المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في ظلال آية


غسان
18-02-2011, 04:54 PM
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ}


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا متقبلا يا أكرم الأكرمين أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، نسألك خوف العالمين بك وعلم الخائفين منك وبعد:
فإننا سنتحدث عن أسباب نزول الآيات رقم / 22 / من سورة فُصِّلت.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،بسم الله الرحمن الرحيم:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]
{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23]
{فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} [فصلت: 24] أخرج البخاري ومسلم، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
اختصم عند البيت ثلاثة نفر.( قُرشيان وثَقفي).فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول؟.
فقال الآخر: يسمع إن جهرنا، ولا يسمع إن أخفينا.
وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا، فهو يسمع إذا أخفينا.
فأنزل الله تعالى:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} يعني وما كنتم تظنّون{أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}.
لا يخطر على بالك أنك في يوم القيامة الذي سيشهد عليك هو جلدك، يدك ،وقدمك. يعني أنت من الممكن أن تَحسب أن رَجُلا سيشهد عليك فتستتر منه، امرأة تعرفها فتستتر منها، قريب تستتر منه.
لكن هل يخطر على بالك بأنه سيشهد عليك جلدك؟ سمعك؟! وبصرك؟!
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ -يعني اعتقدتم- أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]
الكلام أيها الإخوة أربعة أنواع:جهر ونجوى وسر وأخفى.
·الجهر هذا الصوت الذي تسمعونه مني...
·والنجوى :لو أني همست في أذن أخي الذي على اليمين ،ولم يسمع أحد منكم شيئا فهذا نجوى.
·والسر: هو الحديث الذي أُضمره في صدري.
والأخفى من السر: هو الذي سأسرُّه بعد سنوات.
الآن رب العالمين يعلم الجهر ويعلم النجوى ويعلم السر ويعلم ما هو أخفى.
لذلك قل ما شئتَ، لكن اعلم أن هناك سميع سمعك.
اعمل ما شئت، لكن اعلم بأن هناك بصيرا رآك.
فكّر وقرّر من الدهاء والذكاء ما أردت، لكن اعلم بأن هناك رقيب قريب سيحاسبك.
إذا وضعتَ الحساب بين عينيك سيستقيم أمرك.
سألوا واحدا من طلاب الثانوية العامة، وقد نال علامة كاملة في الامتحان النهائي.
فقالوا له :كيف نِلتَ هذه العلامة؟. فقال لأن ساعة الامتحان لم تغادر مُخيِّلتي من أول يوم في الدراسة.فنجح بدرجة مئة بالمائة .
فإذا أنت وضعتَ ساعة الوقوف بين يدي الله تعالى في مخيلتك فمن أول لحظة في هذه الحياة الدنيا سيتغير كثير من أفعالك.
وأنتم تعجبون أيها الإخوة مِن أَبٍ يمنع بناته الأربعة من الإرث ،بالاتفاق مع ولديه الذكور ،يدخلان إلى غرفة ويُغلقان عليهم الباب، وهم ثلاثة ويُرتّبون عقودا حتى ينال الأولاد الذكور كل المال، وحتى لا يبقى للبنات شيء ،إلا الشيء اليسير.
سبحان الله ظنوا {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ}
فأجابهم رب العالمين:{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
أنت تعجب إذا كان هناك شاب من الممكن أن يكون مع المصلين لكنه في ساعة يخلو بنفسه، يدخل إلى مواقع إنترنيت ساقطة جدا ، يُستحيا من ذكر اسمها ،أو من النظر إليها.لو كان يعلم أن هناك بصير يراه لما فعل هذا، لكنه مؤمن بأن الله لا يراه ،وهو معتقد كل الاعتقاد بأنه إذا أغلق النوافذ وأسدل الستائر، فَسيُخفي عن ربِّ العالمين أفعاله.
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}
صاحب محل لبيع المُنظّفات ،يبيع المنظفات بالمفرّق يقول للأجير ويطلب إليه أن يخلط مادة التنظيف بالملح. فيعجب هذا العامل ويقول له: لم نخلطه بالملح!
فيقول له لأن فعّالية التنظيف تصبح أقوى.
لكن هو في الحقيقة لأن سعر كيلو الملح عشرة ليرات فَيزيد وزن مادة التنظيف، وليس لأنه يُقوّي التنظيف. عجيب هو دخل إلى غرفة المستودع وأغلق الباب،
وتكلّم بكلام الذي قالته زُليخة مع سيدنا يوسُف، عندما أغلقت الأبواب( ظنت أن الله لم يسمع ولم يرى).
أنت تعجب من صاحب بضاعة معينة ،يريد أن يضارب على بضاعة معينة من الملبوسات أو الأقمشة ،فيتصل بمعمل في الصين ، ويطلب إليه أن يُورِّد له سلعة من هذه الملبوسات أو الأقمشة ،ويطلب إليه أن يضع اسم ماركة البضاعة ،فتكون هي ذاتها اسم ماركة بضاعة خصمه في السوق.
كيف فعلت هذا الأمر؟!
قال لم يعلم أحد أبدا ،وأنا جَهّزت طريقة تدخل بها البضاعة دون أن يعلم أحد ومن المستحيل أن يعلم أحد.
والله! الله ألا يسمع؟ جلَّ الله سبحانه وتعالى، يسمع ويرى........
هذا الرجل يعتقد اعتقادا جازما بأن الله تعالى لا يسمع وأن الله لا يبصر لذلك قال الله له:{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23]
تَهمس في أذن ابنتها تقول لها: يا ابنتي يبدو أن هذا الرجل الذي كتب عليك من شهرين يبدو أنه بخيل،ويجب أن نبحث عن طريقة حتى يطلقك ،لكن أنتِ لا تقولي له لأنك إذا قلتِ له ذهب مهرك ،لذلك سَنُرتّب معا طريقة تجعله هو يُطلّقك من أجل أن يدفع نصف المهر.
اتفقنا يا ابنتي. لا أحد يسمع هذا الكلام لا تنقلي هذا الكلام لأحد.
أين الله؟! هذه تعتقد أن الله عز وجل لم يسمع هذا الكلام.
هناك سورة تعرفونها كلكم هي سورة المجادلة ،تقول عائشة رضي الله عنها:
تبارك الذي وَسِعَ سمعه كل شيء (هي تقول: سبحان الله كيف يسمع كلّ شيء) والله إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ،ويخفى عليَّ بعضه ،وهي تشكو زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خولة بنت ثعلبة صحابية جاءت إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد أن تشكو زوجها، وسيدتنا عائشة كانت في البيت وتقول في رواية أخرى: كنت أغسل شطر رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم،
يعني النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعائشة زوجته تغسل رأسه فدخلت خولة تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم على زوجها، فقالت خولة:
يا رسول الله زوجي أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني، ظاهر مني يعني قال لها أنت علي كظهر أمي، إني أشكو إليك.
عائشة تقول كنت جالسة أسمع كلام خولة ويخفى عليّ بعضه، هناك بعض الكلام لم أفهم ما تقوله. فأنزل الله تعالى :
{قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما}
عائشة كانت في المجلس وتقول والله أنا لم أسمع فقال: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء.
رَتّبَ أنه سيتوظف في وظيفة ،ولكن من غير أن يداوم، لكنه يقبض كل الراتب، ولا أحد يعلم ، والأمر بيني وبينك، أَقبض الراتب وأذهب، ولا أحد يعلم ولا أحد يدري.
ولكن أين الله؟! يقول :الآن اترك ذلك القول جانبا ،الآن الأمور مختلفة.
العباس عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم ،أراد أن يخرج إلى غزوة بدر، ولم يكن حينها قد أسلم، والعباس كان غنيا ،فأخرج المال وقال لزوجته أم الفضل: يا أمّ الفضل إني ذاهب إلى المعركة ،ويُحتمل أن أعود ،و يحتمل أن لا أعود ،فإذا عدتُ، فهذه الأموال تركتها أمانة عندك .إذا عدت أُنفقُ منها أنا، وإذا لم أعد تُنفقينَ منها على الأولاد.
(كان وحده هو وأمُّ الفضل)، فعاد وخبّأ المال ،وأرشدها إلى مكانهم، وذهب إلى معركة بدر ،فوقع أسيرا عند المسلمين ،فكان الأسرى من المشركين الذين كانوا عند المسلمين ،كان قسم منهم أغنياء، فأرادوا أن يفدوا أنفسهم بالمال فيدفعون المال ،ويَخرجون ،أما الفقير فإنه يُعلّم عشرة من الصحابة القراءة والكتابة، فداءً لنفسه.
وقسم منهم ، النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنهم لوجه الله تعالى، وهناك بعض الفقراء الذين سامحهم.
فلما وقع العباس بيد المسلمين ،النبي صلى الله عليه وسلم قال: شُدّوا وثاق العباس فإنه رجل مليء.
فلما كلّمهم واحدا تلو الآخر، قال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي أنا ليس معي مال أبدا، إذا أردتَ أن أُعلّم عشرة علَّمتُهم، وإذا أطلقتني فأنت ابن أخي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عماه لا بُدّ أن تفدي نفسك بالمال.
قال العباس : ليس معي مال أبدا، وإذا أردتَ تعال معي، وفتِّش داري.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والمال الذي أخفيتَه عند أمأاأمنلبخلمةثقخلمةقلثةنملاىبمنلالثقىنملالثقأمِّ الفضل؟ وقلتَ لها :إن عدتُ فأنا أتصرف بالمال ،وإن لم أعد ُتنفقيه على نفسك وعلى الأولاد!.
فذُهِلَ العباس بذلك الكلام ،وقال والله ما جاءك بهذا الخبر إلا جبريل.
لا أحد يعلم أبدا بأني خبّأت هذا المال.
إياك أن تظنُّ، إذا كنت تُدّبر أمرا لإيقاع غيرك بشيء لا أحد يعلم ،وإن ظننتَ هذا الظن ،فإن هذا الظنَّ سيرديك وسيوقعك في مكان تُحاسَب عليه حسابا شديدا.
لكن إذا ظننت وتيقّنت أن الله سبحانه وتعالى قد رآك ،وقد سمعك ،نجوت .
لأنك عندها تضبط كلامك عند ذلك ،وتضبط أعمالك ،وتضبط تعاملاتك مع من حولك .أما ليس من المعقول وأنت في رمضان وصائم ،وقد تكون تحضر في الدروس ،وفي صلاة التراويح وتواعد فتاة (طالبة مدرسة) عندما تخرج من مدرستها لتمشي وراءها وتُحدّثها بحديث ما. تظنُّ أنه لم يسمعك أحد ،ولم يرك أحد ،لأنك ذهبت إلى مكان بعيد عن مكان سكنك!.
لكن هناك واحدا سمع ورأى، يُغني عن كل الخلائق.
ليس من المعقول أن تتّفق أنت ومجموعة من أصدقائك أن تذهبوا إلى مكان بإمكانكم أن تعصوا الله تعالى فيه.
صحيح أنك تحرّزت منا ،ولكن نسيت أن هناك من يسمعك ويراقبك هناك!.
مرة كان هناك اثنان من المشركين جالسين في مكة يذكرون قتلى بدر من المشركين وأنت تعملون أن المسلمين في غزوة بدر انتصروا على الكفار وكان هناك قتلى من الكفار فكان هناك اثنان من المشركين جالسين في مكة ويتحدثان عن قتلى بدر وعن الذين قتلوهم في بدر.
فقال الأول للآخر والله لولا عيال عندي أخاف ضَيعتَهم ولولا دين عليّ أخاف أن لا يوجد له وفاء لذهبت إلى محمد وقتلته -أذهب الآن لعنده إلى المدينة المنورة لأقتله-
فقال له جليسه أولادك عندي ودينك عندي أنا أوفيه لك –أنت فقط اذهب-
قال فاكتم عني ولا تقصص ذلك على أحد.
فحدَّ سيفه وسمّمه ثم علقه في حمالته ومضى باتجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.
وعندما وصل إلى المدينة المنورة رآه سيدنا عمر بن الخطاب فقال يا قومي هذا فلان في وجهه شر احذروا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم –أعطوا انتباهكم للنبي صلى الله عليه وسلم-
ثم ذهب عمر إليه وأنزله عن راحلته وقال يا عمر أرسلني فإني جئت محمدا أطالبه بابني أنا لي ابن عندكم هنا مأسور وجئت لأراه ما قصته.
فأخذه عمر من مجمع ثوبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم عندما رآه قال له يا عمر أرسله (تكاد تخنقه) فأرسله عمر.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء بك يا فلان؟.
فقال جئتُ لأن ابني أسير عندكم ، فجئتُ لأفاوضكم عليه، وأجد طريقة لأفكّه من الأسر.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما هذا السيف الذي علّقته في رقبتك.
فقال: قبّحها الله من سيوف ،وهل أغنت عنا من شيء في يوم بدر؟.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اصدُقني ما جاء بك؟
فقال :قلت لك إني جئت من أجل ابني.
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
ألم تكن في ظل الكعبة أنت وفلان جلستما فتذاكرتما يوم بدر، فقلت له :والله لولا عيال عندي ،ودَين عليّ لذهبتُ إلى محمد وقتلته .فقال لك: عيالك عندي ،ومالك عليّ، فاذهب إلى محمد، واقتله.
فذُهل ذلك الرجل، وقال: أشهد انه لا إله إلا الله وأشهد أنك محمد رسول الله.
فيا أيها الإخوة: مئة بالمائة الله يسمع ما تقولون، يا أيتها الأخوات اللواتي تحضرُنَ الدرس ،مئة بالمائة الله يسمع ما تقُلنَ، مئة بالمائة الله يرى ما تفعلن ،لذلك اجعلي إيمانك بالله أنه يسمع ويرى.
فإذا كنتِ مؤمنة بأن الله يسمع ويرى ستنضبط عندكِ كثير من الأمور ،وكذلك إذا كنتَ أنت ،وكنتُ أنا .
لكن إذا ظننا أن الله لم يسمع ،ولم يرى فهذا الظن نخاف أن يكون كظن المشركين ،
وقد قال أحدهم:
أترون الله يسمع ما نقول؟.
فقال الآخر: يسمع إذا جهرنا ،ولا يسمع إذا أخفينا.
وقال الثالث :إن كان يسمع إذا جهرنا، فهو يسمع إذا أخفينا.
فأنزل الله تعالى:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22]
{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23]
نخاف إذا نسيتَ الله أن تدخل في هؤلاء ،لكنك إذا كنتَ تذكرُ الله ،فإنك ستدخل في زمرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،وفي زمرة أبي بكر رضي الله عنه عندما دخلا في الغار وقد لحقهما المشركون، فبكى أبو بكر.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ما يُبكيك؟.
فقال أبو بكر :لو نظر أحدهم إلى أسفل قدميه لرآنا.
·فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
إذا كنت متيّقن أن الله معك، فستنضبط كثير من أمور حياتك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعاء المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحميهما اللهم يا قريبا غير بعيد يا من وسع سمعه الأصوات كلها سبحانك يا من تسمع وترى سبحانك يا من يسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء.
يا من وسع سمعك الأصوات كلها الله يا قريبا غير بعيد اللهم يا حاضرا غير غائب اللهم يا غالبا غير مغلوب.
اجعل قلوبنا تتعلق بحضرتك.
اجعل قلوبنا تشتاق إلى حضرتك.
اجعل قلوبنا تطمئن عند ذكرك.
اجعل قلوبنا تتشوق للقائك.
اجعل قلوبنا تحن إلى ما يرضيك عنا بكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أزل ما بيَننا مِن بينِنا اللهم أزل الران عن قلوبنا اللهم أزل الغفلة عن قلوبنا
الدكتور محمد خير الشعال