غسان
04-11-2010, 10:56 AM
هل لديك ما تصرّح به؟
(حكيم مرزوقي) دي برس
من لا يعرف من المسافرين عبر القارات هذه العبارة الموجودة في كل المطارات والموانئ؟ والمكتوبة بكلّ اللغات قبل حاجز الأمن والتي خطّطوها على لوحة صفراء- وبشكل واضح- وبالعبارة التالية: (هل لديك ما تصرّح به؟).
إنها طريقة لفتح العقول والرؤوس قبل الحقائب "على أسلوب رسّام الكاريكاتير المتميّز الصديق الفنّان علي فرزات".
قلت لهم ساخراً في أحد المطارات حين سألوني عمّا يمكن أن أصرّح به أو أعلن عنه: (إنّ رأسي تؤلمني)، فابتسم الموظّف وردّ قائلاً: (هذا ليس تصريحاً يا أستاذ).
-رأسي تؤلمني من كثرة المشاكل السياسية في المنطقة.
-لا بأس... عليك بحبة أسبرين.
تخيّلوا كيف تننتهي مشاكل العالم بمجرّد ابتلاع حبّة أسبرين....!.
ابتلعت حبة الأسبرين فراح وجع الرأس وظلّ وجع القلب، فتّشوا في كلّ زوايا رأسي فلم يجدوا إلاّ سؤالاً واحداً اسمه (لماذا).
لماذا تستجوبون غير المتهمين؟ لماذا تتصفّحون جواز سفري قبل كتبي؟ لماذا تسألون عن حياتي الشخصية؟ولماذا تسألون عن ديانتي؟ وهل عيّنتموني مخبراً دون أن أدري؟!
ينطبق هذا الأمر على كل المطارات الغربيّة والعربيّة على حدّ سواء، أمّا في الولايات المتحدة فيجبرونك على خلع نعليك والمشي حافياً فوق بساط الفحص الالكتروني في إهانة صريحة وواضحة لمواطني الدول المتهمة بالإرهاب.
ما هذه الاستباحة؟! ليس لديّ ما أصرّح به غير حبي للناس وشوقي للذين جئت كي أزورهم.
ليس لدي ما أصرّح به غير هذه النقود القليلة التي في جيبي وهذه الهدايا المتواضعة في حقيبتي وهذا الشوق إلى من يشتاقون إلي، ليس لديّ ما أصرّح به غير الصراحة يا حضرة المأمور.
جبت مدناً وعواصم كثيرة ولم أجد ما أصرّح به غير الحنين والرغبة في زيارة قبور الأهل والأحبّة.
حسناً.. سأصارحكم بشيء... لماذا تضعون هذه الحواجز وتكتبون هذه اللافتات؟ هل أنّ الأمر يحتاج إلى هذه الهالة؟ كان بإمكانكم الاكتفاء بعبارة شفهية يقولها أحد أعوانكم أو تبليغاً تطوّعيّاً يقوله المسافر إلى أمن المطار أو الميناء.
إنّ عبارة: (هل لديك ما تصرّح به) تجعلني (مخبراً) دون أن أدري وتحرّض تفكيري على (الوشاية) بأصدقائي...
إنّ عبارة: (هل لديك ما تصرّح به) وفي كل مطارات العالم تجعلك تفكّر بشكل سلبي...ربما عرفت إرهابيّاً ونسيت اسمه، ربما ارتكبت في حياتي خطأً ونسيته، ربما حملت في حقيبتي شيئاً ممنوعاً، ربما جلس إلى جانبي في مقعد الطائرة شخص مشبوه أو تفوّه بعبارة مريبة.... ربّما...
ربّما شكّ فيَّ عناصر الأمن إن لم أصرّح بما لديّ...!... ربّما أحمل فعلاً أسراراً ونسيتها أو خانتني الذاكرة؟!
(هل لديك ما تصرّح به): سؤال في غاية الإحراج .... حتى وإن كان خارج سياق المطارت والحواجز الأمنيّة.
بماذا أصرّح لك...!؟... بهزائمي وأسراري وانكساراتي...!
من أنت يا سيدي كي أصرّح لك؟... هل أنت قادر على حفظ سرّي وصيانة عرضيي؟!
أمّا الأنكى من ذلك كلّه فإنّهم يطلبون منك أثناء تقديم التأشيرة في سفارة أجنبية كل المعلومات عن حياتك الخاصة والعامة، علاوة على البصمة والصورة...أليس في الأمر انتهاك للحريات الشخصية.
أُثير منذ مدّة مشكلة برنامج (الفيس بوك) على الانترنيت وكيف يقتحمون بريدك الشخصي دون حياء ليعلنوه على الملأ، وقد أثار الموضوع جدلاً أخلاقياً وقانونياً، فهل أصبحت خصوصيات الناس مستباحة إلى هذا الحد.؟
*كلمة ع الحائط: اتركوني طيراً مرّ اللحم وعصيّاً على الاصطياد.... لا تتركوني وحيداً وشاحباً كجلود الحقائب في المطارات... اتركوني قبل أن تفقدوني... لا تتركوني ... فليس لديّ ما أصرّح به غير حب الناس وكره السكوت.
(حكيم مرزوقي) دي برس
من لا يعرف من المسافرين عبر القارات هذه العبارة الموجودة في كل المطارات والموانئ؟ والمكتوبة بكلّ اللغات قبل حاجز الأمن والتي خطّطوها على لوحة صفراء- وبشكل واضح- وبالعبارة التالية: (هل لديك ما تصرّح به؟).
إنها طريقة لفتح العقول والرؤوس قبل الحقائب "على أسلوب رسّام الكاريكاتير المتميّز الصديق الفنّان علي فرزات".
قلت لهم ساخراً في أحد المطارات حين سألوني عمّا يمكن أن أصرّح به أو أعلن عنه: (إنّ رأسي تؤلمني)، فابتسم الموظّف وردّ قائلاً: (هذا ليس تصريحاً يا أستاذ).
-رأسي تؤلمني من كثرة المشاكل السياسية في المنطقة.
-لا بأس... عليك بحبة أسبرين.
تخيّلوا كيف تننتهي مشاكل العالم بمجرّد ابتلاع حبّة أسبرين....!.
ابتلعت حبة الأسبرين فراح وجع الرأس وظلّ وجع القلب، فتّشوا في كلّ زوايا رأسي فلم يجدوا إلاّ سؤالاً واحداً اسمه (لماذا).
لماذا تستجوبون غير المتهمين؟ لماذا تتصفّحون جواز سفري قبل كتبي؟ لماذا تسألون عن حياتي الشخصية؟ولماذا تسألون عن ديانتي؟ وهل عيّنتموني مخبراً دون أن أدري؟!
ينطبق هذا الأمر على كل المطارات الغربيّة والعربيّة على حدّ سواء، أمّا في الولايات المتحدة فيجبرونك على خلع نعليك والمشي حافياً فوق بساط الفحص الالكتروني في إهانة صريحة وواضحة لمواطني الدول المتهمة بالإرهاب.
ما هذه الاستباحة؟! ليس لديّ ما أصرّح به غير حبي للناس وشوقي للذين جئت كي أزورهم.
ليس لدي ما أصرّح به غير هذه النقود القليلة التي في جيبي وهذه الهدايا المتواضعة في حقيبتي وهذا الشوق إلى من يشتاقون إلي، ليس لديّ ما أصرّح به غير الصراحة يا حضرة المأمور.
جبت مدناً وعواصم كثيرة ولم أجد ما أصرّح به غير الحنين والرغبة في زيارة قبور الأهل والأحبّة.
حسناً.. سأصارحكم بشيء... لماذا تضعون هذه الحواجز وتكتبون هذه اللافتات؟ هل أنّ الأمر يحتاج إلى هذه الهالة؟ كان بإمكانكم الاكتفاء بعبارة شفهية يقولها أحد أعوانكم أو تبليغاً تطوّعيّاً يقوله المسافر إلى أمن المطار أو الميناء.
إنّ عبارة: (هل لديك ما تصرّح به) تجعلني (مخبراً) دون أن أدري وتحرّض تفكيري على (الوشاية) بأصدقائي...
إنّ عبارة: (هل لديك ما تصرّح به) وفي كل مطارات العالم تجعلك تفكّر بشكل سلبي...ربما عرفت إرهابيّاً ونسيت اسمه، ربما ارتكبت في حياتي خطأً ونسيته، ربما حملت في حقيبتي شيئاً ممنوعاً، ربما جلس إلى جانبي في مقعد الطائرة شخص مشبوه أو تفوّه بعبارة مريبة.... ربّما...
ربّما شكّ فيَّ عناصر الأمن إن لم أصرّح بما لديّ...!... ربّما أحمل فعلاً أسراراً ونسيتها أو خانتني الذاكرة؟!
(هل لديك ما تصرّح به): سؤال في غاية الإحراج .... حتى وإن كان خارج سياق المطارت والحواجز الأمنيّة.
بماذا أصرّح لك...!؟... بهزائمي وأسراري وانكساراتي...!
من أنت يا سيدي كي أصرّح لك؟... هل أنت قادر على حفظ سرّي وصيانة عرضيي؟!
أمّا الأنكى من ذلك كلّه فإنّهم يطلبون منك أثناء تقديم التأشيرة في سفارة أجنبية كل المعلومات عن حياتك الخاصة والعامة، علاوة على البصمة والصورة...أليس في الأمر انتهاك للحريات الشخصية.
أُثير منذ مدّة مشكلة برنامج (الفيس بوك) على الانترنيت وكيف يقتحمون بريدك الشخصي دون حياء ليعلنوه على الملأ، وقد أثار الموضوع جدلاً أخلاقياً وقانونياً، فهل أصبحت خصوصيات الناس مستباحة إلى هذا الحد.؟
*كلمة ع الحائط: اتركوني طيراً مرّ اللحم وعصيّاً على الاصطياد.... لا تتركوني وحيداً وشاحباً كجلود الحقائب في المطارات... اتركوني قبل أن تفقدوني... لا تتركوني ... فليس لديّ ما أصرّح به غير حب الناس وكره السكوت.