مشرف
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: دمشق
المشاركات: 6,194
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
رد: كل عام وانتم بخير
للاسف معاني شهر رمضان غابت عنا فمن شهر القرآن والخير والصدقة والتهجد والتراويح والقيام
الى شهر الطعام والخيم والغضب والمجون فهل انقلبت المفاهيم في عقولنا الى هذه الدرجة ؟
رمضان الشهر الكريم والموسم العظيم على الأبواب, شهر الخير والنفحات والخيرات. شهر القرآن والقيام والصدقات والتهجد والإنابة إلى الله والرحمة والمغفرة والعتق من النارفما أن يقترب وصول رمضان حتى تعلن حالات الطوارئ في الأسواق الاستهلاكية بعكس ما يجب ان نفهم من معاني رمضان فهو فرصة التخفف من الطعام ومن الشهوات-خصوصا مع انتشار أمراض البدانة في مجتمعاتنا وما يرافقها من تداعيات سلبية على عافية الجسد وحيويته- والتي من المفترض أن تكون أحدى ثمرات رمضان, تنقلب إلى النقيض تماماً فتزداد الأحوال السلبية الناتجة عن مخالفة الهدي النبوي في الإقلال من الطعام والتخفف من شهوات الدنيا وزينتها. كما أن هذه المبالغات غير المحمودة تؤثر على الهمة في التعبد في مرحلة ما بعد الإفطار من صلاة وقيام
ايضا من الفهم الخاطىء ما تتفشى في رمضان, خصوصاً في الدوائر الخدمية والتي تتعامل مع الجمهور, أعراض وأمراض الترهل والكسل وسرعة الغضب. ويتذرع البعض بالصيام ليؤجل معاملات المراجعين أو ليبرر سوء تعامله مع الخلق.
مع إن كثيراً من الانتصارات الإسلامية الباهرة تاريخيا كانت في رمضان. ذلك أن الصيام وإن كان يؤدي في بعض الأحيان إلى ضعف في البدن, إلا أن الارتقاء الروحي للمسلم المقبل على الله والذي يعرف كيف يستثمر هذا الموسم المبارك ويتعامل معه يؤدي بهمته إلى الارتفاع مما ينعكس عليه نشاطاً وإشراقاً في الحضور ونوراً في الوجه وخلقاً حسناً في التعاطي والتعامل مع الخلق. ليالي رمضان المباركة, والتي تتصدرها ليلة خير من ألف شهر, ليالي القيام والتهجد والاستغفار في الأسحار
ايضا من المعاني السلبية ما نتعرض له من هجمات شرسة من القنوات التلفزيونية الأرضية منها والفضائية والتي تعلن نفيراً عاماً لإفساد ليالي رمضان على كثير من المسلمين بالبرامج العبثية
فهل نحسن استقبال ووفادة هذا الضيف الكريم والذي منّ الله عز وجل به علينا, لنشحن القلوب والأرواح والنفوس بشحنات إيمانية تعيننا على عام من العمر...مضى ؟؟