GoldMan$

الذهب في أداء متباين و ضعف الطلب عليه واضح
انخفض سعر الذهب خلال جلسة يوم أمس الثلاثاء في جلسة نيويورك، كما و انخفض كل من سعر الفضة و البلاتين، حيث أن انخفاض ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي يوم أمس مقابل سلّة العملات الأجنبية و انخفاض سعر برميل النفط أسباب ساعدت على خفض الطلب على المعادن الثمينة عموماً و ضغطت سلباً على المعادن و السلع و الأصول في العالم مما سبب ميلاً هابطاً في أسعارها.
كذلك، شهدنا ميلاً هابطاً في أسواق الأسهم الأمريكية يوم أمس و حصلت موجة من جني الأرباح، حيث أن بيانات المنازل الأمريكية جاءت ما دون التوقعات ، و أعطت المتداولين مزيداً من الأسباب للقيام بموجات جني أرباح في لأسواق المالية صبّت في صالح الدولار الأمريكي و عانت أسواق العائد المرتفع من عمليات جني أرباح عامة في الأسواق.
انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 0.76% خلال جلسة يوم أمس، و شهدنا سعر الذهب يغلق عند سعر 1650.80 دولار للأونصة الواحدة، كما و قد انخفض سعر الفضة يوم أمس ليغلق على انخفاض مقداره 2.31% و ينهي الجلسة عند مستوى 32.16 دولار. بالنسبة لسعر البلاتين، فقد انخفض بمقدار 1.67% و أنهى جلسة يوم أمس عند مستوى 1652.00.
إن التداولات السلبية في أسواق المعادن الثمينة استمرت هذا اليوم أيضاً، لكن بالنسبة لسعر الذهب، فهو يتداول حالياً في قليل من الاستقرار قريباً من مستوى إغلاق نيويورك يوم الجمعة الماضي، فقد حصل قليل من الطلب المادي مع انخفاض السعر لكن في نفس الوقت، نستطيع أن نشاهد بأن هذه الطلبات ضعيفة جداً، و لم تكن قادرة على إكساب السعر العزم الصاعد.
القلق في الاقتصاد الدولي تجاه التباطؤ الاقتصادي العام في العالم يسبب ضعفاً في طلب المعادن الثمينة عموماً، لكن في نفس الوقت، النمو في الاقتصاد الدولي رغم أن توقعاته متباينة إلا أن المتداولين أقل تشاؤماً من حصول ضعف كبير و قوي في الاقتصاد الدولي، و امتزاج حالة ضعف النمو لكن دون الوقوع في ضعف كبير في الاقتصاد الدولي يسبب ضعفاً في الطلب المادي و الصناعي، لكن أيضاً مع ضعف في طلب الملاذ الآمن، خصوصاً و أن أسواق الأسهم أبدت أداء ممتاز خلال الفترة الماضية، مما سبب استغناء عن المعادن الثمينة كملاذ آمن، و اتجه المتداولون نحو الأصول المرتفعة العائد بشكل أكبر من المعادن الثمينة، و عندما تحصل عمليات جني أرباح في أسواق العائد المرتفع كما حصل يوم أمس، يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً مما يضر في أسعار المعادن الثمينة. بذلك، نرى بأن الضغط سلبي على كل من جانبي ضعف الطلب المادي و ضعف الطلبات الصناعية وسط توقعات ضعف الطلب في الاقتصاد الدولي، لكن مع انخفاض في طلبات الملاذ الآمن بسبب ابتعاد مخاطر الركود في الاقتصاد الدولي.
من ناحية مستويات التضخم، تظهر التوقعات بأن مستويات التضخم رغم أنها مرتفعة إلى حد ما حالياً، إلا أنها لا تهدد في ارتفاعات كبيرة في الأسعار، بل و تشير معظم التوقعات بأن مستوى التضخم سوف ينخفض في الدول العظمى، و رغم تصريحات من البنك المركزي الأوروبي التي تم الإشارة فيها إلى مستويات تضخم هذه السنة قد تصل إلى 2.7% و فوق مستوى الـ 2.00% المريح، إلا أن البنك المركزي لا يتوقّع ارتفاعاً كبيراً في التضخم، كما و أن بيانات مؤشر سعر المستهلك البريطاني يوم أمس أظهرت انخفاضاً في التضخم من 3.6% إلى 3.4%، و رغم أن ذلك الانخفاض أقل من المتوقع، إلا أنه يؤكد استمرار انخفاض المخاطر التضخمية.
انخفاض المخاطر التضخمية سبب آخر لتقليل الطلب على أسواق المعادن الثمينة، فنرى بأن المعادن الثمينة حالياً متأثرة في ضعف كبير من معظم أنواع الطلب، مما يبقي على الميل الصاعد لها ضعيفاً حين يحصل، و يبقي على الضغط العام السلبي عليها قائماً.
بالنسبة لتداولات أسعار المعادن الثمينة الآن، نرى سعر الذهب اليوم يتداول بارتفاع طفيف لا يتعدّى 0.09% عند مستوى 1652.30 دولار للأونصة، كذلك يتداول سعر البلاتين على بعض الارتفاع الذي يقدّر بحوالي 0.12% عند سعر 1654.00 دولار للأونصة. بالنسبة لسعر الفضة، فقد انخفض اليوم، و نرى بأن عمليات جني الأرباح مستمرة لسعر الفضة، ليتداول في هذه اللحظات على انخفاض مقداره 0.12% عند سعر 32.12 دولار للأونصة. إن هذه الأسعار كما هي حوالي الساعة 02:54 بتوقيت نيويورك ( 06:54 بتوقيت غرينتش ).
سوف نكون هذا اليوم مع محضر اجتماع البنك البريطاني، و الذي من المتوقع أن يتم الإشارة فيه إلى اتفاق و تصويت بالاتفاق بين جميع الأعضاء على إبقاء سعر الفائدة على ما هو عليه و كذلك نرى بأن التوقعات تظهر اتفاقهم على برنامج شراء الأصول. بالنسبة للولايات المتحدة، فسوف نكون مع بيانات مبيعات المنازل القائمة، و التوقعات تظهر احتمال قليل جداً من الارتفاع بنمو مقداره 0.7% في المبيعات. إن هذه البيانات قد لا تكون محور تأثّر الأسواق، لكن بشكل عام قد تبقى توقعات النمو في الاقتصاد الدولي و مقدار هذا النمو هو المؤثر في الأسواق و منه في أسواق المعادن الثمينة. كذلك لا يجب أن ننسى تسلّط الأضواء على وزير الخزانة البريطاني و الذي سوف يقدّم خطّة الموازنة للعام الجاري، و هذا ما قد يسبب تذبذباً و الأسواق البريطانية.