غسان
16-10-2010, 12:00 PM
الصدقة" أول خطوة لعلاج البخل.. وتدليل الطفل السبب
مشى بخيل وابنه مع جنازة، وكانت امرأة تنوح وتصرخ إلى أين يذهبون بك؟ إلى بيت لا فراش فيه ولا غطاء؟ ولا خبز ولا ماء؟ فقال ابن البخيل لأبيه هل سيذهبون به إلى بيتنا؟.. تلك بعض حكايات الرجل البخيل التي دونها الجاحظ في كتابه الشهير "البخلاء"، والتي غالبا ما يتسلى بها الناس حيث يمتلئ الأدب العربي والعالمي بحكايات ونوادر البخلاء.. ولكن البخل -في الواقع- لم يعد عادة بائدة نتندر بها، ولكنه سلوك مرضي منتشر يهدد مستقبل العديد من الزوجات والأسر.
وكيف نتعامل مع البخيل، وما مدى صحة ما يقال من أن البخل مرض ليس له علاج؟ تلك الأسئلة أجاب عليها الدكتور محمد رمضان رئيس قسم علم النفس في أكاديمية شرطة دبي -في تقرير خاص لبرنامج "صباح الخير يا عرب"،
ويعرف الدكتور رمضان البخل بأنه مرض نفسي يتلذذ فيه المريض بالأخذ ويشقى بالعطاء، ويرى أن البخيل لا يشعر بالحب مطلقا؛ فهو يتسم بالبلادة الانفعالية، وبالتالي ينضم إلى الأمراض النفسية.
وقال الخبير النفسي فشخصية البخيل أنه يحب شيئين "الطعام والمال ولا يشعر بشبع منهما".
"مناع للخير"
واعتبر رئيس قسم علم النفس بأكاديمية شرطة دبي "أن الطفل المدلل الذي تعود على تلبية طلباته لا يستطيع العطاء، فهو أقرب إلى البخل، وبالتالي تقع المسؤولية على أولياء الأمور في تعليم الأطفال العطاء والأخذ، فالبخيل لا يمتنع فقط عن العطاء، بل يشعر بالتعب إذا رأى أشخاصا آخرين ميالين للعطاء، ويعطفون على الفقير، وذلك وفقا لسيكولوجية البخيل؛ فهو مناع للخير بعيد عن الله".
ونوه الدكتور رمضان بأن "البخل مرض نفسي معقد ومتشعب يرتبط بالمخاوف المرضية من أن الإنفاق صدقة أو زكاة يولد لديه شعورا بعدم قدرته على تحصيل المال مرة أخرى، بالإضافة إلى سيطرة الوساوس القهرية على عقله بأن عليه الاحتفاظ بماله".
ولفت ضيف "صباح الخير يا عرب" إلى "أن البخيل عندما يتجه إلى دفع صدقة، فهو يقوم بإخراجها أمام الناس ليؤكد فكرة أنه يؤدي واجباته ويدفع الزكاة؛ لكن هدفه الحقيقي هو المن والأذى، فهو يحاول إيصال فكرة أنه أعطى للفقير وفي نفس الوقت يمارس السيكوباتية في محاولة إيذائه، وهو قمة التصرفات العدوانية".
دور الوراثة
وعن دور الوراثة في تحديد الإصابة بهذا المرض النفسي العضال، يؤكد الدكتور رمضان أن "الوراثة لا تلعب دورا في مرض البخل، فهو اختيار نفسي وجودي ونوع من الراحة النفسية لتكوين مرضي، وهو الأخذ دون العطاء"، ودلل على ذلك بأننا قد نجد شخصين توأما أحدهما يكون كريما والآخر بخيلا.
ومن المواقف الطريفة التي يمر بها البخيل، بحسب رمضان، "اعتراف البخيل ببخله ومرضه، لكنه يرفض الخضوع لعلاج نفسي حتى لا يدفع أموالا، وقد يوافق على العلاج إذا دفع له الآخرون".
وللبخل أنواع، منها بخل الحماية، بحيث يكون البخيل كريما على ذاته وبخيلا على الآخرين، أما النوع الآخر فهو بخيل العواطف والمشاعر، وقد يتطور الأمر ليصبح بخلا في الحركة.
وفرق رئيس قسم علم النفس بين البخل والحرص؛ ولكنه أشار إلى أن زيادة الحرص قد تؤدي إلي البخل؛ فقد يفقد الإحساس تدريجيا حتى يصل إلى البخل، ووصف مريض البخل بأنه أكثر إنسان معذب في حياته".
وينصح الدكتور رمضان البخيل بالتوجه إلى العلاج النفسي مباشرة، محملا العبء على الأهل أيضا في إقناعه بالذهاب إلى الطبيب النفسي، مشيرا إلى أن العلاج يبدأ بتعويد المريض على حلاوة العطاء والمكسب الذي يتحقق من ورائه.
البخل في مصر
وأظهرت نتائج دراسة مصرية أجريت مؤخرا أن البخل مرض نفسي وتربوي، ويعتبر نوعا من أنواع افتقاد الإحساس بالأمن والأمان، ولهذا المرض بواعث عدة أهمها الحرمان في الصغر. وأوضحت الدراسة أن هناك نوعا من البخل ظهر عند الرجال بعد أن خرجت المرأة للعمل، وأصبح لها دخل ثابت، وفي هذه الحال يمتنع الرجل عن الإنفاق حتى تضطر زوجته للإنفاق بدلا منه.
مشى بخيل وابنه مع جنازة، وكانت امرأة تنوح وتصرخ إلى أين يذهبون بك؟ إلى بيت لا فراش فيه ولا غطاء؟ ولا خبز ولا ماء؟ فقال ابن البخيل لأبيه هل سيذهبون به إلى بيتنا؟.. تلك بعض حكايات الرجل البخيل التي دونها الجاحظ في كتابه الشهير "البخلاء"، والتي غالبا ما يتسلى بها الناس حيث يمتلئ الأدب العربي والعالمي بحكايات ونوادر البخلاء.. ولكن البخل -في الواقع- لم يعد عادة بائدة نتندر بها، ولكنه سلوك مرضي منتشر يهدد مستقبل العديد من الزوجات والأسر.
وكيف نتعامل مع البخيل، وما مدى صحة ما يقال من أن البخل مرض ليس له علاج؟ تلك الأسئلة أجاب عليها الدكتور محمد رمضان رئيس قسم علم النفس في أكاديمية شرطة دبي -في تقرير خاص لبرنامج "صباح الخير يا عرب"،
ويعرف الدكتور رمضان البخل بأنه مرض نفسي يتلذذ فيه المريض بالأخذ ويشقى بالعطاء، ويرى أن البخيل لا يشعر بالحب مطلقا؛ فهو يتسم بالبلادة الانفعالية، وبالتالي ينضم إلى الأمراض النفسية.
وقال الخبير النفسي فشخصية البخيل أنه يحب شيئين "الطعام والمال ولا يشعر بشبع منهما".
"مناع للخير"
واعتبر رئيس قسم علم النفس بأكاديمية شرطة دبي "أن الطفل المدلل الذي تعود على تلبية طلباته لا يستطيع العطاء، فهو أقرب إلى البخل، وبالتالي تقع المسؤولية على أولياء الأمور في تعليم الأطفال العطاء والأخذ، فالبخيل لا يمتنع فقط عن العطاء، بل يشعر بالتعب إذا رأى أشخاصا آخرين ميالين للعطاء، ويعطفون على الفقير، وذلك وفقا لسيكولوجية البخيل؛ فهو مناع للخير بعيد عن الله".
ونوه الدكتور رمضان بأن "البخل مرض نفسي معقد ومتشعب يرتبط بالمخاوف المرضية من أن الإنفاق صدقة أو زكاة يولد لديه شعورا بعدم قدرته على تحصيل المال مرة أخرى، بالإضافة إلى سيطرة الوساوس القهرية على عقله بأن عليه الاحتفاظ بماله".
ولفت ضيف "صباح الخير يا عرب" إلى "أن البخيل عندما يتجه إلى دفع صدقة، فهو يقوم بإخراجها أمام الناس ليؤكد فكرة أنه يؤدي واجباته ويدفع الزكاة؛ لكن هدفه الحقيقي هو المن والأذى، فهو يحاول إيصال فكرة أنه أعطى للفقير وفي نفس الوقت يمارس السيكوباتية في محاولة إيذائه، وهو قمة التصرفات العدوانية".
دور الوراثة
وعن دور الوراثة في تحديد الإصابة بهذا المرض النفسي العضال، يؤكد الدكتور رمضان أن "الوراثة لا تلعب دورا في مرض البخل، فهو اختيار نفسي وجودي ونوع من الراحة النفسية لتكوين مرضي، وهو الأخذ دون العطاء"، ودلل على ذلك بأننا قد نجد شخصين توأما أحدهما يكون كريما والآخر بخيلا.
ومن المواقف الطريفة التي يمر بها البخيل، بحسب رمضان، "اعتراف البخيل ببخله ومرضه، لكنه يرفض الخضوع لعلاج نفسي حتى لا يدفع أموالا، وقد يوافق على العلاج إذا دفع له الآخرون".
وللبخل أنواع، منها بخل الحماية، بحيث يكون البخيل كريما على ذاته وبخيلا على الآخرين، أما النوع الآخر فهو بخيل العواطف والمشاعر، وقد يتطور الأمر ليصبح بخلا في الحركة.
وفرق رئيس قسم علم النفس بين البخل والحرص؛ ولكنه أشار إلى أن زيادة الحرص قد تؤدي إلي البخل؛ فقد يفقد الإحساس تدريجيا حتى يصل إلى البخل، ووصف مريض البخل بأنه أكثر إنسان معذب في حياته".
وينصح الدكتور رمضان البخيل بالتوجه إلى العلاج النفسي مباشرة، محملا العبء على الأهل أيضا في إقناعه بالذهاب إلى الطبيب النفسي، مشيرا إلى أن العلاج يبدأ بتعويد المريض على حلاوة العطاء والمكسب الذي يتحقق من ورائه.
البخل في مصر
وأظهرت نتائج دراسة مصرية أجريت مؤخرا أن البخل مرض نفسي وتربوي، ويعتبر نوعا من أنواع افتقاد الإحساس بالأمن والأمان، ولهذا المرض بواعث عدة أهمها الحرمان في الصغر. وأوضحت الدراسة أن هناك نوعا من البخل ظهر عند الرجال بعد أن خرجت المرأة للعمل، وأصبح لها دخل ثابت، وفي هذه الحال يمتنع الرجل عن الإنفاق حتى تضطر زوجته للإنفاق بدلا منه.