ابراهيم طاهر
13-09-2011, 01:38 PM
الثلج الأزرق مذكرات مع صديقة
ثناء فتاة فقيرة وبسيطة وترضى بالقليل فهي بنت ضيعة تربت على الصدق وذاقت الحرمان تعمل في مشفى المواساة وتقطن في سكن الممرضات لا أحد يشعر بها كأنها نزلت من غير كوكب , هي حنونة جدا وصادقة ربتها والدتها على الإخلاص والإنسانية فهي تحتاج لحنان هي بنفس عمري , جسدها أجمل ما فيها بعد جمال روحها كنت أثق بها أكثر من نفسي تعرفت عليها مصادفة وأخذت اغلب وقتي تعلقت هي بي لدرجة الهيام فكانت معطاء جدا لأي شيء فهي أنيستي في وقت فراغي وأزماتي كنا دوما نحكي ونحكي والكلام لا ينتهي حتى الساعة 12 ليلا اصل معها إلي سكن الممرضات لتبات فيها وعند لحظة الفراق ترشقني نظرة معاتبة حزينة كأنها لغز وبعدها أعود إلى بيتي وحيدا" كل يوم .
, وأحد رحلاتي الكثيرة معها كانت إلى بلودان.
وصلنا إلى بلودان البلد الساعة الحادية عشر ظهرا"بوسيلة نقل عامة الشمس تدفئ المكان بدأت صديقتي ثناء تشعر بالنشوة فالثلج الأبيض يغطي الجبال فهي تضحك مثل طفلة عادت من الشباب بعد غربة , بدأنا الرحلة بشرب الماء من سبيل لا ينضب من ينبوع قديم يخرج من حجر اثري عند أخر خط السرفيس في بلودان فطعم ماءه ينعش القلب شربنا منه رغم البرد وبدأنا بالصعود مشيا إلى الجبل الواصل إلى مطعم أبو زاد فكان لباسنا جينز شتوي وأحذية رياضية, عند وصولنا لأول مرحلة تكون محطة الفطور المفتوح في أبو زاد جاهزة بعدها نبدأ مرة ثانية بصعود الجبل إلى مطعم كرم العلالي فتشعرعند النظر إلى الأسفل انك في قبة السماء فالمنظر مهيب جدا" والثلج 50 سم وأرجلنا تخترق الثلج وتتحرك بصعوبة والصعود طويل وغير ونس ولا يوجد احد في المكان واسحبها من يدها دوما عندما تتلكأ , فهي تنظر إلى بنظرة تتملكني بها الآن فأنا لها في هذه الرحلة وحديثنا وشعورنا دوما يتقاذف فيما بيننا حزنا" وخيبة أمل من مجتمع نعيش فيه بالا رحمة كنت أحادثها عن الفساد في القضاء وأقسام الشرطة ودوائر الدولة وعن تسلط التجار على طبقات المجتمع الفقيرة وتسلط القوي على الضعيف والتطور الكاذب للوطن , فهي تقول لي دوما أنت تحمل سقف العالم على ظهرك , أما حديثها المقابل لحديثي فيكون دوما"عن الفساد في المشفى الذي تعمل به لأنه المكان الوحيد الذي تتعامل وتحتك معه ,
كانت وجوهنا حمراء من لسع البرد والإجهاد الذي يبذل في الصعود وأثناء حديثنا عن الفساد ظهر أمامنا مجموعة من الكلاب البرية الشقراء والكبيرة وعلى ظهرها شعر مثل الفرس ولها أنياب مرعبة , قلت لها لا تخافي كانت تقف خلفي وهي ترتجف , التقطت حجر من بين الثلج وقذفت به الكلاب لكن بدون جدوى الكلاب لا تهرب أو تخاف كأنها ذئاب , أصعدتها إلى شجرة متدلية بسرعة فائقة وأخذت غصن شجر من الأرض وبدأت المعركة كلما اقترب مني كلب أواجهه بالغصن وبعض الحجارة لمدة عشرة دقائق لحين نظر إلينا الكلاب فترة من الزمن ثم ذهبوا وتواروا عن الأنظار, بعدها رفضت صديقتي ثناء النزول عن الشجرة من شدة الخوف حتى صعدت وأنزلتها وبدأنا بالانحدار إلى أسفل الجبل كرفته وأنا امسك بيدها وأشجعها وعندما وصلنا إلى مكان مأهول بالناس ضحكنا كثيرا وقلت لها كأن الذي هاجمونا سمعوا حديثنا عن الفساد فغضبوا علينا فهم لا يريدوا الإصلاح أبدا", لكن الحمد لله (نفدنا بجلدنا) وانفجرت بالضحك لدرجة استغرب الناس واندهشوا منا , كنا ننظر إلى الجبل الذي هبطنا منه رأينا الثلج الأبيض الذي كان في الصباح أصبح لونه ازرق كأنه غاضب وعللت لها سبب ذلك كون الشمس غابت ولا توجد أشعة تنعكس عنه فيصبح بهذا اللون , وبدأ الثلج يزداد زرقة حتى أصبح لونه اسود قاتم ولم يظهر أبدا" لا الثلج الأبيض الجميل ولا الجبل وانتهى يوم من حياتنا مثل المنامات التي نعيشها يوميا" وعدنا إلى دمشق واعتبرناها مغامرة الصبيانية فنحن لا نعرف المغامرات أبدا" في بلادنا لا من صعود للجبال أو دخول الغابات.
لهذه المذكرة لغز وعبرة انا لم استطع فكهما
نظرة ابراهيم طاهر
ثناء فتاة فقيرة وبسيطة وترضى بالقليل فهي بنت ضيعة تربت على الصدق وذاقت الحرمان تعمل في مشفى المواساة وتقطن في سكن الممرضات لا أحد يشعر بها كأنها نزلت من غير كوكب , هي حنونة جدا وصادقة ربتها والدتها على الإخلاص والإنسانية فهي تحتاج لحنان هي بنفس عمري , جسدها أجمل ما فيها بعد جمال روحها كنت أثق بها أكثر من نفسي تعرفت عليها مصادفة وأخذت اغلب وقتي تعلقت هي بي لدرجة الهيام فكانت معطاء جدا لأي شيء فهي أنيستي في وقت فراغي وأزماتي كنا دوما نحكي ونحكي والكلام لا ينتهي حتى الساعة 12 ليلا اصل معها إلي سكن الممرضات لتبات فيها وعند لحظة الفراق ترشقني نظرة معاتبة حزينة كأنها لغز وبعدها أعود إلى بيتي وحيدا" كل يوم .
, وأحد رحلاتي الكثيرة معها كانت إلى بلودان.
وصلنا إلى بلودان البلد الساعة الحادية عشر ظهرا"بوسيلة نقل عامة الشمس تدفئ المكان بدأت صديقتي ثناء تشعر بالنشوة فالثلج الأبيض يغطي الجبال فهي تضحك مثل طفلة عادت من الشباب بعد غربة , بدأنا الرحلة بشرب الماء من سبيل لا ينضب من ينبوع قديم يخرج من حجر اثري عند أخر خط السرفيس في بلودان فطعم ماءه ينعش القلب شربنا منه رغم البرد وبدأنا بالصعود مشيا إلى الجبل الواصل إلى مطعم أبو زاد فكان لباسنا جينز شتوي وأحذية رياضية, عند وصولنا لأول مرحلة تكون محطة الفطور المفتوح في أبو زاد جاهزة بعدها نبدأ مرة ثانية بصعود الجبل إلى مطعم كرم العلالي فتشعرعند النظر إلى الأسفل انك في قبة السماء فالمنظر مهيب جدا" والثلج 50 سم وأرجلنا تخترق الثلج وتتحرك بصعوبة والصعود طويل وغير ونس ولا يوجد احد في المكان واسحبها من يدها دوما عندما تتلكأ , فهي تنظر إلى بنظرة تتملكني بها الآن فأنا لها في هذه الرحلة وحديثنا وشعورنا دوما يتقاذف فيما بيننا حزنا" وخيبة أمل من مجتمع نعيش فيه بالا رحمة كنت أحادثها عن الفساد في القضاء وأقسام الشرطة ودوائر الدولة وعن تسلط التجار على طبقات المجتمع الفقيرة وتسلط القوي على الضعيف والتطور الكاذب للوطن , فهي تقول لي دوما أنت تحمل سقف العالم على ظهرك , أما حديثها المقابل لحديثي فيكون دوما"عن الفساد في المشفى الذي تعمل به لأنه المكان الوحيد الذي تتعامل وتحتك معه ,
كانت وجوهنا حمراء من لسع البرد والإجهاد الذي يبذل في الصعود وأثناء حديثنا عن الفساد ظهر أمامنا مجموعة من الكلاب البرية الشقراء والكبيرة وعلى ظهرها شعر مثل الفرس ولها أنياب مرعبة , قلت لها لا تخافي كانت تقف خلفي وهي ترتجف , التقطت حجر من بين الثلج وقذفت به الكلاب لكن بدون جدوى الكلاب لا تهرب أو تخاف كأنها ذئاب , أصعدتها إلى شجرة متدلية بسرعة فائقة وأخذت غصن شجر من الأرض وبدأت المعركة كلما اقترب مني كلب أواجهه بالغصن وبعض الحجارة لمدة عشرة دقائق لحين نظر إلينا الكلاب فترة من الزمن ثم ذهبوا وتواروا عن الأنظار, بعدها رفضت صديقتي ثناء النزول عن الشجرة من شدة الخوف حتى صعدت وأنزلتها وبدأنا بالانحدار إلى أسفل الجبل كرفته وأنا امسك بيدها وأشجعها وعندما وصلنا إلى مكان مأهول بالناس ضحكنا كثيرا وقلت لها كأن الذي هاجمونا سمعوا حديثنا عن الفساد فغضبوا علينا فهم لا يريدوا الإصلاح أبدا", لكن الحمد لله (نفدنا بجلدنا) وانفجرت بالضحك لدرجة استغرب الناس واندهشوا منا , كنا ننظر إلى الجبل الذي هبطنا منه رأينا الثلج الأبيض الذي كان في الصباح أصبح لونه ازرق كأنه غاضب وعللت لها سبب ذلك كون الشمس غابت ولا توجد أشعة تنعكس عنه فيصبح بهذا اللون , وبدأ الثلج يزداد زرقة حتى أصبح لونه اسود قاتم ولم يظهر أبدا" لا الثلج الأبيض الجميل ولا الجبل وانتهى يوم من حياتنا مثل المنامات التي نعيشها يوميا" وعدنا إلى دمشق واعتبرناها مغامرة الصبيانية فنحن لا نعرف المغامرات أبدا" في بلادنا لا من صعود للجبال أو دخول الغابات.
لهذه المذكرة لغز وعبرة انا لم استطع فكهما
نظرة ابراهيم طاهر