المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضيفكم الراحل .!!


غسان
02-09-2010, 12:54 AM
قريباً أعود إليكم

من أنت أيها السيد الوقور ؟


أنا

ضيفكم الراحل ، وزائركم المؤقت ، وناصحكم الأمين ، أنا ركن من أركان

الإسلام ، وقبس من نور الإيمان.

- أهلا وسهلا بك .. ما اسمك أيها الضيف الزائر ؟

اسمي رمضان ، ابن الزمان ، وحفيد الأيام ، و أخو شعبان.

- كم يبلغ عمرك ؟

عمري يقرب من ألف وأربعمائة وسبعة وعشرون 1427ه .


- من أين أتيت ؟

أتيت من عند الرحمن ، الذي خلق الإنسان ، وعلمه البيان .

- أين تسكن؟ يا حضرة الفاضل المحترم ؟

اسكن في قلوب المؤمنين ، وفي ديار المتقين ، وبجوار المحسنين .

-هل تعاني من أزمة السكن كما نعاني منها نحن هذه الأيام ؟

نعم ، لقد مررت بكل بيت وحللت في كل منزل ، ودفعت أغلى الأثمان ، فكان أن طردني البخلاء الأشقياء ،

وتجاهلني الأغنياء الأذلاء ، وعبس في وجهي التعساء الجهلاء ، ولكني لم

أيئس ، فقد بحثت عمن يحبونني من المؤمنين المحسنين ، والأتقياء

الصالحين ، فوجدتهم ينتظرون لقائي ، ويستعدون لاستقبالي


-وكم تقيم عندنا ؟

أيام معدودات … تسع وعشرون أو ثلاثون .

- ما هي مهنتك التي تمارسها في ديار الإسلام ؟

مهنتي هي الزراعة والصناعة والطب والتعليم

… أما الزراعة : فإنني أغرس الإيمان في القلوب ، وأزرع المحبة في

النفوس ، وابذر الأخلاق في الطباع ، واسقيها بماء الطهر والإخلاص ،

وأغذيها بشهد الفضيلة والإحسان ، فتنبت كل معاني الخير والاطمئنان ،

ونجني ثمار الفلاح والنجاح ، كما أنني أنزع شوك الحقد والغل والبغض

من الصدور ، وأقلع جذور الفساد والغش والحسد من النفوس فتنتج المحبة

والمودة والإخاء .

-ما أجمل هذه الزراعة وما أبركها … وما هي صناعتك

التي تمارسها ؟

إنني أصنع الأجسام القوية ، والنفوس الأبية ، والأرواح

الزكية ، وأصل ما تقطع بين الناس من أوصال ، وأجمع ما تفرق من

أشتات ، وأصهر الجميع في بوتقة العدل والمساواة ، فأنتج الأبطال

الأقوياء، والرجال الأشداء على الأعداء الرحماء فيما بينهم .

-يا لها من صناعة تدفع الأمة إلى الجهاد الذي به تقود العالم إلى الخير … وماهي

تجارتك ؟
تجارتي لن تبور ، فأنا أعطي الحسنات وأمحو السيئات ، فمن

تعامل معي .. ربح الجنة وفاز بالحياة ، ومن تنكر لي وغش .. خسر

البركة والخيرات .. وحبطت أعماله وكان من أولئك الذين اشتروا الضلالة

بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.

- وما هو طبك ؟

إنني اداوي الأجسام السقيمة ، والنفوس المريضة ، والعقول التائهة .. فأبعد عنها

كل ضعف وشح وشرك .. وأطهرها من أدران المادة ومن جراثيم الفساد

والضلال .

-و ماذا عن أدويتك وعلاجك ؟

أدويتي هي الصيام والقيام وذكر

الديان والعمل على طاعة الرحمن .

-وماذا تعلم الناس ؟

أعلمهم أن يسلكوا طريق الرشاد ، وأعودهم الجود والإحسان والرحمة والتسامح والأمانة والوفاء والصدق والصبر والتعاون والإخلاص .


- لقد عرفنا الكثير من مزاياك وازداد شوقنا إلى حديثك المفيد ، وكلامك الرشيد ، فهل لنا أن تزيدنا من علمك وتعرفنا على مزيد من فوائدك ؟


نعم ، أنا شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ، أنا شهر التوبة والغفران ، أنا في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .. من حرمها فقد حرم

الخير كله ، ولا يحرم خيرها

لا محروم … أنا الذي رافقت آباءكم المسلمين في معارك بدر و اليرموك وحطين .. فأعطيتهم القوة والعزيمة وعلمتهم الصبر والثبات فكان

النصر حليفهم والخذلان حليف عدوهم }.

- الآن وقد عرفناك جيدا وتذكرنا فضلك منذ القديم ، أنت الذي تزورنا في كل عام وتأتينا بالخير والبركات من خزائن الأرض والسماوات فأهلاً بك