطن له " ولكننا نأبى أن نتقبل هذه الحقيقة .ولا لوم على اسرائيل أو أى دولة أخرى عندما تعمل جاهده للإستفادة من كل إنجاز بشرى ولكن اللوم يقع فى الأساس علينا لعدم استغلال هذه القدرات ومحاربتها وتشويها بكل السبل الممكنه . إن الإستفادة من العلماء لا تقع على عبء العالم وإنما هى مسؤلية الدول .إسألوا مصر " ماذا فعلتى لتستفيدى من ابنك العالم الذى يقدره ويبجله العالم أجمع. إن زويل على عكس آخرون يتمتع بحس وطنى عال ويرغب فى أن يقدم الكثير لهذا الوطن ولكنه دائما ما يصدم بالبيروقراطية وتدنى المستوى الثقافى والإعلامى وكلنا نعلم قصة زويل مع النظام السابق وكيف طبقت دول عربية أخرى مشروع زويل لتبنى أول قاعده علمية مثل السعودية وقطر على عكس مصر الذى مازال شعبها ينظر لزويل بهذا الأفق الضيق فى الوقت الذى ينظر فيه زويل إلى مصر بهذا الأفق المتسع ويرى أن مصر تستطيع أن تستعيد مكانتها الدولية وموقعها على الخريطة العلمية. إن زويل فرصة لن تتكرر لمصر والعالم العربى ويقع على عاتقنا جميعا مسؤلية تاريخية فى إتاحة الفرصة والوقت لهذا العالم الجليل كى يخدم هذا الوطن .
بقلم : سالى السيد
مؤسسة أصدقاء مدينة زويل
.............................................
المصدر: صفحة أصدقاء مدينة زويل
