عضو أساسي
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: سورية ـ دمشق
المشاركات: 9,022
شكراً: 9,055
تم شكره 7,672 مرة في 2,619 مشاركة

رد: تاريخ الذهب ... واتجاهاته المستقبلية ..
قاعدة الذهب
تعتمد هذه القاعدة على أن كل دولة تحدد قيمة الوحدة الواحدة من عملتها الوطنية بوزن معين من الذهب، وفي الوقت نفسه تكون الدولة مستعدة لشراء أو بيع كمية من الذهب مقابل سعر عملتها الذي أعلنته وبالتالي فإن هذه القاعدة كانت تضمن حرية عملية التبديل بأشكال النقد المتداول بالذهب، كما تضمن أيضا على الصعيد الخارجي، حرية تصدير واستيراد الذهب من دون قيد أو شرط.
وطبقا لهذه القاعدة فإن البنك المركزي لا يستطيع أن يقوم بإصدار كميات من الأوراق النقدية في التداول وذلك تجنبا لزيادة كمية النقود المتداولة عن حاجة النشاط الاقتصادي وبالتالي تنقص ثقة الجمهور في استعمال النقود الذي يسارع إلى تركه والحصول على الذهب مكانه.
كما ساد في ظل هذه القاعدة مبدأ حرية استيراد وتصدير الذهب بين الدول بدون قيد أو شرط، فإذا كان النظام يعتمد على المسكوكات، فإن الشخص الذي يرغب في تصدير كمية من الذهب، يستطيع أن يحصل عليها من التداول، أما إذا كان النظام يعتمد على السبائك فإن هذا الشخص سوف يلجأ إلى البنك المركزي للحصول عليها بالسعر القانوني، والعكس يمكن للفرد أن يستورد الكمية التي يرغب فيها من الذهب، فحرية استيراد وتصدير الذهب تضمن وتؤمن ثبات سعر الصرف.
وكانت المعاملات المالية الدولية حتى سنة 1914، تسير على القاعدة الذهبية ولعبت أوروبا دورا مسيطرا على العالم، وكانت بريطانيا هي الدولة المتفوقة، وكان التنظيم الاقتصادي والمالي في العالم مرتكزا في لندن، في الوقت الذي كان العالم فيه منقسما إلى مجموعتين،
المجموعة الأولى صناعية أو في طريقها إلى التصنيع،
والمجموعة الثانية غير صناعية.
وكانت دول المجموعة الصناعية، وهي الأقل عددا تنهب المواد الأولية والمواد الغذائية عن طريق الاستعمار، ودول المجموعة الثانية تستورد المنتجات المصنعة وبذلك وجد انقسام بدائي في العمل على المستوى العالمي بالفعل، وكانت بريطانيا أقدم الدول في ميدان التصنيع كما أنها تقوم بالمتاجرة بربع تجارة العالم تقريبا، وكانت في الوقت نفسه أكبر دولة مصنعة في العالم.
وكان دور بريطانيا واضحا تماما فيما يتعلق بالنقد والأموال حيث كان نظام المدفوعات الدولية يخضع للندن، الذي كان يقوم بدور المنظم، وكانت إنجلترا تقوم بـ 40% من الاستثمارات الدولية، وكان مفتاح الحركة العالمية للتبادل يتمثل في ميزان الإسترليني الذي كانت المصارف الأجنبية تحتفظ به في لندن، وكانت قيم المبادلات المطبقة في كل دولة في العالم تناقش في لندن، وكانت قاعدة الذهب في الواقع هي قاعدة النقد الأساسية، وهي قاعدة الإسترليني، وكانت آلية الدفع مضمونة، وفي مركز نقدي ومالي واحد في العالم.
__________________
نلتقي لنرتقي