وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم هدانا الله واياك وجعلنا من أصحاب اليمين
أخي أنا أحسبك مؤمناً بالله مسلماً بحكمته المطلقة وبعلمه المطلق بما كان و سيكون
وبما يصلح و بما لا يصلح
وأنا أنطلق من إيمانك هذا لكي أقول لك "إن هذا الأمر دين فإنظروا عن من تأخذون دينكم"
وإن لكل أمر أهل اختصاص درسوه وتفانوا فيه "فإسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
الربا كما نقلت أخي الكريم في التعريف "الربا في اللغة معناه الزيادة ، وهو في الشرع زيادة في أشياء مخصوصة ، وينقسم إلى قسمين : ربا النسيئة ، وربا الفضل ."
فهو شرعاً زيادة في أشياء مخصوصة وليس كما قال كاتب المقال أنه زيادة في رأس المال فما
كل زيادة في رأس المال هي من قبيل الربا
أخي أنا أعذرك لأنك لست من أهل الأختصاص لكن كاتب هذا المقال يتقصد "الضحك على العامة"
إذا تركنا موضوع التعريف جانباً كما أردت
لنرى على ماذا بني المقال
بني المقال على زعم أن الأسلام حرم الربا لأجل أسباب عدها الكاتب وجعلها محور التحريم
مع أنه لم يرد في الشرع أي شئ يتعلق بهذه الأسباب
لم يرد في الشرع إلا الحكم الشرعي
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ* يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:275-279].
إذا مناط النقاش كله باطل لأن الله حرم الربا وبين أن فيه ظلم لكن لم يفصل ذلك
إذا الكاتب يتكهن بمراد الله ثم يبني على تكهنه لينقض حكم الله الثابت
لعمري لو أنك سألت أي شخص لديه أدنى فكرة عن القانون و الشرائع ليقولن أن هذا هرج
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا
إذا أخي الكريم هدانا الله و اياك إلى الصراط المستقيم نحن بداية نقول سمعنا و أطعنا
ثم نبحث من قاعدة التسليم لله تعالى بالبحث عن حكمة التشريع
إن وجدناها فذلك خير وإلا نتهم فهمنا وعقولنا القاصرة أمام حكمة الله البالغة
أخي الكريم ليطمئن قلبك :
وجدنا من خلال دراساتنا العلمية حول الأقتصاديات العالمية و تتطورها و تفاعلها أن الربا بشلكه المعرف في الشريعة الأسلامية مصدر الأفات في النظام المالي الرأسمالي الحديث
البنك الدولي له دراسة على أن البنوك الأسلامية أكثر ثباتاً وفعالية من البنوك الربوية وهي دراسة محايدة غير دينية وتعتمد على قوانين كينز و فريدمان قد أرفقت الدراسة إذا أردت البحث .
الدراسات الغربية الحديثة وتشخيصها للأزمة يفضي إلى أن النوك الأسلامية لا يمكن أن تخلق فقاعات كتلك التي تخلقها البنوك الربوية لأن عملها منوط بالأقتصاد الحقيقي و بالتعرض للخطر أما البنوك الربوية فعملها يتجاوز الأقتصاد الحقيقي بعشرة أضعاف تقريباً من 70 ترليون إلى ما يربو عن 700ترليون دولار حجم تعاملات وهمية وكل ذلك بسبب سلخ المخاطر عن الأيراد عن طريق بيع الديون و التأمين عليها و تخفيض سعر الفائدة مما أغرى فئات ذات دخل محدود لتتوسع بالمديونية ثم رفع سعر الفائدة على هؤلاء و استغلال سذاجتهم و إدخالهم بدوامة دفع فوائد ما أنزل الله بها من سلطان بحجة كبح جماح الأقتصاد والتخفيف من غلاواء التضخم و كل ذلك يخلق إرتباك في الأقتصاديات العالمية يبحث المختصون فيها عن مخرج
وما يدريك أخي البلخي أن المخرج في اتباع اساليب التمويل الأسلامي و سد الباب أمام هذا التفيقع المقيت الذي يأكل الأخضر و اليابس
وحقيقة إذا اتبعت المشرعين في الدول الغربية تجد أنهم بدأوا يتبنوا النظام الأسلامي في التمويل ويجدون فيه ما يلفت النظر في القابلية على الثبات و القدرة على تفعيل الحركة و منع الفقاعات الكارثية
ثم نحن أخي الكريم زاهدين بهذا التشريع العظم ونسمع لكل ناعق يتفلسف على شرع الله سبحانه وتعالى
آن لنا أن نتعلم و نتفقه في ديننا العظيم قبل أن نتفاجئ بأن الغرب بعقله المتفتح و قبوله للحق "طبعا من مبدأ علمي دنيوي " يتبنى الأقتصاد الأسلامي وما يدريك أنه يتوجه نحو الأسلمة التي تقد مضجع اليهود بالدول الغربية بنسب نموا تزيد عن أي دين أو مذهب أخر
ولا عجب فهو دين الله ﴿ وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾[الإسراء:81]