the king
11-10-2010, 10:43 AM
في معظم الدراسات والإحصاءات التي تصدر سواء عن المنظمات الدولية أو المؤسسات الحكومية والخاصة فإننا لا نتفاجئ أن نرى أسماء الدول العربية تتصدر رأس القائمة إن كان الإحصاء يبدأ بالسلبي وينتهي بالإيجابي أو تتربع دائما على ذيلها إن كان يبدأ بالإيجابي وينتهي بالسلبي.
وهذا الترتيب المخزي حقيقة لم يعد مقتصراً على جانب واحد بعينه , بل أصبح شاملاً وجامعاً لكافة مناحي الحياة الإنسانية من بحث علمي وقراءة للكتاب والترجمة والإنتاج الفكري والأدبي مروراً إلى نسبة الأمية وتفشي الجهل ومصادرة الحريات العامة وحتى الرياضة بكافة أنواعها .....إلخ.
فعلى مستوى الإنفاق الحكومي على البحث العلمي تشير إحصاءات عام 2004 إلى أن إنفاق الدول العربية مجتمعة لم يتجاوز 1,7 مليار دولار أي ما نسبته 0,3 % من الناتج القومي الإجمالي .
وهو مبلغ يكاد لا يتجاوز ما تنفقه إحدى الجامعات الأمريكية وحدها كجامعة هارفارد مثلاً .
أما الطامة الكبرى لشعوبنا العربية فتتمثل في معدلات القراءة المتدنية جداً والتي يخجل المرء من ذكرها . حيث لا يتجاوز معدل قراءة الفرد العربي من الكتاب ربع صفحة سنوياً , بينما تصل إلى 11 كتاب للفرد الأمريكي و35 للأوروبي و40 كتاب للمستوطن الإسرائيلي في الكيان الصهيوني.
وتذكر منظمة اليونسكو في تقرير صادر لها أن معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز ما نسبته 7% ,وأن نصيب كل مليون عربي من الكتب لا يبلغ 30 كتاباً في حين أن هناك 584 كتاب لكل مليون أوروبي .
وأن عدد النسخ المطبوعة من الكتاب العربي يتراوح ما بين 1000 و 3000 نسخة في أعلى معدلاتها, بينما تصل إلى عشرات الآلاف في أمريكا وأوروبا
إن من أكثر الأشياء إيلاماً في حياتنا المجتمعية هي انتشار ثقافة ( القراءة لا تطعم خبزاً ) وهذه الثقافة - مع الأسف الشديد - باتت منتشرة بين خريجي الجامعات أي بين النخبة المحسوبة على الطبقة المثقفة وتلك النظرة المبطنة بالسخرية لمن يُشاهد يقرأ كتاباً بعد التخرج ناسين أو متناسين أن القراءة فعل حضاريٌ إنسانيٌ راق تسمو به النفوس وتطمئن به القلوب وتُهذب بها الأخلاق وهي كذلك ركنٌ أساسيٌ من أركان نهضة الأمم والشعوب .
وكذلك فإن محاولة تغييب رموز الفكر والأدب والإبداع عن المشهد الإعلامي وعن وعي الشباب العربي واستبدالهم بنجوم وهميين من مخرجات سوبر ستار وستار أكاديمي ليكونوا أنموذجاً لهم هي من أكثر العوامل التي تعمل هدماً ونسفاً لقيم الثقافة والقراءة والبحث عند هؤلاء الشباب .
فمن منهم لا يعرف سيرة حياة تامر حسني وهيفا ونانسي وشعبان عبد الرحيم وأليسا وغيرهم كثيرون في حين ينظرون إليك نظرة استغراب ودهشة إذا ما سألت أحدهم عن يوسف زيدان ورائعته عزازيل أو عن عبد الرحمن منيف وملحمته مدن الملح أو ادوارد سعيد بكل أعماله الرائعة أو غيرهم من الكتاب والمفكرين .
...
...
...
بقلم عدنان الضاهر
سيريا نيوز
وهذا الترتيب المخزي حقيقة لم يعد مقتصراً على جانب واحد بعينه , بل أصبح شاملاً وجامعاً لكافة مناحي الحياة الإنسانية من بحث علمي وقراءة للكتاب والترجمة والإنتاج الفكري والأدبي مروراً إلى نسبة الأمية وتفشي الجهل ومصادرة الحريات العامة وحتى الرياضة بكافة أنواعها .....إلخ.
فعلى مستوى الإنفاق الحكومي على البحث العلمي تشير إحصاءات عام 2004 إلى أن إنفاق الدول العربية مجتمعة لم يتجاوز 1,7 مليار دولار أي ما نسبته 0,3 % من الناتج القومي الإجمالي .
وهو مبلغ يكاد لا يتجاوز ما تنفقه إحدى الجامعات الأمريكية وحدها كجامعة هارفارد مثلاً .
أما الطامة الكبرى لشعوبنا العربية فتتمثل في معدلات القراءة المتدنية جداً والتي يخجل المرء من ذكرها . حيث لا يتجاوز معدل قراءة الفرد العربي من الكتاب ربع صفحة سنوياً , بينما تصل إلى 11 كتاب للفرد الأمريكي و35 للأوروبي و40 كتاب للمستوطن الإسرائيلي في الكيان الصهيوني.
وتذكر منظمة اليونسكو في تقرير صادر لها أن معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز ما نسبته 7% ,وأن نصيب كل مليون عربي من الكتب لا يبلغ 30 كتاباً في حين أن هناك 584 كتاب لكل مليون أوروبي .
وأن عدد النسخ المطبوعة من الكتاب العربي يتراوح ما بين 1000 و 3000 نسخة في أعلى معدلاتها, بينما تصل إلى عشرات الآلاف في أمريكا وأوروبا
إن من أكثر الأشياء إيلاماً في حياتنا المجتمعية هي انتشار ثقافة ( القراءة لا تطعم خبزاً ) وهذه الثقافة - مع الأسف الشديد - باتت منتشرة بين خريجي الجامعات أي بين النخبة المحسوبة على الطبقة المثقفة وتلك النظرة المبطنة بالسخرية لمن يُشاهد يقرأ كتاباً بعد التخرج ناسين أو متناسين أن القراءة فعل حضاريٌ إنسانيٌ راق تسمو به النفوس وتطمئن به القلوب وتُهذب بها الأخلاق وهي كذلك ركنٌ أساسيٌ من أركان نهضة الأمم والشعوب .
وكذلك فإن محاولة تغييب رموز الفكر والأدب والإبداع عن المشهد الإعلامي وعن وعي الشباب العربي واستبدالهم بنجوم وهميين من مخرجات سوبر ستار وستار أكاديمي ليكونوا أنموذجاً لهم هي من أكثر العوامل التي تعمل هدماً ونسفاً لقيم الثقافة والقراءة والبحث عند هؤلاء الشباب .
فمن منهم لا يعرف سيرة حياة تامر حسني وهيفا ونانسي وشعبان عبد الرحيم وأليسا وغيرهم كثيرون في حين ينظرون إليك نظرة استغراب ودهشة إذا ما سألت أحدهم عن يوسف زيدان ورائعته عزازيل أو عن عبد الرحمن منيف وملحمته مدن الملح أو ادوارد سعيد بكل أعماله الرائعة أو غيرهم من الكتاب والمفكرين .
...
...
...
بقلم عدنان الضاهر
سيريا نيوز