abu mhd
12-02-2011, 09:31 PM
لم يكن الإسلام ابدا معارضا للحب فالإسلام دين يدعو للمحبة و التسامح
وهناك حب مشروع وحب غير مشروع، فالحب المشروع كالحب بين الزوجين وبين الآباء والأبناء، وقبل ذلك حب الرسل والأنبياء، وقبل ذلك وذلك حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وحتى لو أحب رجل فتاة فالحل موجود بالزواج فقد قال عليه الصلاة و السلام \ لم ير للمتحابين مثل النكاح \ أي الزواج
ونحن في ديننا لا نمانع المناسبات السعيدة التي تجمع بين قلوبنا، ولكن تقليد الغرب في عيد له تسمية معينة كـ"عيد الحب" وله خلفية غير موثوق بها ذلك ما يجعلنا نقف ضده ؛فليس علينا أن ننجرف وراءه لأن ذلك يقصر معاني الحب السامية على يوم واحد بينما يعيش المتحابون لحظات الحب كل يوم بل كل ساعة ؛ فلا ينبغي لنا أن نلهث وراء هذه التقليعات، فضلاً عن أن هذا الاحتفال يشوبه كثير من الحركات والأقوال التي تخرجه عن معانيه السامية، وتحوله إلى هرج وإباحية وتحلل و قد بدأت بعض الدول إدراك ذلك فقد صدرت أوامر في بريطانيا هذه السنة بمنع الاحتفال بعيد الحب لمن لم يبلغ المرحلة الثانوية و منعت إحدى الولايات الروسية الاحتفال بعيد الحب لما فيه من انحراف
و يروى عن سبب هذا العيد قصصا شتى منها أنه لما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها ، وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني ) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها ، فتصدى لهذا القرار ( القديس فالنتين ) وصار يجري عقود الزواج للجند سرا ، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن ، وحكم عليه بالإعدام . وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية ، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له ، إلا أن ( فالنتين ) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير ، عيد ( لوبر كيليا ) ، ومن يومها أطلق عليه لقب قديس .
لكن الاحتفال اليوم بـ"عيد الحب" بدا مبالغًا فيه إلى حد كبير لدرجة إقامة تظاهرات شعبية في بعض الدول، وإذا لم تحتفل بهذا اليوم أو لم تقدم أو تتلقَ هدية فلا بد أنك تفتقد شيئًا ما مهمًّا؛ وبيَّن استطلاع في نيوزيلندا أن الرجال يشعرون بضغط كبير لشراء هدايا في عيد الحب، وأن النساء يشعرن باستياء إذا لم يقدم لهن أحباؤهن هدية، بل إن بعض النساء اللاتي لا يتوقعن تسلم رسائل حب في هذه المناسبة يرسلن بطاقات إلى أنفسهن أو كلابهن!!
ولم يكن من قبيل المصادفة أن يحمل أحد فيروسات الحاسب الشهيرة عنوان "أحبك"؛ ذلك أن ذكاء المصمم -أو لنقُل خُبثه- أرشده إلى كلمة في غاية الحساسية؛ لما تختزنه من مشاعر، وتذيب كل برود.
لا نريد الحديث هنا عن الفيروس، بل الإشارة إلى أن اشتغال فيروس على كاريزما الحب جلب خسائر بمليارات الدولارات وعطَّل ملايين أجهزة الحاسب
ومن جانب اقتصادي يعتبر عيد الحب إرضاءا للنزعة الاستهلاكية؛ حيث تُنفَق الملايين على الزهور وبطاقات التهنئة ورسائل الحب والشوكولاتة ملايين الدولارات ، وتربح كولومبيا –مثلاً– نحو 600 مليون دولار سنويًّا من زراعة وتصدير أكثر من 50 نوعًا من الزهور، 40% من الورد يباع في عيدي الحب والأم، وأنفق البريطانيون في عيد الحب سنة 2000م نحو 35 مليون دولار، وترتفع نسبة بيع الورود في هذا اليوم إلى 400% عنها في الأيام العادية.
و نستعرض نهاية بعض أجمل و أغرب هدايا الحب و منها قيام قمر صناعي في وكالة "ناسا" الأمريكية بالدوران حول كوكب المريخ، وبث صور للمريخ تحمل بطاقة تهنئة لم يسبق لها مثيل، تصور سهلاً في القطب الجنوبي لسطح المريخ الأحمر على شكل قلب، وتم نشرها على الإنترنت سنة 2000م ليتسنى للعشاق إرسالها، فيما قدم ملياردير الملاحة اليوناني "أرسطو أوناسيس" إلى حبيبته أغلى بطاقة تهنئة، وكانت سبيكة من الذهب الخالص المرصع بالألماس والزمرد داخل معطف من المنك الأسود، وقام باحث في بيولوجيا الميكروبات في رجبي بوسط إنجلترا بتقديم بطاقة تضم 500 مليار بكتيريا جمعها ليكتب بها "أحبك"... إلى آخره من غرائب أخرى لا تنتهي.
وإذا كان هذا الاستباق المحموم يوحي بغياب القضايا الكبرى التي تشغل المجتمعات الغربية؛ فإن عالمنا العربي المثقل والمثخن بقضاياه المصيرية العالقة منذ عقود لم تشغله خلال السنوات الماضية عن أن يشهد بعض الاحتفالات الخارجة عن السياق؛ فهل تمنعنا الأوضاع المتأزمة حاليًّا وأجواء الحرب المخيمة على المنطقة من الاحتفال بعيد فالنتاين؟!
نرجو للجميع 365 يوم سنويا من الحب و السعادة
وهناك حب مشروع وحب غير مشروع، فالحب المشروع كالحب بين الزوجين وبين الآباء والأبناء، وقبل ذلك حب الرسل والأنبياء، وقبل ذلك وذلك حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وحتى لو أحب رجل فتاة فالحل موجود بالزواج فقد قال عليه الصلاة و السلام \ لم ير للمتحابين مثل النكاح \ أي الزواج
ونحن في ديننا لا نمانع المناسبات السعيدة التي تجمع بين قلوبنا، ولكن تقليد الغرب في عيد له تسمية معينة كـ"عيد الحب" وله خلفية غير موثوق بها ذلك ما يجعلنا نقف ضده ؛فليس علينا أن ننجرف وراءه لأن ذلك يقصر معاني الحب السامية على يوم واحد بينما يعيش المتحابون لحظات الحب كل يوم بل كل ساعة ؛ فلا ينبغي لنا أن نلهث وراء هذه التقليعات، فضلاً عن أن هذا الاحتفال يشوبه كثير من الحركات والأقوال التي تخرجه عن معانيه السامية، وتحوله إلى هرج وإباحية وتحلل و قد بدأت بعض الدول إدراك ذلك فقد صدرت أوامر في بريطانيا هذه السنة بمنع الاحتفال بعيد الحب لمن لم يبلغ المرحلة الثانوية و منعت إحدى الولايات الروسية الاحتفال بعيد الحب لما فيه من انحراف
و يروى عن سبب هذا العيد قصصا شتى منها أنه لما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها ، وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني ) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها ، فتصدى لهذا القرار ( القديس فالنتين ) وصار يجري عقود الزواج للجند سرا ، فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن ، وحكم عليه بالإعدام . وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان ، وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية ، وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له ، إلا أن ( فالنتين ) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير ، عيد ( لوبر كيليا ) ، ومن يومها أطلق عليه لقب قديس .
لكن الاحتفال اليوم بـ"عيد الحب" بدا مبالغًا فيه إلى حد كبير لدرجة إقامة تظاهرات شعبية في بعض الدول، وإذا لم تحتفل بهذا اليوم أو لم تقدم أو تتلقَ هدية فلا بد أنك تفتقد شيئًا ما مهمًّا؛ وبيَّن استطلاع في نيوزيلندا أن الرجال يشعرون بضغط كبير لشراء هدايا في عيد الحب، وأن النساء يشعرن باستياء إذا لم يقدم لهن أحباؤهن هدية، بل إن بعض النساء اللاتي لا يتوقعن تسلم رسائل حب في هذه المناسبة يرسلن بطاقات إلى أنفسهن أو كلابهن!!
ولم يكن من قبيل المصادفة أن يحمل أحد فيروسات الحاسب الشهيرة عنوان "أحبك"؛ ذلك أن ذكاء المصمم -أو لنقُل خُبثه- أرشده إلى كلمة في غاية الحساسية؛ لما تختزنه من مشاعر، وتذيب كل برود.
لا نريد الحديث هنا عن الفيروس، بل الإشارة إلى أن اشتغال فيروس على كاريزما الحب جلب خسائر بمليارات الدولارات وعطَّل ملايين أجهزة الحاسب
ومن جانب اقتصادي يعتبر عيد الحب إرضاءا للنزعة الاستهلاكية؛ حيث تُنفَق الملايين على الزهور وبطاقات التهنئة ورسائل الحب والشوكولاتة ملايين الدولارات ، وتربح كولومبيا –مثلاً– نحو 600 مليون دولار سنويًّا من زراعة وتصدير أكثر من 50 نوعًا من الزهور، 40% من الورد يباع في عيدي الحب والأم، وأنفق البريطانيون في عيد الحب سنة 2000م نحو 35 مليون دولار، وترتفع نسبة بيع الورود في هذا اليوم إلى 400% عنها في الأيام العادية.
و نستعرض نهاية بعض أجمل و أغرب هدايا الحب و منها قيام قمر صناعي في وكالة "ناسا" الأمريكية بالدوران حول كوكب المريخ، وبث صور للمريخ تحمل بطاقة تهنئة لم يسبق لها مثيل، تصور سهلاً في القطب الجنوبي لسطح المريخ الأحمر على شكل قلب، وتم نشرها على الإنترنت سنة 2000م ليتسنى للعشاق إرسالها، فيما قدم ملياردير الملاحة اليوناني "أرسطو أوناسيس" إلى حبيبته أغلى بطاقة تهنئة، وكانت سبيكة من الذهب الخالص المرصع بالألماس والزمرد داخل معطف من المنك الأسود، وقام باحث في بيولوجيا الميكروبات في رجبي بوسط إنجلترا بتقديم بطاقة تضم 500 مليار بكتيريا جمعها ليكتب بها "أحبك"... إلى آخره من غرائب أخرى لا تنتهي.
وإذا كان هذا الاستباق المحموم يوحي بغياب القضايا الكبرى التي تشغل المجتمعات الغربية؛ فإن عالمنا العربي المثقل والمثخن بقضاياه المصيرية العالقة منذ عقود لم تشغله خلال السنوات الماضية عن أن يشهد بعض الاحتفالات الخارجة عن السياق؛ فهل تمنعنا الأوضاع المتأزمة حاليًّا وأجواء الحرب المخيمة على المنطقة من الاحتفال بعيد فالنتاين؟!
نرجو للجميع 365 يوم سنويا من الحب و السعادة