المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفقر هذا المرض


غسان
04-12-2010, 11:42 AM
لقد استوقفني نظرات تلك الصغيرة الجالسة مع والدتها خلف الباب الزجاجي في أحد محلات السوبر ماركت وهي تستظل بوالدتها من أشعة الشمس الحارقة بعد أن رمى عليها احد المارين ببعض الريالات فأخذت ريالا وانطلقت مسرعة لتشتري به وعادت وهي مبتسمة تمضغ (العلك) نادينها وهمست لها ما اسمك؟ (أنا اريام... وأبوي ميت) لم أجد نفسي ألا وقد صافحت يدي يدها لأعطيها مما قسمه الله لها من مالي وتركتني أقف حائرة بين حاجتها وابتسامتها؟


أنه بمجرد ذكر كلمة الفقر يتبادر إلى الأذهان شعور بالنقص وحياة من العيش مريرة وبالرغم من وجوده إلا انه ليحزننا من هم خلف أبوابه؟ من خلف أبواب الفقر أناسا قد نسمع عنهم ولا نراهم و قد يعيشون بيننا دون نشعر بهم أناسا يعيشون مع بزوغ كل صباح على أمل بالغد يحييهم نجدهم لا يكادون يجدون لقمة العيش ويتجرعون مرارة الحاجة لاسيما في الآونة الأخيرة أصبح الفقر قضية كبرى وآفة عظمى وصرخات نشهدها إعلاميا مرارا وتكرارا,, رغم الحق المشروع لهم (أنما الصدقات للفقراء) ولكن حياة بعضهم مرآة لنفوسهم فتعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا ويشعرون أن المطالبة بحقهم نوع من الاستنقاص فهم يتوارون خجلا أن يطلبون، هذا واقع وهناك واقع أخر لمثل هؤلاء فإن البطون إذا جاعت، والحاجة إذا ألحت، فقد يخرج الإنسان عن طوره ويصبح كالوحش الكاسر، لا يقف أمامه أي عقبة فكم هو محزن تكرر تلك القصص مما يقعون في مصيدة مرض الفقر؟ وكم هو مؤسف أن تصاب المجتمعات بأعراض هذا المرض من سرقة أو تسول؟؟ فليس من باب الصدفة أن ترى أطفال ونساء حول الشوارع وأمام الإشارات متسولون..؟؟


ولسال حالهم يقول (سنعيش ولو أكل الفقر من لحومنا)؟


هل سيظل الفقر داء ليس له دواء؟ هل من يجلسون خلف أبواب الفقر ينتظرون إعلاميا يطرق عليهم الباب؟ ليري الناس حالهم وكيف يعيشون؟


أيها الأطفال هل تعلمتم أبجدية الحرف قبل مد الكف؟ أيها السادة الأغنياء هل أديتم الحق لهؤلاء؟


كل هذا لا يمنع من محاولة البحث عن الأفضل دائماً وطرق أبواب الكسب والعمل.. ومحاولة تحسين الوضع وعدم التوقف في نفس المكان.. وإعطاء كل ذي حق حقه و التوكل على الله بالسعي والعمل ثم التفاؤل والأمل، والنظر نحو المستقبل بحماس وهمة, فكم من فقير أغناه الله من واسع فضله، وكم من غني افتقر..