hythm
24-07-2009, 05:41 AM
مع جلاء آخر جندي تركي عن الأراضي السورية في الثلاثين من أيلول 1918 طويت صفحة الحكم العثماني في سورية وبقية الأقطار العربية بعد احتلال دام أربعمائة عام وقامت في سورية أول حكومة عربية وسط فرحة عارمة من الشعب السوري وراح الأمير فيصل بن الحسين يطالب الحلفاء بتحقيق الوعود التي
قطعوها لأبيه الشريف حسين ولكن دون جدوى إذ اتضح لفيصل أن الدولتين اتفقتا على اقتسام الأراضي المحررة من الإمبراطورية العثمانية في اتفاقيتين الأولى في 9 أيار 1916 وعرفت بمعاهدة سايكس بيكو والثانية في 15 أيلول وتم بموجبها اقتسام المناطق المذكورة وعينت بريطانيا اليهودي الصهيوني هربرت صموائيل مفوضاً على فلسطين كما عينت فرنسا الجنرال غورو مفوضاً على سوريا ولبنان .
على ضوء هذه الحقيقة المرة سافر فيصل إلى لندن عام 1919 فتنكر له الإنكليز ونصحوه بالتفاهم مع الفرنسيين فسافر إلى فرنسا وقابل كلمنصو رئيس الوزارة الفرنسية أدرك الأمير فيصل بعدها أن لا بد من التسليم بالأمر الواقع وعاد إلى دمشق في 13 كانون الثاني 1920 وعرض ذلك على الساسين السوريين في اجتماع سري عقد في منزل الدكتور أحمد قدري فرفضوه بالإجماع وقام بجولة على المدن السورية إزداد الأمير فيصل يقيناً بان الشعب السوري يرفض التفاهم مع الفرنسيين وفي يوم السادس والسابع من آذار عقد المؤتمر السوري في بلدية دمشق وأعلن المؤتمر مبايعة فيصل في 8 آذار ملكاً دستورياً على سوريا الطبيعية .
حكومة جديدة
وقد أحدثت قرارات المؤتمر السوري ردود فعل عنيفة في بريطانيا وفرنسا وأعلنت أنها لا تعترف بقرارات المؤتمر السوري وشعر فيصل أن الموقف يحتاج إلى حكومة فعالة فاستقالت الحكومة السابقة ( حكومة رضا الركابي ) وعهد الملك إلى هاشم الأتاسي بتشكيل حكومة جديدة وكان من أبرز أعضائها : الدكتور عبد الرحمن الشهبندر - يوسف العظمة - فارس الخوري - ساطع الحصري - جورج رزق الله - رضا الصلح .
وأعلن رئيس الوزراء هاشم الأتاسي أن حكومته ( وزارة دفاعية ) وترتكز سياسته على ثلاثة بنود :
1- تأييد الاستقلال التام لسوريا الطبيعية.
2- رفض طلب الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين
3- رفض كل تدخل أجنبي يمس السلطة الوطنية .
زمن الثورات
هنا أدرك الشعب أنه أمام نضال جديد لا يقل حجماً بشدته وشراسته عن نضاله ضد الإتحاديين الأتراك .
وهبت الثورات في كل مكان لمقاومة الفرنسيين , في ثورة إبراهيم هنانو في جبل الزاوية والشيخ صالح العلي في جبال العلويين وثورة الدنادشة في غرب حمص وشمال البقاع وثورة محمد الفاعور في الجولان وثورة صبحي بركات في جبال بيلان في الشمال السوري وثورة رمضان باشا الشلاش في دير الزور والبوكمال وثورة لاهبة في جبل عامل جنوب لبنان .
وتبع ذلك توجيه الجنرال غورو إنذاره الشهير للملك واتبع هذا الإنذار بالتقدم واحتلال زحلة - رياق واهتزت البلاد وانعقد المؤتمر السوري في 15 تموز وواجهت الحكومة حملة عنيفة من النواب وخشي الملك من قيام حرب أهلية فقرر المناداة بالحرب واستدعى الشيخ كامل قصاب رئيس اللجنة الوطنية وأشد المتحمسين للقتال وابلغه القرار الأخير بالدفاع عن حدود البلاد .
فتولى الشيخ كامل إثارة حماسة الناس وراح ينتقل من حي إلى حي ومن شارع إلى شارع يدعو الناس للقتال .
واستدعى الملك فيصل المجلس العسكري المؤلف من :
ياسين الهاشمي - أحمد اللحام - مصطفى وصفي - شريف الحجار - مصطفى نعمة - حسن يحيى - عارف التوام
وهم هيئة أركان الجيش وسألهم بحضور رئيس الوزراء عن قدرة الجيش الدفاعية وكان الجواب أن الجيش بإمكاناته الحالية لا يستطيع الصمود أمام الجيش الفرنسي .
هذا القرار من المجلس العسكري هو الذي حمل الملك والحكومة على قبول الإنذار وأرسلت برقية إلى الجنرال غورو بالموافقة على شروط الإنذار وأصدر الملك فيصل مرسوماً بحل الجيش العربي السوري تنفيذاً لأحد بنود الإنذار وطلب الملك إيقاف الزحف وأرسل الوزير ساطع الحصري وجميل الألشي للتفاهم مع غورو ولكن ذلك كله لم يجد أمام القرار الفرنسي باحتلال دمشق ,وأ ن الحرب لابد منها ولا بد ممن ليس منه بد .
- هنا في ذلك الوقت العصيب كان يوسف العظمة - وزير الدفاع يتوجه إلى ميسلون على رأس شراذم من بقايا الجيش السوري المسرح والذي كان عدده قبل التسريح لا يزيد عن ثلاثة الآف مقاتل ومزود ببطاريتي مدفعية وقد سرح في 17 تموز كبادرة دالة على قبول إنذار غورو .
وتدفق الرجال على محطة سكة الحديد لتنقلهم إلى موقع القتال وكان نصفهم لايحمل سلاحاً ولازاداً ومنهم من ذهب إلى ميسلون سيراً على الأقدام تدفعهم حماستهم للسير على غير هدى وكانت كثرتهم تعيق تقدم بقاياالجيش على التقدم نحو ميسلون .
وصلت القوات الفرنسية ميسلون وبدأت المعركة غير المتكافئة وأطلقت المدفعية الفرنسية
نيرانها بكثافة فأجابتها المدفعية السورية القليلة بنيران متقطعة وقامت الطائرات الفرنسية بقصف مركز إلى جانب المدفعية على جموع المتطوعين وتقدمت الدبابات والمصفحات الفرنسية والتحم المقاتلون وكان البطل يوسف العظمة يشرف على المعركة بنفسه ويوجه أحد المدافع وإذا يه يتلقى زخات من رصاص رشاش فرنسي مصوب إليه فيسقط مضرجاً ليروي بدمه الأرض التي (أحبها ) وأقسم على الدفاع عنها بعد أن أوصى الوزير ساطع الحصري بابنته الوحيدة ( ليلى) وقال له :
(إني أترك ليلى أمانة لديكم أرجو أن لا تنسوها) .
هكذا انتهت معركة ميسلون مخلفة على 800 شهيد سوري و300 قتيل فرنسي واستمرت المعركة من الصباح حتى المساء .
أقام نهاره يلقى و يلقى
فلما زال قرص الشمس زالا
-ميسلون كانت البداية لنكبات واحتلال استمر في سوريا نيفاً وربع قرن .
- ميسلون كانت رمزاً لبطولة إنسان صمم على الدفاع ونذر نفسه ليكون ضحية لعدوان غاشم قامت به دولة عظمى لا تكافؤاً بينها وبين سوريا .
-ميسلون سجلت على روابيها بأحرف من نور إلى الأبد عنوان مجد وشعار تضحية .
وصفحة فخار .ولقداستمر الجيش الفرنسي في زحفه ولما بلغ المزة توقف بانتظار من يأتي لتسليمه مفاتيح عاصمة بني أمية وبالفعل وصل إلى المزة اللواء نوري السعيد قائد موقع دمشق ومعه مرافق الملك القائم مقام جميل الألشي وقد ما نفسيهما إلى قائد الحملةوأبلغاه بأنه بوسعه دخول دمشق , ودخل الجيش الفرنسي المحتل دمشق بعد الظهر .
25 تموز من شارع بيروت إلى جسر الحرية فساحة المرجة فالسنجقدار -فشارع النصر - محطة الحجاز - شارع الجامعة إلى الثكنات العسكرية في المزة كانت الموسيقى الفرنسية المؤلفة من الجنود السنغال تعزف نشيد المار سليز وتسير في المقدمة تتبعها بقية القوات الفرنسية.
- وكانت العاصمة السورية مجلببة بالوجوم والذهول أسواقها مقفلة -شوراعها خالية -ومثقلة بالحزن والأسى ينظر الرجال إلى بعضهم فيبكون بكاء الحزن المشوب بالغضب وفي حين دخول القوات الفرنسية دمشق كان الملك فيصل يغادرها بسيارته إلى الكسوة فيما الجنرال المحتل غور ويتجه إلى ضريح البطل صلاح الدين الأيوبي متشفياً ليقول : ((ها نحن قد عدنا ياصلاح الدين ))
وهكذا اسدل الستار على أول حكومة عربية وأول مأساة تلاقيها سوريا في أول عهدلها بالحرية والاستقلال .
منقول من عدة مواقع
قطعوها لأبيه الشريف حسين ولكن دون جدوى إذ اتضح لفيصل أن الدولتين اتفقتا على اقتسام الأراضي المحررة من الإمبراطورية العثمانية في اتفاقيتين الأولى في 9 أيار 1916 وعرفت بمعاهدة سايكس بيكو والثانية في 15 أيلول وتم بموجبها اقتسام المناطق المذكورة وعينت بريطانيا اليهودي الصهيوني هربرت صموائيل مفوضاً على فلسطين كما عينت فرنسا الجنرال غورو مفوضاً على سوريا ولبنان .
على ضوء هذه الحقيقة المرة سافر فيصل إلى لندن عام 1919 فتنكر له الإنكليز ونصحوه بالتفاهم مع الفرنسيين فسافر إلى فرنسا وقابل كلمنصو رئيس الوزارة الفرنسية أدرك الأمير فيصل بعدها أن لا بد من التسليم بالأمر الواقع وعاد إلى دمشق في 13 كانون الثاني 1920 وعرض ذلك على الساسين السوريين في اجتماع سري عقد في منزل الدكتور أحمد قدري فرفضوه بالإجماع وقام بجولة على المدن السورية إزداد الأمير فيصل يقيناً بان الشعب السوري يرفض التفاهم مع الفرنسيين وفي يوم السادس والسابع من آذار عقد المؤتمر السوري في بلدية دمشق وأعلن المؤتمر مبايعة فيصل في 8 آذار ملكاً دستورياً على سوريا الطبيعية .
حكومة جديدة
وقد أحدثت قرارات المؤتمر السوري ردود فعل عنيفة في بريطانيا وفرنسا وأعلنت أنها لا تعترف بقرارات المؤتمر السوري وشعر فيصل أن الموقف يحتاج إلى حكومة فعالة فاستقالت الحكومة السابقة ( حكومة رضا الركابي ) وعهد الملك إلى هاشم الأتاسي بتشكيل حكومة جديدة وكان من أبرز أعضائها : الدكتور عبد الرحمن الشهبندر - يوسف العظمة - فارس الخوري - ساطع الحصري - جورج رزق الله - رضا الصلح .
وأعلن رئيس الوزراء هاشم الأتاسي أن حكومته ( وزارة دفاعية ) وترتكز سياسته على ثلاثة بنود :
1- تأييد الاستقلال التام لسوريا الطبيعية.
2- رفض طلب الصهيونية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين
3- رفض كل تدخل أجنبي يمس السلطة الوطنية .
زمن الثورات
هنا أدرك الشعب أنه أمام نضال جديد لا يقل حجماً بشدته وشراسته عن نضاله ضد الإتحاديين الأتراك .
وهبت الثورات في كل مكان لمقاومة الفرنسيين , في ثورة إبراهيم هنانو في جبل الزاوية والشيخ صالح العلي في جبال العلويين وثورة الدنادشة في غرب حمص وشمال البقاع وثورة محمد الفاعور في الجولان وثورة صبحي بركات في جبال بيلان في الشمال السوري وثورة رمضان باشا الشلاش في دير الزور والبوكمال وثورة لاهبة في جبل عامل جنوب لبنان .
وتبع ذلك توجيه الجنرال غورو إنذاره الشهير للملك واتبع هذا الإنذار بالتقدم واحتلال زحلة - رياق واهتزت البلاد وانعقد المؤتمر السوري في 15 تموز وواجهت الحكومة حملة عنيفة من النواب وخشي الملك من قيام حرب أهلية فقرر المناداة بالحرب واستدعى الشيخ كامل قصاب رئيس اللجنة الوطنية وأشد المتحمسين للقتال وابلغه القرار الأخير بالدفاع عن حدود البلاد .
فتولى الشيخ كامل إثارة حماسة الناس وراح ينتقل من حي إلى حي ومن شارع إلى شارع يدعو الناس للقتال .
واستدعى الملك فيصل المجلس العسكري المؤلف من :
ياسين الهاشمي - أحمد اللحام - مصطفى وصفي - شريف الحجار - مصطفى نعمة - حسن يحيى - عارف التوام
وهم هيئة أركان الجيش وسألهم بحضور رئيس الوزراء عن قدرة الجيش الدفاعية وكان الجواب أن الجيش بإمكاناته الحالية لا يستطيع الصمود أمام الجيش الفرنسي .
هذا القرار من المجلس العسكري هو الذي حمل الملك والحكومة على قبول الإنذار وأرسلت برقية إلى الجنرال غورو بالموافقة على شروط الإنذار وأصدر الملك فيصل مرسوماً بحل الجيش العربي السوري تنفيذاً لأحد بنود الإنذار وطلب الملك إيقاف الزحف وأرسل الوزير ساطع الحصري وجميل الألشي للتفاهم مع غورو ولكن ذلك كله لم يجد أمام القرار الفرنسي باحتلال دمشق ,وأ ن الحرب لابد منها ولا بد ممن ليس منه بد .
- هنا في ذلك الوقت العصيب كان يوسف العظمة - وزير الدفاع يتوجه إلى ميسلون على رأس شراذم من بقايا الجيش السوري المسرح والذي كان عدده قبل التسريح لا يزيد عن ثلاثة الآف مقاتل ومزود ببطاريتي مدفعية وقد سرح في 17 تموز كبادرة دالة على قبول إنذار غورو .
وتدفق الرجال على محطة سكة الحديد لتنقلهم إلى موقع القتال وكان نصفهم لايحمل سلاحاً ولازاداً ومنهم من ذهب إلى ميسلون سيراً على الأقدام تدفعهم حماستهم للسير على غير هدى وكانت كثرتهم تعيق تقدم بقاياالجيش على التقدم نحو ميسلون .
وصلت القوات الفرنسية ميسلون وبدأت المعركة غير المتكافئة وأطلقت المدفعية الفرنسية
نيرانها بكثافة فأجابتها المدفعية السورية القليلة بنيران متقطعة وقامت الطائرات الفرنسية بقصف مركز إلى جانب المدفعية على جموع المتطوعين وتقدمت الدبابات والمصفحات الفرنسية والتحم المقاتلون وكان البطل يوسف العظمة يشرف على المعركة بنفسه ويوجه أحد المدافع وإذا يه يتلقى زخات من رصاص رشاش فرنسي مصوب إليه فيسقط مضرجاً ليروي بدمه الأرض التي (أحبها ) وأقسم على الدفاع عنها بعد أن أوصى الوزير ساطع الحصري بابنته الوحيدة ( ليلى) وقال له :
(إني أترك ليلى أمانة لديكم أرجو أن لا تنسوها) .
هكذا انتهت معركة ميسلون مخلفة على 800 شهيد سوري و300 قتيل فرنسي واستمرت المعركة من الصباح حتى المساء .
أقام نهاره يلقى و يلقى
فلما زال قرص الشمس زالا
-ميسلون كانت البداية لنكبات واحتلال استمر في سوريا نيفاً وربع قرن .
- ميسلون كانت رمزاً لبطولة إنسان صمم على الدفاع ونذر نفسه ليكون ضحية لعدوان غاشم قامت به دولة عظمى لا تكافؤاً بينها وبين سوريا .
-ميسلون سجلت على روابيها بأحرف من نور إلى الأبد عنوان مجد وشعار تضحية .
وصفحة فخار .ولقداستمر الجيش الفرنسي في زحفه ولما بلغ المزة توقف بانتظار من يأتي لتسليمه مفاتيح عاصمة بني أمية وبالفعل وصل إلى المزة اللواء نوري السعيد قائد موقع دمشق ومعه مرافق الملك القائم مقام جميل الألشي وقد ما نفسيهما إلى قائد الحملةوأبلغاه بأنه بوسعه دخول دمشق , ودخل الجيش الفرنسي المحتل دمشق بعد الظهر .
25 تموز من شارع بيروت إلى جسر الحرية فساحة المرجة فالسنجقدار -فشارع النصر - محطة الحجاز - شارع الجامعة إلى الثكنات العسكرية في المزة كانت الموسيقى الفرنسية المؤلفة من الجنود السنغال تعزف نشيد المار سليز وتسير في المقدمة تتبعها بقية القوات الفرنسية.
- وكانت العاصمة السورية مجلببة بالوجوم والذهول أسواقها مقفلة -شوراعها خالية -ومثقلة بالحزن والأسى ينظر الرجال إلى بعضهم فيبكون بكاء الحزن المشوب بالغضب وفي حين دخول القوات الفرنسية دمشق كان الملك فيصل يغادرها بسيارته إلى الكسوة فيما الجنرال المحتل غور ويتجه إلى ضريح البطل صلاح الدين الأيوبي متشفياً ليقول : ((ها نحن قد عدنا ياصلاح الدين ))
وهكذا اسدل الستار على أول حكومة عربية وأول مأساة تلاقيها سوريا في أول عهدلها بالحرية والاستقلال .
منقول من عدة مواقع