المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السوق والعصافير


Rihab
13-02-2011, 03:19 PM
دائماً ما نلجأ في الأزمات إلى مدح سياساتنا المالية المحافظة وخططنا المتواضعة وبأنها أنقذتنا من فيضانات مالية أو من انهيارات سعرية أو من تسونامي اقتصادي . ولكننا ننس بالوقت نفسه أن السياسات المالية المحافظة لن تفض إلا إلى نتائج متواضعة ومازلنا نطبق مبدأ عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة وإذا حدث أن طارت كل العصافير لحدث طارى ء فإننا نشكر ونحمد الله على أننا أمسكنا بعصفور واحد ، ولكن السؤال ماذا عن الذي أمسك بخمسة عصافير أو ستة من العشرة التي طارت ، ألم يكن المستفيد الأكبر والأذكى والأكثر جرأة ؟

نعود إلى سوقنا المالي الذي نتفاخر الآن بإيجابياته التي طالما كانت بنظر المهتمين بالسوق سلبيات وأبرزها الحدود السعرية الضيقة و القيود على استثمار الأجانب وعدم الارتباط بالأسواق المجاورة وغيرها أي بالخلاصة جميع القوانين والإجراءات التي تجعل من السوق المالي سوقاً محافظاً فبعد الانخفاضات التي حدثت بالأسواق المالية العربية المجاورة جراء الأحداث الإقليمية الأخيرة أصبحت عدة جهات تمتدح جميع هذه الإجراءات المحافظة للسوق بأنها تحفظ سوقنا من هزات مالية مشابهة إلا أن هذه الإجراءات هي نفسها من يمنع السوق من التطور والازدهار والتوسع في الظروف الاقتصادية العادية ولنعود إلى رواية الإمساك بالعصفور وتجاهل كل العصافير الأخرى التي كان من الممكن إمساكها في الظروف الاقتصادية الطبيعية فأين هي الفائدة بتقييد السعر الاستكشافي ب15% في الجلسة الأولى لإدراج شركة وسعر السهم قبل الإدراج كان 100% عن القيمة الدفترية وأين الفائدة بالقيود على خروج رأس مال الأجنبي طالما أننا بهذه القيود نمنع دخوله بالأصل؟

وبالرغم أنني لا أنادي بتحرير جميع هذه القيود بالمرحلة الراهنة بل حتى أنني لست مع قرار تحرير بعضها وخاصة توسيع الحدود السعرية الآن وفي هذه المرحلة طالما أننا نستطيع خلق السيولة بالسوق من خلال تحرير العديد من القيود الأخرى كالسماح بالشراء والبيع في اليوم نفسه وزيادة عدد الشركات المساهمة المدرجة وزيادة عدد الأسهم الحرة وتوسيع قاعدة الملكية بتجزئة السهم إلا أنني لا أحبذ أيضاً كثرة التشدق بإنجازات هذه القيود والمفعول السحري لها في إنقاذ السوق كما لو أنها طوق النجاة الدائم والشيفرة التي ستصنع العجائب في سوق دمشق للأوراق المالية .

لذلك فليعذرني من لا يشاركني الرأي بأنني لا أستوعب حتى هذه اللحظة بقاء بعض من القيود الموضوعة على المضاربة والتي تخلق السيولة طالما أن فكرة التسعير اليومي لأسهم الشركات المساهمة العامة تعتمد على مبدأ التداول اليومي لأسهم المساهمين فإن كان للمضاربة سلبيات فدعونا نفكر بالإجراءات التي تقضي على سلبياتها بدلاً من القضاء عليها ولنحرر القيود تدريجياً بحيث نبدأ بالتي تمتلك الإيجابيات الأكثر منها من السلبيات ونراقب بدلاً من تحريرها دفعة واحدة لندرك من هو الأكثر إيجابياً أو الأكثر سلبية .


الدكتور وائل حبش

BROKER
14-02-2011, 02:36 AM
كلام من ذهب

ولعل مبدأ العصفورة التي في اليد هي خاصية استثنائية سورية ،سواء منها الهيئات المشرفة أم المساهمين العاديين .

وقد لاحظنا مؤخراً هبوطاً للسوق بدل من لهجة المستثمرين بالمطالبة برفع الحدود السعرية وحمد المستثمرين ربهم على أن الحدود ضيقة ولم تقم الهيئة بتوسيعها .

إذاً هي خاصية استثنائية بمواطن تربى على مبدأ "عصفور في اليد" ينعكس هذا المبدأ على المعنيين في إدارة المال ثم على نتائج الحركة الاقتصادية .

والسؤال يعيد نفسه "ما بال من استطاع ان يلتقط عشرة عصافير" ؟؟؟؟؟

ربما جيل جديد لم يعهد عصر سيارة "اللانسر" التي كانت تمشي وحدها في الشارع ويرتفع ثمنها كلما قدمت وهرمت .

العربي
14-02-2011, 10:00 AM
على الرغم من بعض القرارات السيئة و بعض القرارات الغير احترافية .
النظم و السياسة المتحفظة للهيئة و ادارة السوق لم تمنع الاسهم من تسجيل ارتفاعات قياسية و هذا كان في صالح المساهمين و بعث الطمئنينة في نفوسهم .

ado
15-02-2011, 12:49 AM
دائما جدي يقول لي ( عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة )