مشرفة صالة إدارة وأعمال
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: syria - lattakia
المشاركات: 1,929
شكراً: 3,346
تم شكره 3,494 مرة في 1,132 مشاركة

الحوار في مكان العمل...متي يكون شراً لابد من الاقلاع عنه
البروفيسور مارشال غولدسميث
أثارت مقالتي الماضية
"متى ينبغي عليك الاحتفاظ بجواهرك لنفسك؟" (التي قدمناها لقرّائنا فيالعدد الخامس والأربعين) مناقشات و مساهماتٍ هائلة من أنحاء العالم كافة.
و دفعني هذا التجاوب والاهتمام الواسعان إلى متابعة الموضوع مع قرائي الأعزاء وعرض سؤالٍ أساسي طرحته –و ما أزال- على آلاف القادة من كل أنحاء العالم:
ترى ما هي الحصة المقتطعة من زمن الاتصالات البين شخصية في منظمتك المنقضية في النوعين التاليين من الحوارات:
-
حوارات يستعرض فيها الناس كم هم أذكياء و متميّزون و رائعون (أو يصغون إلى من يقوم بهذا الاستعراض)
-
حوارات يستعرض فيها الناس ما لدى آخرين من غباء أو سوء أو ضعف كفاءة (أو يصغون إلى من يقوم بذلك)
الإجابات مذهلة عزيز القارئ! متوسط نصيب هذا النوع من الحوارات ضمن الزمن الإجمالي للحوارات البين -شخصية هو نحو 60%.
لقد أخبرني بذلك مديرون من أمريكا الشمالية و أوربا و آسيا و كانت النتائج متقاربةً تقارباً مدهشاً.
يا لها من مضيعة للعمر فيما يضر!
ترى ماذا نتعلّم من حديثنا عن شدة ذكائنا و روعة أدائنا؟... لا شيء
ترى ماذا نتعلّم من حديثنا عن شدة غباء آخرين و ضعف مقدراتهم و تفاهة منجزاتهم؟...لا شيء
كم يضيع من أعمارنا في سبيل هذين النوعين من الحديث؟... كثيرٌ و كثيرٌ جداًً!
ليت الأمر يقف عند ضياع العمر دون منفعة! بل إنّ هذين النوعين من الحوار يرسّخان عاهاتٍ دائمةً في أعصابنا وأذهاننا.
وهكذا ترى كثيراً من الناس مفرطين في الحماسة والتمسّك ببعض القضايا إلى درجة التشنّّج، و مغالين في التنقيب عن محاسنهم ونفخها والتفتيش عن مثالب الآخرين وتضخيمها فلا يبقى لديهم متسع من الوقت والفكر والطاقة لتعلّم ما ينبغي تعلّمه والقيام بما ينبغي القيام به حقاً.
إستراتيجيتي البسيطة والفعّالة في مكافحة هذا النوع من التشنّج والانشغال العقيم هي تقليص حوارات "ما أذكانا" و حوارات "ما أغبى الآخرين" إلى أقل درجةٍ ممكنة.
لا يمكن لأي قائد يعمل وحده أن يمنع هذه الحوارات المخرّبة عن طريق التوجيهات أو القرارات، و لكن يمكنه بالتأكيد أن يرسم القدوة الحسنة بنفسه فيقلع عنها إقلاعاً تاماً و يذكّر من حوله و يحثّهم حثاً رفيقاً على الإقلاع عنها.
وأعتقد أنّ التذكير بإحصائية "الستين بالمئة" المذكورة آنفاً و ما تبرزه من تضييع الناس لصحّتهم النفسية والذهنية وتدمير إنتاجيتهم وكفاءتهم سيعينك في إقناع نفسك وإقناع الآخرين.
منقـــــــــول
تعليق بسيط مني (( من هنا تأتي أهمية التحلي والالتزام بقيمة التواضع الذي حثنا ديننا الحنيف على التخلق به ))
والتواضع سمة الناجحين في الحــياة
بالإضافة سمة السعــداء
__________________
أفضل وسيلة لــتحقيق أحلآمك هو أن تستيقظ
كن واعياً للطريقة التي تنظر بها إلى الوقت، فمشاهدة الساعة ليست كمشاهدة الغروب.