عرض مشاركة واحدة
قديم 19-10-2011, 11:18 AM
  #6
saeed
عضو أساسي
 الصورة الرمزية saeed
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: سورية ـ دمشق
المشاركات: 9,022
شكراً: 9,055
تم شكره 7,672 مرة في 2,619 مشاركة
افتراضي رد: تاريخ الذهب ... واتجاهاته المستقبلية ..


اتفاقية بريتون وودز



بعد أن اندلعت الحرب العالمية الثانية، كانت كل دولة تتخذ الإجراءات التي تحفظ مصالحها الخاصة فقط، دون النظر إلى أو الاهتمام بما ستحدثه هذه الإجراءات من آثار سيئة بالنسبة للدول الأخرى، وللخروج من هذه الفوضى وحتى لا يقع العالم في وضع يشبه الوضع الذي أسفرت عنه الحرب العالمية الأولى، سارع المسئولون عام 1944 إلى عقد مؤتمر دولي سمي بمؤتمر بريتون وودز، لوضع الأسس العامة لتنظيم الأوضاع النقدية على الصعيد الدولي وتنمية التجارة الخارجية، وحركات رؤوس الأموال.

وقد تم الاتفاق في المؤتمر على أن يكون الذهب هو الأصل الذي يدور عليه نظام النقد الدولي الجديد، وكان من ضمن شروط المؤتمر أن يقوم الأعضاء بإعادة ربط عملتها بالذهب، من خلال تحديد كل دولة وزنا معينا من الذهب الصافي لوحدتها النقدية، وذلك من أجل تحديد وتثبيت سعر الصرف، ولكن هذا لا يعني حرية التبديل بالذهب، حيث لم يسمح للأفراد أو للمؤسسات بتبديل الذهب مقابل الأوراق النقدية من المصرف المركزي، إلا الدولار الأميركي وحده هو الذي يمكن تبديله بالذهب.

ومن هنا أخذ الدولار الأميركي يتميز عن سائر نقود العالم لأنه فقط هو الذي اكتسب هذه الميزة وقد حددت الولايات المتحدة سعر الدولار الرسمي بالذهب، بواقع 35 دولارا للأونصة، وقد كان الدافع الأميركي لجعل الدولار قابلا للتحويل إلى ذهب، بالسعر الذي حددته هو عاملين:

العامل الأول: إن الولايات المتحدة خرجت بعد الحرب العالمية الثانية وهي تمتلك ثلثي ذهب العالم أي ما يعادل 25 مليار دولار من إجمالي 38 مليار دولار.

العامل الثاني: رغبتها في الهيمنة السياسية والاقتصادية على العالم لأن الدول أصبحت غير ملزمة بالاحتفاظ بكامل أرصدتها النقدية بالذهب بل كذلك بأوراق نقدية (دولارات)، تلتزم الولايات المتحدة بتبديلها ذهبا عند الطلب بالسعر الذي تحدده.

وقد سمي نظام بريتون وودز بنظام الصرف بالذهب لأنه أقر احتفاظ الدول في أرصدتها بالنقود الورقية، القابلة للتبديل بالذهب، بعد أن يتم تحويلها إلى دولارات، وهكذا أصبح النقد الورقي المحلي لأية دولة لا يحول مباشرة إلى ذهب إلا إذا كان تابعا للدولار مقوما به. (أو الإسترليني ومقوما به).

وقد اشترط مؤتمر بريتون وودز كذلك على الدول الأعضاء، أن تقوم بتثبيت سعر صرفها، مع سماح بتقلبات سعر الصرف بنسبة معينة 1%، وقد استمر الإسترليني كذلك إلى حد ما في الدرجة الثانية، ولكن لم يستمر طويلا.

وقد استمر نظام الصرف بالذهـب حتى إعـلان الرئيسي الأمريكي نيكسـون بنــود الإصلاحات، التي بموجبها تم إلغاء نظام الصرف بالذهب، حيث ألغيت قاعدة تبديل الدولار بالذهب، لينفرد الدولار في ميدان الساحة النقدية في العالم.


__________________
نلتقي لنرتقي
saeed غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ saeed على المشاركة المفيدة:
Ship World (19-10-2011)