manar
20-10-2011, 10:28 AM
قبل إنشاء جامعات عالية المستوى..قدموا تعليماً راقياً
دمشق - سيرياستيبس
دعا البنك الدولي في بداية الشهر الحالي، البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إلى عدم الانسياق إلى محاولة إنشاء جامعات على أحدث مستوى عالمي للاستفادة من عائدات الأبحاث واكتساب مكانة عالمية قبل أن تقدم لمواطنيها تعليماً عاليا راقيا.
ويخلُص التقرير الجديد للبنك إلى أن أصحاب الأداء البارز في عالم الجامعات البحثية تجمع بينهم ثلاث سمات مشتركة، لا يمكن بدونها أن يُكتب لجامعات القرن الحادي والعشرين البقاء، ناهيك عن التميز، وهي: تركُّز شديد من الأساتذة والطلاب الموهوبين، وميزانيات ضخمة، ورؤية وقيادة إستراتيجية.
وفي معظم الحالات لا يقتصر الطلاب وأفراد هيئات التدريس في أرقى جامعات العالم على أبناء البلد الذي تقع فيه الجامعة. وهذا يتيح لها اجتذاب أفضل المواهب، بغض النظر عن جنسياتهم، والانفتاح على الأفكار والأساليب الجديدة. ولا ريب أن أفضل جامعات العالم تضم إليها أعداداً كبيرة من الطلاب وأعضاء هيئات التدريس الأجانب في إطار سعيها إلى استقطاب أفضل المواهب. وفي هذا الصدد، فإن نجاح أرقى جامعات العالم في استقطاب قاعدة عريضة ومتنوعة من أفراد هيئات التدريس من البلد المعني وغيره من بلدان العالم يزيد من احتمالات نجاحها في تعظيم قدرات الشبكات المعرفية لدى هذه المؤسسات البحثية.
وخلُصت الدراسة التي أجراها البنك إلى أن بناء جامعات عالمية المستوى وتشغيلها يمكن أن يتكلف ملايين الدولارات. فعلي سبيل المثال، يشير المؤلفون إلى أنه في أواخر عام 2007 أعلنت المملكة العربية السعودية عن خطط لإنشاء جامعة بحثية جديدة للدراسات العليا بتكلفة 10 مليارات دولار، وتخطط باكستان لإنفاق 750 مليون دولار على كل جامعة من جامعاتها الجديدة للهندسة والعلوم والتكنولوجيا، وذلك خلال السنوات القليلة القادمة؛ وتكلفت كلية الطب التي أنشأتها جامعة كورنيل في قطر عام 2002 مبلغ 750 مليون دولار. ومن شأن توافر سعة من المال مع التمتع بمكانة دولية مرموقة أن يتيح للجامعات الراقية اجتذاب المزيد من كبار الأساتذة والباحثين، كما هو الحال في الكليات الأمريكية البارزة.
لكن السنوات الأخيرة من الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت بشدة في الجامعات البحثية، مما أعطى دفعة لجامعات شرق آسيا؛ فقد تحملت بلدان شرق آسيا رياح العاصفة الاقتصادية أفضل من نظيراتها الغربية، وذلك في إطار سعيها للانخراط في صفوف صفوة الجامعات البحثية العالمية. وزادت الهند، على سبيل المثال، استثماراتها في مجال التعليم العالي بنسبة 31 في المائة منذ عام 2010، في حين تواصل الصين تمويل برامج التميز دعماً منها لجامعاتها الكبرى.
وفي ذلك السياق، أوضح البنك في تقرير جديد بعنوان الطريق إلى الامتياز الأكاديمي: بناء جامعات بحثية على مستوى عالمي، والذي يستند إلى خبرات 11 جامعة بحثية عامة وخاصة بارزة في 9 بلدان بأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، أن صفوة الجامعات البحثية العالمية تتفوق على أذكى شركات العالم بأبحاثها التي تتسم بالأصالة والابتكار. وتظهر إحدى الدراسات العالمية الحديثة بشأن براءات الاختراع الجديدة، على سبيل المثال، أن الجامعات ومعاهد الأبحاث الرائدة تقطع في مجال التكنولوجيا الأحيائية خطوات علمية أكبر وأوسع مما تقطعه الشركات الخاصة.
ويقول الدكتور جميل السلمي، منسق شؤون التعليم العالي بالبنك الدولي وأحد مؤلفي التقرير الجديد: "إذا ما ألقيت نظرة على ما يتدفق من أرقى جامعات العالم من أبحاث متطورة وأموال منح، فضلاً عن فكرها الجديد في العلوم الإنسانية والاجتماعية، يمكنك بالطبع إدراك السبب الذي قد يجعل مختلف البلدان تظن أن إقامة مؤسسة بحثية راقية هو كل ما يحول بينها وبين الحد من الفقر، وتحقيق قفزة إلى الأمام في التنمية الوطنية، وإرساء موطئ قدم لها في اقتصاد المعرفة العالمي... لكن هذا القرار ليس قراراً تكتيكياً، بل يجب أن يكون قراراً إستراتيجياً طويل المدى تتخذه البلدان الطامحة بعد أن تزن جميع الحقائق، مع التخلص تماماً من فكرة تحقيق نتائج سريعة".
دمشق - سيرياستيبس
دعا البنك الدولي في بداية الشهر الحالي، البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إلى عدم الانسياق إلى محاولة إنشاء جامعات على أحدث مستوى عالمي للاستفادة من عائدات الأبحاث واكتساب مكانة عالمية قبل أن تقدم لمواطنيها تعليماً عاليا راقيا.
ويخلُص التقرير الجديد للبنك إلى أن أصحاب الأداء البارز في عالم الجامعات البحثية تجمع بينهم ثلاث سمات مشتركة، لا يمكن بدونها أن يُكتب لجامعات القرن الحادي والعشرين البقاء، ناهيك عن التميز، وهي: تركُّز شديد من الأساتذة والطلاب الموهوبين، وميزانيات ضخمة، ورؤية وقيادة إستراتيجية.
وفي معظم الحالات لا يقتصر الطلاب وأفراد هيئات التدريس في أرقى جامعات العالم على أبناء البلد الذي تقع فيه الجامعة. وهذا يتيح لها اجتذاب أفضل المواهب، بغض النظر عن جنسياتهم، والانفتاح على الأفكار والأساليب الجديدة. ولا ريب أن أفضل جامعات العالم تضم إليها أعداداً كبيرة من الطلاب وأعضاء هيئات التدريس الأجانب في إطار سعيها إلى استقطاب أفضل المواهب. وفي هذا الصدد، فإن نجاح أرقى جامعات العالم في استقطاب قاعدة عريضة ومتنوعة من أفراد هيئات التدريس من البلد المعني وغيره من بلدان العالم يزيد من احتمالات نجاحها في تعظيم قدرات الشبكات المعرفية لدى هذه المؤسسات البحثية.
وخلُصت الدراسة التي أجراها البنك إلى أن بناء جامعات عالمية المستوى وتشغيلها يمكن أن يتكلف ملايين الدولارات. فعلي سبيل المثال، يشير المؤلفون إلى أنه في أواخر عام 2007 أعلنت المملكة العربية السعودية عن خطط لإنشاء جامعة بحثية جديدة للدراسات العليا بتكلفة 10 مليارات دولار، وتخطط باكستان لإنفاق 750 مليون دولار على كل جامعة من جامعاتها الجديدة للهندسة والعلوم والتكنولوجيا، وذلك خلال السنوات القليلة القادمة؛ وتكلفت كلية الطب التي أنشأتها جامعة كورنيل في قطر عام 2002 مبلغ 750 مليون دولار. ومن شأن توافر سعة من المال مع التمتع بمكانة دولية مرموقة أن يتيح للجامعات الراقية اجتذاب المزيد من كبار الأساتذة والباحثين، كما هو الحال في الكليات الأمريكية البارزة.
لكن السنوات الأخيرة من الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت بشدة في الجامعات البحثية، مما أعطى دفعة لجامعات شرق آسيا؛ فقد تحملت بلدان شرق آسيا رياح العاصفة الاقتصادية أفضل من نظيراتها الغربية، وذلك في إطار سعيها للانخراط في صفوف صفوة الجامعات البحثية العالمية. وزادت الهند، على سبيل المثال، استثماراتها في مجال التعليم العالي بنسبة 31 في المائة منذ عام 2010، في حين تواصل الصين تمويل برامج التميز دعماً منها لجامعاتها الكبرى.
وفي ذلك السياق، أوضح البنك في تقرير جديد بعنوان الطريق إلى الامتياز الأكاديمي: بناء جامعات بحثية على مستوى عالمي، والذي يستند إلى خبرات 11 جامعة بحثية عامة وخاصة بارزة في 9 بلدان بأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، أن صفوة الجامعات البحثية العالمية تتفوق على أذكى شركات العالم بأبحاثها التي تتسم بالأصالة والابتكار. وتظهر إحدى الدراسات العالمية الحديثة بشأن براءات الاختراع الجديدة، على سبيل المثال، أن الجامعات ومعاهد الأبحاث الرائدة تقطع في مجال التكنولوجيا الأحيائية خطوات علمية أكبر وأوسع مما تقطعه الشركات الخاصة.
ويقول الدكتور جميل السلمي، منسق شؤون التعليم العالي بالبنك الدولي وأحد مؤلفي التقرير الجديد: "إذا ما ألقيت نظرة على ما يتدفق من أرقى جامعات العالم من أبحاث متطورة وأموال منح، فضلاً عن فكرها الجديد في العلوم الإنسانية والاجتماعية، يمكنك بالطبع إدراك السبب الذي قد يجعل مختلف البلدان تظن أن إقامة مؤسسة بحثية راقية هو كل ما يحول بينها وبين الحد من الفقر، وتحقيق قفزة إلى الأمام في التنمية الوطنية، وإرساء موطئ قدم لها في اقتصاد المعرفة العالمي... لكن هذا القرار ليس قراراً تكتيكياً، بل يجب أن يكون قراراً إستراتيجياً طويل المدى تتخذه البلدان الطامحة بعد أن تزن جميع الحقائق، مع التخلص تماماً من فكرة تحقيق نتائج سريعة".