waelhabash
23-05-2011, 07:29 PM
جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :
إعداد د.محمد وائل سعيد حبش
دكتوراه في الأسواق المالية
دقيقــة نقاش : <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
دروس وعـبـر : <o:p></o:p>
عندما تتجه مؤشرات السوق المالي نحو الارتفاع فإن المستثمرين لا يجرون كثيراً من الدراسة المالية والاستفسار عن الأسهم فتجدهم يقضون وقتاً أطول في اختيار المكان الذي سيقضون فيه عطلتهم أكثر من قضائهم للوقت الذي يجب عليهم عند اختيار الأسهم التي يوجهون إليها مدخراتهم فبهذا الوقت تجد الجميع يشعرون بالغبطة والسرور بل حتى بنشوة الانتصار وتحقيق الأرباح ليصل بعضهم إلى حد الغرور باختياراته والتشدق بإنجازاته ولكن عندما تشهد السوق هبوطاً قوياً يبدأ المستثمرون بهذا الوقت بالبحث عن كبش فداء وشماعة لتعليق أخطائهم في الشراء والاستحواذ وأدل على ما يناسب قولاً في حديثنا هذا هو قول المستثمر والمحلل المالي مايكل شتاينهاردت بأنه ينبغي على المستثمر الجيد أن يتحلى بثلاث صفات وهي القدرة الدائمة على تقبل الأشياء كما هي والشعور الدائم بعدم الاستقرار والاتصاف بالتواضع .
فالصفة الأولى تعني عدم التعلق بالأرباح غير المحققة أو عدم إقناع النفس بأن السوق لن يصعد مرة أخرى فالسوق المالي يمر كالاقتصاد عموماً بدورة اقتصادية معروفة ولذلك يدعى السوق المالي بمرآة الاقتصاد الوطني فلن يقف السوق عند نقطة محددة بسبب إصرارك على بقائه بهذا الاتجاه أو ذاك بل هو متغير خاضع للتذبذات والمراوحات السعرية وللقوة وللضعف النسبي كغيره من الأجهزة المالية الأخرى أما الشعور الدائم بعدم الاستقرار فلعل أكثر ما يشرح هذه الصفة التي يجب أن يتحلى بها المستثمر هي نصيحة أخرى ولكن هنا لخبير الإدارة بيتر دراكر وهي أن الإجراءات الفعالة يجب أن يلحق بها الهدوء والتفكير المستمر فالتفكير الهادىء يجعلك تتخذ مزيداً من تلك الإجراءات الفعالة فلا تركز كل جهودك على عملية شراء الأسهم بل أن تتبعها بمراقبة لتلك الأسهم المشتراة .<o:p></o:p>
وأما الصفة الثالثة وهي الاتصاف بالتواضع فهي الشاملة الجامعة للصفتين الأوليتين فلا يمكن أن يتحقق قبول الأشياء كما هي والشعور بعدم الاستقرار بدون ميزة التواضع ولا أبلغ على ذلك سوى قول الشافعي بأن رأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب فلا تشبث بقرار استثماري يحتمل النقاش كما يحتمل التغير بتغير المعطيات الاقتصادية التي أدت لاختياره في البداية .<o:p></o:p>
ولذلك فمن الأشياء المهمة أن يقوم المستثمر بتكوين قراره الاستثماري بناء على أكبر قدر ممكن من المعلومات التي من الممكن أن يحصل عليها فعليه أن يحصل على التقارير المالية ودراسة البيانات المالية ورأي المحللين الماليين وأخذ استشاراتهم وعقد مقارنة بين الشركات فلن يضيرك أن تستمتع إلى رأي آخر إلى جانب رأيك خاصة إن كان هذا الرأي مبنياً على دراية ومعرفة وخبرة في السوق لأن الفرق بين الربح والخسارة خيط رفيع يلحظه أهل الخبرة والاختصاص عادة لأن المفاجأة أن أغلب المستثمرين يعتمدون في شرائهم للأسهم بناء على نصائح أقربائهم أو أصدقائهم أو وسائل الإعلام الرسمية العامة باعتبارها أسهل الطرق وأقلها بذلاً للوقت والجهد !
وعلى كل يجب ألا تعتبر أن سوق الأوراق المالية من ضمن الكماليات أو الاستثمارات بالغة التعقيد لأن من المفاجأة لك أن تعلم بأن نصف الأسر الأمريكية تمتلك أسهماً في البورصة إما بشكل مباشر أو عن طريق شراء أسهم في الصناديق الاستثمارية المشتركة ومع ذلك فإن الكثير من هؤلاء يرتكبون الأخطاء التي ترتكبها أنت المستثمر المحلي لأنه يتم تجاهل الصفات الثلاثة التي ذكرناها سابقاً للمستثمر الناجح .
وفي النهاية فلا يوجد شيء يستطيع أن يضمن لك أن السهم الذي اخترته سيرتفع ولكن بالرغم من ذلك فعلى الأقل عليك أن تشعر بالراحة النفسية و إرضاء الضمير بأن الاختيار كان عن جهد ودراسة واستشارة قبل الشراء .
إعداد د.محمد وائل سعيد حبش
دكتوراه في الأسواق المالية
دقيقــة نقاش : <?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
دروس وعـبـر : <o:p></o:p>
عندما تتجه مؤشرات السوق المالي نحو الارتفاع فإن المستثمرين لا يجرون كثيراً من الدراسة المالية والاستفسار عن الأسهم فتجدهم يقضون وقتاً أطول في اختيار المكان الذي سيقضون فيه عطلتهم أكثر من قضائهم للوقت الذي يجب عليهم عند اختيار الأسهم التي يوجهون إليها مدخراتهم فبهذا الوقت تجد الجميع يشعرون بالغبطة والسرور بل حتى بنشوة الانتصار وتحقيق الأرباح ليصل بعضهم إلى حد الغرور باختياراته والتشدق بإنجازاته ولكن عندما تشهد السوق هبوطاً قوياً يبدأ المستثمرون بهذا الوقت بالبحث عن كبش فداء وشماعة لتعليق أخطائهم في الشراء والاستحواذ وأدل على ما يناسب قولاً في حديثنا هذا هو قول المستثمر والمحلل المالي مايكل شتاينهاردت بأنه ينبغي على المستثمر الجيد أن يتحلى بثلاث صفات وهي القدرة الدائمة على تقبل الأشياء كما هي والشعور الدائم بعدم الاستقرار والاتصاف بالتواضع .
فالصفة الأولى تعني عدم التعلق بالأرباح غير المحققة أو عدم إقناع النفس بأن السوق لن يصعد مرة أخرى فالسوق المالي يمر كالاقتصاد عموماً بدورة اقتصادية معروفة ولذلك يدعى السوق المالي بمرآة الاقتصاد الوطني فلن يقف السوق عند نقطة محددة بسبب إصرارك على بقائه بهذا الاتجاه أو ذاك بل هو متغير خاضع للتذبذات والمراوحات السعرية وللقوة وللضعف النسبي كغيره من الأجهزة المالية الأخرى أما الشعور الدائم بعدم الاستقرار فلعل أكثر ما يشرح هذه الصفة التي يجب أن يتحلى بها المستثمر هي نصيحة أخرى ولكن هنا لخبير الإدارة بيتر دراكر وهي أن الإجراءات الفعالة يجب أن يلحق بها الهدوء والتفكير المستمر فالتفكير الهادىء يجعلك تتخذ مزيداً من تلك الإجراءات الفعالة فلا تركز كل جهودك على عملية شراء الأسهم بل أن تتبعها بمراقبة لتلك الأسهم المشتراة .<o:p></o:p>
وأما الصفة الثالثة وهي الاتصاف بالتواضع فهي الشاملة الجامعة للصفتين الأوليتين فلا يمكن أن يتحقق قبول الأشياء كما هي والشعور بعدم الاستقرار بدون ميزة التواضع ولا أبلغ على ذلك سوى قول الشافعي بأن رأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب فلا تشبث بقرار استثماري يحتمل النقاش كما يحتمل التغير بتغير المعطيات الاقتصادية التي أدت لاختياره في البداية .<o:p></o:p>
ولذلك فمن الأشياء المهمة أن يقوم المستثمر بتكوين قراره الاستثماري بناء على أكبر قدر ممكن من المعلومات التي من الممكن أن يحصل عليها فعليه أن يحصل على التقارير المالية ودراسة البيانات المالية ورأي المحللين الماليين وأخذ استشاراتهم وعقد مقارنة بين الشركات فلن يضيرك أن تستمتع إلى رأي آخر إلى جانب رأيك خاصة إن كان هذا الرأي مبنياً على دراية ومعرفة وخبرة في السوق لأن الفرق بين الربح والخسارة خيط رفيع يلحظه أهل الخبرة والاختصاص عادة لأن المفاجأة أن أغلب المستثمرين يعتمدون في شرائهم للأسهم بناء على نصائح أقربائهم أو أصدقائهم أو وسائل الإعلام الرسمية العامة باعتبارها أسهل الطرق وأقلها بذلاً للوقت والجهد !
وعلى كل يجب ألا تعتبر أن سوق الأوراق المالية من ضمن الكماليات أو الاستثمارات بالغة التعقيد لأن من المفاجأة لك أن تعلم بأن نصف الأسر الأمريكية تمتلك أسهماً في البورصة إما بشكل مباشر أو عن طريق شراء أسهم في الصناديق الاستثمارية المشتركة ومع ذلك فإن الكثير من هؤلاء يرتكبون الأخطاء التي ترتكبها أنت المستثمر المحلي لأنه يتم تجاهل الصفات الثلاثة التي ذكرناها سابقاً للمستثمر الناجح .
وفي النهاية فلا يوجد شيء يستطيع أن يضمن لك أن السهم الذي اخترته سيرتفع ولكن بالرغم من ذلك فعلى الأقل عليك أن تشعر بالراحة النفسية و إرضاء الضمير بأن الاختيار كان عن جهد ودراسة واستشارة قبل الشراء .