عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: سوريا
المشاركات: 4,377
شكراً: 8,202
تم شكره 13,170 مرة في 2,970 مشاركة
رد: أراء و تحليلات عالمية مترجمة للعربية لحركة الذهب 4-8/6/2012
الذهب مستقر في انتظار مصير أزمة الديون
تم الإعلان عن عقد اجتماع طارئ للدول الكبرى الصناعية السبع في العالم من أجل مناقشة أزمة الديون السيادية الأوروبية و تأثيرها على الاقتصاد الدولي، و هذا ما سبب استقرار سعر الذهب في انتظار أي مستجدات و قرارات قد تنشأ، و المتداولون الآن يحومون بين التفاؤل و التشاؤم تجاه أزمة الديون السيادية، و نرى سعر الذهب مستقراً في مستوياته المرتفعة نسبياً رغم انخفاضه يوم أمس خلال جلسة نيويورك.
يوم أمس، اضطر العديد من المتداولين و المستثمرين أن يبيعوا الذهب لتغطية خسائرهم في أسواق الأسهم، و هذا ما دفع سعر الذهب يوم أمس للانخفاض و أغلق جلسة نيويورك على خسائر بلغت 0.49% عند سعر 1618.30 دولار للأونصة. كما و أن كل من سعر البلاتين و الفضة انخفض بمقدار 1.32% و 1.46% على التوالي، ليغلق سعر البلاتين جلسة نيويورك أمس عند مستوى 1424.00 و يغلق سعر الفضة عند مستوى 28.26 دولار للأونصة.
لكن، لو نظرنا إلى تداولات سعر الذهب مقارنة في الأسبوع الماضي، سوف نرى بأن سعر الذهب ما زال مستقراً قرب مستوياته المرتفعة نسبياً و التي اندفع لها بسبب طلبات كبيرة تدفّقت للذهب بعد ارتفاع احتمال أن يقوم الفيدرالي في سياسة تخفيف كمي جديدة لدعم الاقتصاد الذي أصبح يبدو أسوأ بتأثير من أزمة الديون السيادية الأوروبية التي أثبتت بأنها لا تؤثر فقط على الاتحاد الأوروبي و الاقتصاد الأوروبي، بل تؤثر على العالم كله و تسبب تباطؤ حاد فيه مما قد يدفع عديد من الدول للركود كما حصل مع بريطانيا.
سياسات التسهيل المالي و النقدي في البنوك المركزية تعتبر داعمة للذهب، حيث أن الذهب يستخدم لحفظ القدرة الشرائية للنقد في وقت قد تسبب فيه سياسات التسهيل المالي و النقدي انخفاضاً في القدرة الشرائية، و اليوم، قام البنك الأسترالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل الفائدة إلى 3.50% و هذا لدعم الاقتصاد في وقت تشهد فيه الصين تباطؤاً و تؤثر أزمة الديون السيادية على الاقتصاد الدولي كلّه بحسب رأي البنك الأسترالي. مثل هذه الخطوة من البنك الأسترالي، من المتوقع أن تحصل في بنوك مركزية أخرى في العالم، مما يزيد طلب الذهب لتغطية مخاطر انخفاض القدرة الشرائية.
استخدام الذهب كملاذ آمن أصبح يعود بشكل تدريجي، فأزمة الديون السيادية تتعمّق أكثر فأكثر في الاتحاد الأوروبي، و دول أكثر أصبحت بحاجة للدعم و الإنقاذ مثل قبرص التي تعاني من أزمة الديون، فيما إسبانيا الآن على مشارف طلب العون بتأثير من أزمة الديون، هذا و المتداولون ما زالوا يراقبون التطورات اليونانية فيما فرنسا تعاني من تباطؤ واضح و إيطاليا تشهد حالة من عدم الاستقرار المالي بسبب الارتفاع في العجز كملامح أولية لتعمّق أزمة الديون فيها، كل هذا يسبب طلبات للذهب مما يدفع سعر الذهب للارتفاع بشكل عام، خصوصاً بعد انخفاض تأثير قوّة الدولار الأمريكي على سعر الذهب بعد ارتفاع توقعات قيام الفيدرالي في سياسة تخفيف كمي ثالثة لدعم الاقتصاد لتقليل تأثير أزمة الديون على الولايات المتحدة.
يتداول سعر الذهب اليوم حول مستوى 1618.10 بانخفاض طفيف لا يتعدّى 0.01%، فيما استطاع سعر الفضة تعويض جزء من خسائر يوم أمس، و يتداول سعر الفضة الآن بمكاسب وصلت إلى 0.21% عند سعر 28.32 دولار. بالنسبة للبلاتين، فهو الآن يتداول على ارتفاع مقداره 0.98% عند سعر 1438.00 دولار للأونصة مستفيداً من وقوف العالم كله لمحاولة التصدّي لأزمة الديون السيادية. هذه الأسعار كما هي حوالي الساعة 01:59 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 05:59 بتوقيت غرينتش ).
بعض الضغط السلبي على الذهب خلال الجلسة الآسيوية اليوم نشأ من ارتفاع مؤشرات الأسهم الآسيوية، حيث اتجه المتداولون لأسواق العائد المرتفع بسبب قليل من التفاؤل و الذي سببه إعلان الاجتماع الطارئ للدول الكبرى الصناعية السبعة و الذي هو بقصد مناقشة أزمة الديون السيادية، و بذلك شهد الذهب قليلاً من جني الأرباح من قبل المضاربين، لكن بقي الذي يجد الدعم الجيد جراء طلبه لتغطية مخاطر سياسات التسهيل المتوقعة من البنوك المركزية في العالم.
حتى مع الانخفاض الذي شهده سعر الذهب يوم أمس، و مع استقرار سعر الذهب اليوم، ما زال السعر يتداول في مستويات مرتفعة نسبياً كدلالة على استمرار رغبة العديد من الجهات في طلب الذهب. و مع انخفاض قوّة الموجة الصاعدة للدولار الأمريكي، استطاع الذهب الاحتفاظ في جاذبيته، و هذا الوضع قد يستمر خلال الفترة المقبلة، خصوصاً و أن المتداولين ما زالوا يرون احتمال سياسات تسهيل مالي من الفيدرالي و البنك المركزي الأوروبي و غيرهما لاحتواء أزمة الديون السيادية و تأثيرها العميق على الاقتصاد الدولي. لكن، في حال لم يظهر الفيدرالي أي اتجاه لاتخاذ خطوة تخفيف كمي جديدة، فقد نرى الذهب يعود للانخفاض من جديد.