عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: سوريا
المشاركات: 4,377
شكراً: 8,202
تم شكره 13,170 مرة في 2,970 مشاركة

رد: أراء و تحليلات عالمية مترجمة للعربية لحركة الذهب 12-16/3/2012
أبقى الفيدرالي الأمريكي يوم أمس على سياساته المالية و النقدية على ما هي عليه، فأبقى على سعر الفائدة في مستويات بين 0.00% و 0.25% . اشتق المتداولين من قرار البنك الفيدرالي أمس و تصريح برنانكي الذي تبع التصريح بأن الفيدرالي الأمريكي لا يعتزم تقديم خطط تحفيز جديدة للاقتصاد، لكن يبقي على احتمال ترك سعر الفائدة المنخفض جداً إلى أواخر عام 2014. لكن مع ذلك، أشار الفيدرالي الأمريكي إلى أن الاقتصاد من المتوقع له نمو " متوسط " خلال الأرباع القادمة من السنة و انخفاض تدريجي في البطالة، و هذا التصريح تجاه النمو دعم الأسواق المالية خصوصاً و أن الفيدرالي أشار سابقاً بأنه يتوقّع نمواً " متواضعا".
قال الفيدرالي الأمريكي بأنه سوف يواصل برنامجه في إعادة هيكلة محتويات محفظة الأوراق المالية طويلة الأجل، و هذا يعطي الأسواق اعتقاداً بأن الفيدرالي الأمريكي مستمر في دعمه للاقتصاد على نفس النهج السابق دون رفع في مقدار هذا الدعم، لكن في نفس الوقت سوف يقوم بنقل الدعم من مكان إلى آخر بحسب ما يحتاج الاقتصاد. بذلك، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل واضح يوم أمس.
لعب إعلان نتائج اختبار التحمّل لـ 19 بنكاً أمريكياً كبيراً دور هام في دفع الثقة للارتفاع في الأسواق المالية الأوروبية يوم أمس، فقد كان من المقرر أن يتم الإعلان عن هذه النتائج يوم الخميس المقبل، إلا أن النتيجة ظهرت و على نحو غير متوقع يوم أمس. فقد أشار الفيدرالي الأمريكي بأن غالبية البنوك ستظل محتفظة في رأس مال مناسب و كلف وفقاً للمعايير المعمول بها في الولايات المتحدة حتى لو تعرّضت لصدمة من ارتفاع البطالة إلى 13% و انخفضت أسعار المنازل 21%. و هذا الإعلان أيضاً ساعد بورصة وول ستريت لأن تشهد أفضل أداء لها خلال عام 2012 الجاري.
بسبب كل تلك الإيجابية في أخبار الولايات المتحدة الأمريكية، تهافت المتداولون من العالم إلى الولايات المتحدة للاستثمار في أسواق الأسهم و الأصول الأمريكية مما أسفر عن موجة ارتفاع كبيرة جداً في الدولار، و هذا بسبب أن وضع الاقتصاد الأمريكي يبدو في حال أفضل بكثير من عديد من الدول العظمى و الكبرى في العالم، و تختلف سياسات البنك الفيدرالي الأمريكي عن سياسات معظم البنوك المركزية الأخرى التي ما زال من المرجّح لها تقديم خطط تسهيل ائتماني مالي أو حتى نقدي خلال الفترة المقبلة من هذه السنة.
ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي سبب موجة هابطة في أسواق السلع تأثرت فيها أيضاً المعادن الثمينة، حيث انخفض سعر الذهب خلال جلسة نيويورك يوم أمس بمقدار 1.51% و أغلق عند مستوى 1675.10 دولار للأونصة. كما و انخفض سعر الفضة بمقدار 0.60% ليغلق عند مستوى 33.41 دولار، و كان البلاتين الأقل تأثراً في ارتفاع سعر صرف الدولار، و انخفض بحوالي 0.41% فقط مغلقاً الجلسة عند مستوى 1687.00 دولار.
تعرّض الذهب أيضاً لموجة جني أرباح من قبل طالبي الملاذ الآمن، حيث أن الإيجابية الكبيرة التي ظهرت أمس من الولايات المتحدة الأمريكية سببت اتجاه كبير نحو أسواق الأسهم، و بهذا كان الذهب الأكثر انخفاضاً يوم أمس. حتى خلال جلسة هذا اليوم، نرى بأن الذهب استمر في اتجاهه الهابط بشكل عام.
يتداول سعر الذهب اليوم بانخفاض مقداره 0.15% عن إغلاق نيويورك أمس حول سعر 1672.60 دولار، و انخفض سعر الفضة لكن بشكل أكثر حدّة مما حصل في الذهب، ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 33.05 دولار للأونصة بانخفاض مقداره 1.08%. بالنسبة للبلاتين، استطاع هذا اليوم تعويض بعض خسائر أمس ليرتفع بمقدار 0.12% و يتداول في هذه اللحظات عند سعر 1689.00 دولار للأونصة. إن هذه الأسعار كما هي حوالي الساعة 02:27 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:27 بتوقيت غرينتش ).
الارتفاع الذي حققه البلاتين هذا اليوم كان بدعم من تحسّن توقعات نمو الاقتصاد الدولي، فالبلاتين أكثر المعادن الثمينة الثلاث المشار لها في تقريرنا تأثراً في التحسّن الاقتصادي في العالم، و لذلك نراه اليوم يقاوم ارتفاع سعر صرف الدولار، و كذلك نراه يتعرّض لطلبات جيدة بين الحين و الآخر خففت من هبوطه يوم أمس.
قال رئيس الوزراء الصيني هذا اليوم بأن خفض مستوى النمو المستهدف للناتج المحلي الإجمالي الصيني هذا العام إلى 7.5% كان ضرورياً من أجل تحقيق نمو متواصل لكن مع إفساح المجال لإجراء إصلاحات هيكلية لتخفيف تأثير الاقتصاد الدولي و الضغط الخارجي على الاقتصاد، و خص في الذكر أزمة الديون السيادية الأوروبية و انكماش الأسواق الخارجية. كما و تعهّد رئيس الوزراء الصيني بأن يتم إعادة أصلاح توزيع الدخل في المجتمع في عامه الأخير في منصبه. بذلك، قلت المخاوف الدولية تجاه الصين و تخفيضها للنمو، إذ أن هذا التصريح أعطى أسباب منطقية و علاجات ضرورية للتعامل مع الوضع الاقتصادي الدولي الحالي. و قد تم الإشارة أيضاً إلى أن الحكومة الصينية سوف تتجه إلى توسعة حركة سعر صرف اليوان الصيني مقابل العملات صعوداً و هبوطاً.
إن اتجاه المعادن الثمينة السلبي الهابط قد يرتبط مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي، و استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي كان في الفترة الأخيرة مربوطاً في حالة التشاؤم، لكن حالياً لأن مصدر التفاؤل هو الولايات المتحدة و الاستثمارات تتدفّق إليها، نرى بأن الدولار ارتفع. في حال صدرت بيانات اقتصادية دولية إيجابية دعم الثقة في الأسواق المالية الدولية عامة، فقد نرى الدولار الأمريكي يعود للانخفاض، لكن إن استمرت الثقة و التفاؤل الكبير متمحوران على الاقتصاد الأمريكي، فقد يستمر الدولار الأمريكي في الارتفاع مما يزيد الضغط السلبي على المعادن الثمينة.