عابر مجيب

صباح الخير
السؤال الأهم هو عن شخصية الأب بصرف النظر عن كون الولد شرعي أم لا . لوكان الأب من النوع الانساني الذي يهتم بأولاده ويحبهم ويشعر بأنه سبب وجودهم وعليه حمايتهم والتضحية بروحه لاسعادهم . فمن المجدي اعلامه عن سوء حال أولاده ليضاعف جهوده وسهره لتأمين المال لهم أو البحث الدائم والمطالعة لرفدهم بآخر المستجدات والمعلومات العلمية المفيدة بعد أن يكون قد شحنهم بما لديه من معارف وثقافة في سهرات الشتاء قرب المدفأة .
أما لوكان من الآباء الذين يخلفون أولادا كثر يدفعونهم إلى الشوارع أو يجدون في كثرة عيالهم حجة على الآخرين لمساعدتهم وهذا المثال واضح ،ولكن قد نجد أمثلة أقل وضوحا وفيها استغلال وطمع خفي لأهل يكثرون في الانجاب كما يكثر الفلاح في البذار ثم يقتلع النبتة الضعيفة أو يهملها لتموت من نفسها . يصحى هذا الاب يوما ويجد أن الدستة الأخيرة من أولاده بعد أن مات الآخرون ، نعم يجد أن تلك الدستة الباقية قد أصبح فيها القاضي والطيار والمغترب الذي يؤمن لأبيه (جرين كارد) وراتب وهنالك التاجر والسائق والخ ... ناهيك عن بيع البنات الصغيرات لكبار السن من أهل المال محليا أو خليجيا . كل ذلك ليخدم مصالحه وقد رمى شبكة خلفته ليجمع صيدها في كبره ، وقد درج الكثيرون على قول أن الولد يفيد بالكبر !
هل سينفع مع من يستثمر حتى أولاده النصيحة ؟ خصوصا لو كان أرعنا وقصير النظر . هل سيضحي بالتنازل عن شئ من المال الذي استولى عليه وجمعه من عرق أولاده ؟.