عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: سوريا
المشاركات: 4,377
شكراً: 8,202
تم شكره 13,170 مرة في 2,970 مشاركة

رد: أراء و تحليلات عالمية مترجمة للعربية لحركة الذهب 26-30/3/2012
توقّفت الموجة الهابطة للدولار الأمريكي يوم أمس، و عاد الدولار ليرتفع بشكل قليل في الأسواق المالية، و هذا رافقه عمليات جني أرباح في أسواق الأسهم الأوروبية و الأمريكية يوم أمس. رغم الافتتاح و البداية الإيجابية لمؤشرات الأسهم الأوروبية، إلا أن المتداولين اتجهوا لعمليات جني أرباح، و خلال الجلسة الأمريكية شهدنا هبوطاً في مؤشرات الأسهم الرئيسية أسفرت عن انخفاض مؤشر داوجونز الأمريكي بمقدار 0.33% و انخفاض مؤشر s&p500 الأوسع نطاقاً بمقدار 0.28%.
إن انخفاض مؤشرات الأسهم و عمليات جني الأرباح تعطي الدولار الأمريكي قوّة، و ذلك لأن المتداولين يتجّهون لبيع الأصول المرتفعة العائد و تسييل المراكز المالية و المحافظ عن طريق شراء الدولار الأمريكي، و بالتالي نرى بأن الدولار الأمريكي يرتفع سعر صرفه في الأسواق المالية، و ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي سبب انخفاضاً في أسعار العديد من السلع و الأصول من المعادن منها النفط الذي فشل في الثبات فوق مستوى 107 دولار يوم أمس بالنسبة للنفط الأمريكي الخفيف، و عاد للتداول ما دون هذا المستوى.
خلال جلسة نيويورك يوم أمس، انخفض سعر الذهب و أغلق الجلسة عند مستوى 1680.60 دولار للأونصة، و هذا بانخفاض مقداره 0.55%، كذلك انخفض سعر الفضة بمقدار 0.76% لينهي الجلسة عند سعر 32.59 دولار للأونصة الواحدة. بالنسبة لسعر البلاتين، فقد استطاع يوم أمس الارتفاع بمقدار 0.36% على مستوى جلسة نيويورك، وقد أغلق عند سعر 1651.00 دولار. الارتفاع الذي حصل في سعر البلاتين يعتبر ما تبقّى من المكاسب التي تم تحقيقها في وقت خلال جلسة نيويورك، حيث استطاع سعر البلاتين ملامسة الأعلى له عند مستوى 1665.00، و انخفض بعدها، فيما سعر الذهب لامس الأعلى 1697.50 دولار قبل أن يعود للانخفاض، فيما سعر الفضة استطاع ملامسة مستوى 33.13 قبل التعرّض لموجة جني أرباح.
استمر ميل المتداولين هذا اليوم لجني الأرباح، حيث نرى مؤشرات الأسهم الآسيوية الرئيسية قد تداولت في ميل سلبي انخفض إثره مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 0.70% تقريباً، كما و يتداول مؤشر هانج سينج على انخفاض يزيد عن 1.00% ، فيما مؤشر شنغهاي الصيني المركّب، فقد انخفض بشكل حاد و بمقدار يزيد عن 2.00%.
بعد الارتفاع الكبير في مؤشرات الأسهم في العالم، شهدنا موجات من جني الأرباح، و قد حفّزها القلق تجاه النمو في الاقتصاد الدولي. في انتظار بيانات اقتصادية هامة هذا اليوم، فضّل العديد من المتداولين جني الأرباح، خصوصاً و أن المتداولين حسّاسون جداً للمتغيرات الاقتصادية و الثقة في الأسواق المالية ما تزال هشّة.
استمر الضغط السلبي في أسواق المعادن الثمينة، حيث نرى سعر الذهب اليوم يتداول بانخفاض آخر مقداره 0.15% عند مستوى 1678.00 دولار للأونصة، كما و قد انخفض سعر الفضة بمقدار 0.40% ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 32.46 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فقد خسر هذا اليوم 0.79% ليتداول الآن عند مستوى 1638.00 دولار للأونصة الواحدة. إن هذه الأسعار كما هي حوالي الساعة 02:21 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:21 بتوقيت غرينتش ).
يبدو أن تجاوب أسواق المعادن الثمينة ملحوظ مع حركة الدولار الأمريكي، لكن كذلك، الثقة في الأسواق المالية عادت لتؤثر و بشكل واضح على أسعار المعادن، خصوصاً مع انتظار بيانات طلبيات البضائع المعمرّة الأمريكية لشهر شباط و التي من المتوقع أن تشير إلى نمو مقداره 1.8% بعد انكماش حصل خلال الشهر الذي سبقه، كما و أننا اليوم في انتظار بيانات الناتج المحلي الإجمالي البريطاني و الذي تشير توقعاته إلى أن الاقتصاد البريطاني انكمش بمقدار 0.2% خلال الربع الرابع الماضي، و لا يجب أن ننسى كذلك بيانات أسعار المستهلكين الألمان. هذا كله سوف يتبع نتيجة بيانات الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي التي صدرت اليوم مشيرة إلى أن النمو خلال عام 2011 تم تخفيض تقديراته من 1.4% إلى 1.3%، و بذلك نرى عودة قلق المتداولين تجاه أزمة الديون السيادية.
مستويات التضخم في العالم التي ما زالت تحت السيطرة بحسب ما يصدر من البنوك المركزية الرئيسية في العالم، أسباب تدفع المعادن الثمينة للتجاوب مع الثقة في الأسواق و سعر صرف الدولار الأمريكي، و هذا مرتبط بالتالي بتوقعات الطلب على المعادن الثمينة المرتبط مع النمو في الاقتصاد الدولي، فكلما انخفض الخوف من التباطؤ الاقتصادي الدولي، نجد طلباً على أسواق المعادن الثمينة، و هذا يرافقه انخفاض في سعر صرف الدولار ليزيد دعم ارتفاع المعادن الثمينة. في المقابل، زيادة الخوف من أزمة الديون السيادية الأوروبية و التباطؤ الاقتصادي الدولي، أسباب تدفع المتداولين لجني أرباح من الأسواق المالية، و عمليات بيع في أسواق المعادن الثمينة.
الثقة اليوم سوف ترتبط مع البيانات الاقتصادية العديدة المنظرة اليوم، و هذه البيانات قد تسبب توتّراً كبيراً في أسواق المعادن الثمينة. لكن لا نستبعد أن يكون الميل الهابط مسيطراً بداية بتأثير من استمرار عمليات جني الأرباح، لكن المتداولون الآن أقل قلقاً تجاه النمو في الاقتصاد الدولي، و هذا ما قد يعيد الاتجاه الصاعد للمعادن الثمينة لاحقاً، خصوصاً مع عودة الاتجاه الصاعد لأسواق الأسهم و العائد المرتفع.