المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير رائع لمعنى الكبد


غسان
16-09-2010, 04:27 AM
لقد خلقنا الانسان في كبد



الانسان دوما في هذه الحياه يسعى لما يريح به نفسه وما يثلج به صدره ودوما لايجد هذا الانسان الشئ سهل ميسور...........

تجده في معاناة دائمه كلما خرج من باب ظهر له باب اخر
قيل معناها اي في تعب ومشقه من وقت نفخ الروح الى حين نزعها وقيل منها اشتقت المكابده وابن عمر قال يكابد الشكر على السراء
ويكابد الصبر على الضراء ...

لقد خلقنا الانسان في كبد في مكابدة ومشقة ، وجهد وكد ، وكفاح وكدح . . كما قال في السورة الأخرى : { يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه } . .
الخلية الأولى لا تستقر في الرحم حتى تبدأ في الكبد والكدح والنصب لتوفر لنفسها الظروف الملائمة للحياة والغذاء بإذن ربها وما تزال كذلك حتى تنتهي إلى المخرج ، فتذوق من المخاض إلى جانب ما تذوقه الوالدة ما تذوق . وما يكاد الجنين يرى النور حتى يكون قد ضغط ودفع حتى كاد يختنق في مخرجه من الرحم!
ومنذ هذه اللحظة يبدأ الجهد الأشق والكبد الأمر . يبدأ الجنين ليتنفس هذا الهواء الذي لا عهد له به ، ويفتح فمه ورئتيه لأول مرة ليشهق ويزفر في صراخ يشي بمشقة البداية! وتبدأ دورته الهضمية ودورته الدموية في العمل على غير عادة! ويعاني في إخراج الفضلات حتى يروض أمعاءه على هذا العمل الجديد! وكل خطوة بعد ذلك كبد ، وكل حركة بعد ذلك كبد . والذي يلاحظ الوليد عندما يهم بالحبو وعندما يهم بالمشي يدرك كم يبذل من الجهد العنيف للقيام بهذه الحركة الساذجة .
وعند بروز الأسنان كبد . وعند انتصاب القامة كبد . وعند الخطو الثابت كبد . وعند التعلم كبد . وعند التفكر كبد . وفي كل تجربة جديدة كبد كتجربة الحبو والمشي سواء!

ثم تفترق الطرق ، وتتنوع المشاق؛ هذا يكدح بعضلاته . وهذا يكدح بفكره . وهذا يكدح بروحه . وهذا يكدح للقمة العيش وخرقة الكساء . وهذا يكدح ليجعل الألف ألفين وعشرة آلاف . . وهذا يكدح لملك أو جاه ، وهذا يكدح في سبيل الله . وهذا يكدح لشهوة ونزوة . وهذا يكدح لعقيدة ودعوة . وهذا يكدح إلى النار . وهذا يكدح إلى الجنة . .
والكل يحمل حمله ويصعد الطريق كادحاً إلى ربه فيلقاه! وهناك يكون الكبد الأكبر للأشقياء . وتكون الراحة الكبرى للسعداء

الكبد طبيعة الحياة الدنيا . تختلف أشكاله وأسبابه . ولكنه هو الكبد في النهاية . فأخسر الخاسرين هو من يعاني كبد الحياة الدنيا لينتهي إلى الكبد الأشق الأمرّ في الأخرى . وأفلح الفالحين من يكدح في الطريق إلى ربه ليلقاه بمؤهلات تنهي عنه كبد الحياة ، وتنتهي به إلى الراحة الكبرى في ظلال الله .
على أن في الأرض ذاتها بعض الجزاء على ألوان الكدح والعناء . إن الذي يكدح للأمر الجليل ليس كالذي يكدح للأمر الحقير .

حياتك كلها كبد فأي كبد تختار واي الطريق تختار وفقني الله واياكم الى كل خير ..
اقرأ الموضوع مرة ثانية اجمل

manar
16-09-2010, 05:11 PM
موضوع شيق جزاك الله خيرً

the king
16-09-2010, 05:16 PM
جزاك الله خيرأ أخي حمودة

beautiful life
16-09-2010, 10:34 PM
يوجد جملة تقول (( لو لم تكـــن الحياة قاسية لمـــا ولدنا ونحن نبكي ))

رائعة ... بوركـــــــت يمناك

غسان
17-09-2010, 12:34 AM
الشكر موصول لكم
لمروركم الكريم