المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خربشة


ياسمينة
21-11-2013, 01:16 PM
كان كلمة وطن بتعنيلي كتير اشياء حلوة، حتى لو ظاهرها مو حلو ..

وأنا ماشية بشوارعها حتى لو نص نضيفة، بطلع فيها بحب، وبحس بيوتها من جوا عم تحكي، وقت بشوف ضو شاعل بين عجقة بيوت عشوائية، بصير اتخيل العيلة الملمومة، الحب الي بيلمها .. لو بيّن انو بيتخانقو، بس ملمومين عالعشا ومكدوسة ولبنة وكاسة شاي .. أوقات بتخيل شلة شباب بعمر الصياعة عم يحكو عن بنات الجيران .

اوقات، زوجين عم ينقو ويحكو ومهدود حيلون من يوم طويل.

اوقات، بنت نازلة تزبيط بحالها او دردشة مع رفيقتها ساعات عالتلفون، على ولا شي وكل شي ، من تلطيشة الشباب بالطريق عالمدرسة ، لخناقة الانسة ، للرجعة عالبيت والشغل، وخناقاتها مع اخواتها .

اصفن بكل ضو، واتخيل حياة .. اطلع بوجوه العالم ، الي مبسوط ..الي مدايق ..الي تعبان. وحبون كلون .

الشوارع كانت تحكي .. الاكل كان يحكي ... حتى اشارات المرور والشرطة كانو يحكو .. كان كابوس أي سوري عجقة السير او مخالفة المرور .

ومرقت فترة على السوريين، الرعب الكامن ورا الكاميرا الي نزلت جديد، وحاملها شرطي المرور، بيصور السيارة المسرعة .. كان رعب حقيقي، مو مزحة ، وكان الشرطي حديث تندر عن اساليب الرشوة، وبنفس الوقت كل واحد يبرز ويحكي بطولاتو معو، شي صار وشي ما صار ..

هيك كنا .. كان إذا حدا حكى عن شوارع الشام وفشكلتها، ادايق، مع انو يكون معو حق .. حس ما عم يفهم شو قصدي، انا بشوف الشوارع بتحكي، الها ريحة .. سوريا عن جد الها ريحة، ريحة ملايين السنين .. بجوز هو ما شمها، بس كنت حسها، وشمها .. كل بلد الو هالة ، متل اي انسان ما الو هالة، هالة دمشق او سوريا حسها كبيرة.. ما امرق من ضيعة، او مدينة ، او شارع، الا وحس بهالشي، بس ما اقدر عبر عنو .

كل هاد كان قبل ..
بعد الثورة .. صار كل هدول الي يسببولي فرحة .. هنن مصدر وجعي ...
ما حدا بيقدر يتخيل اد ما حكينا ووصفنا حجم الدمار، الا الي بيشوفو كل يوم، بيحسو، بيلمسو ..
البيوت الي كنت شوف ضوها شاعل ، صارت مساواية بالارض ,. كتير منون صاروا انقاض، نص بيت، او بيت محروق، اسود فحمة .

ما عم اقدر اتخيل شو صار بالناس الي كانو فيها.. كيف تشردو، تيتمو، تهجرو، جاعو .. هالناس البسيطة الي ما الها حدا ، الي كانت مكدوسة تكفيون ، صارت المكدوسة حلم .. لقمة الخبز حلم .. الدوا حلم .. الشوارع عم تصرخ .. صدقا اوقات وانا ماشية بالطريق، وكانو ماشية على جسم حدا عايش، بحس هالطريق متل الجلد تبع البني ادم، بحس هاد جلد امي، سوريا ، وكلو اما قيح او محروق .

عم حس بالوجع كل خطوة.. وجع امي الي ساكتة، وكل مانو عم ينغرس خنجر فيها .. كل يوم خنجر جديد ، ووجع جديد .. اوقات ما عم حاول فكر..كل ما بفكر بتعب ... منحكي عن التفاؤل، الفرح .. بس وينو !!

كل تفصيلة كانت تفرحني، هلا بتوجعني ..
الوجوه الي كنت شوفها تعبانة، او مبسوطة، او حزينة ، هلا بشوفها ممكن كل هدول، بس في شي مشترك فيون كلياتون.. كلون خايفين، كلون يائسين، كلون ضايعين .
الفرحان لاي سبب، ضايع، الحزين لاي سبب، ضايع، التعبان لاي سبب، ضايع، اتفقنا واشتركنا كلياتنا بهالشي ..كلنا صرنا ضايعين ونحنا بنص وطنا .. وقت نسمع زقزقة عصفور او حمامة ، نستغرب ..لساتون موجودين!!
تعودنا على صوت الكلاب، الي كل يوم عم تكون شرسة اكتر، لانو صار غذائها لحم البشر .. كلو بسوريا، أي سوريا .. أي بلدي، الي تقطع وعم يتقطع .

ما عم شم غير ريحة الدم والعفونة.. بكل شي، اما دم او عفونة .. اما دم الشهداء او عفونة النفوس .. يا رب الرحمة .

ياسمينة
21-11-2013, 01:22 PM
هو صحيح الموضوع اسمو خربشة بس مو لدرجة اكتبو ونزلو وفورا يطير مدري هو مدري الموقع بعد دقايق ... :confused2:

omar1964
21-11-2013, 02:57 PM
شكرا ياسمينة
ضلي خربشي
حلوة كتير الخربشة ..!!!

Sana
22-11-2013, 12:26 AM
كلمات معبرة و مؤثرة جدا ...
عم تحكي عن وجعنا كلنا .... وجع كل سوري ...
سواء كان برات سوريا ... او جواتها !

بس يمكن يلي جواتها أكتر ....
لانو هنن عايشين المآسي واقعيا و عم يشوفوها بـ عيونهم كل يوم !



التفاصيل يلي عم تحكي عنها ... و يلي صارت توجعنا ....
وجعها مرتبط ... بـ شدة حبنا و تعلقنا فيها !

و على الرغم من كونها موجعة .... بنحبها .... و رح نبقى نحبها ....
و ما في شي بـ الدنيا ممكن يغنينا أو يعوضنا عنها ...!



بـ النسبة لـ ريحة الدم و العفونة .... صح للأسف موجودين :(
بس ما فينا ننسى أنو لسا في ريحة ياسمين ....
و لسا في عبق أصيل لـ النفوس الطيبة .....

ريحة الياسمين ... و عبق النفوس الطيبة ....
رح يغلبوا " بإذن الله " .... ريحة الدم و العفونة ....

هاد أملنا بـ رب العالمين ....
يلي شايف و شاهد على كل شي ....
و بـ التالي ثقتنا بـ قدرتو و حكمتو و عدالتو ...
رح يبقى يزرع جواتنا التفاؤل دايما .....

التفاؤل و الامل الضروري جدا .....
لنرجع نعمر بلدنا ...
و ترجع تفاصيلها تفرحنا من جديد " مع انو لسا لهلأ بتفرحنا رغم وجعها " ....



و متل ما قلتي .... كلنا " مع اختلاف ردود أفعالنا و حالاتنا " ...
بيجمعنا شي مشترك ..... احساسنا بـ الضياع و الوجع *_*


الله يفرج عن الجميع ....
و الله يعوض صبر السوريين ... خير
و ضياعهم .... استقرار







كتري قد ما فيكي من الخربشات ...
بس بـ شرط تخلينا نقراهم ...
مو تخربشي بينك و بين حالك ...
لانو بـ هالحالة ما رح نستفيد شي ! هههههه



دمتي مخربشة ..
حساسة .. و لكن مع نتفة تفاؤل ^_^

ياسمينة
23-11-2013, 12:45 PM
شكرا ياسمينة

ضلي خربشي
حلوة كتير الخربشة ..!!!

شكرا :)
حبيت انو عجبتك خربشتي
حاضر رح ضل خربش

ياسمينة
23-11-2013, 12:51 PM
كتري قد ما فيكي من الخربشات ...
بس بـ شرط تخلينا نقراهم ...
مو تخربشي بينك و بين حالك ...
لانو بـ هالحالة ما رح نستفيد شي ! هههههه



دمتي مخربشة ..

حساسة .. و لكن مع نتفة تفاؤل ^_^

شكرا حبيبتي عل كل كلامك .. كلنا موجوعين وكل واحد بيعبر بطريقتو .. اكيد في أمل بس الألم اوقات بيطغى والعكس صحيح الحمد لله عل كل شي
هلأ انا بخربش بس ما بقدر شاركون دايما.. هي اكتر خربوشاية بتنحط هون بدون ما تسبب مشاكل للموقع والادارة ;)
ودمت رقيقة وحساسة ومتفائلة بأذن الله :)

BROKER
23-11-2013, 04:46 PM
وجع كبير مافينا نقدر حجمه
وكل واحد بقول "انا احسن من غيري" يمكن هالكلمة عم تصبرو

اللـــه يفرجها

شكرا لخربشاتك

لقماان
23-11-2013, 10:16 PM
ما كل ما تخربشه ياسمين ندركه ...
...............................................تجر ي الرياح بما لا تشتهي السفن..........

ياسمينة
24-11-2013, 01:55 PM
كليك
هل تعلمون أن لسوريا الآن منظرا آخر



المشهد، قمة قاسيون،



سابقا:



صباحا، لوحة بانورامية لدمشق ،



مساءا، وكأن عقدا من اللؤلؤ قد نثر



الخلفية الموسيقية، أصوات المآذن، وأجراس الكنائس ويتردد الصوت كالصدى..



لوحة فنية بامتياز تمثل الجمال



الآن :



صباحا، لوحة بانورامية ضبابية لدمشق، ترى اعمدة دخان مختلفة تتصاعد حسب المنطقة المستهدفة ،



مساءا، سواد يلف معظم المناطق وكأن دمشق تلبس ثوب الحداد .



الخلفية الموسيقية، اصوات للمآذن والكنائس، مصحوبة باصوات قذائف الهاون متفاوتة الشدة ..



لوحة فنية بامتياز تمثل الحزن



~



المشهد،الاتوستراد الدولي دمشق – حمص ،



سابقا:



طريق مليء بالسيارات والشاحنات والبولمانات كل ساعات اليوم



كان للسفر بحد ذاته متعة، ان كان بسيارة خاصة او ببولمان وكأنك في رحلة



تنتظر الاستراحة لتتناول سندويشة جبنة وكأسا من الشاي، مع أن الطعمة عادية، ولكن الحالة ككل تدعوك للتفاعل



منهم من يكتفي بشراء بيسكويت واكياس شيبس



منهم من يفضل الوقوف عند طيبة لتناول وشراءالهريسة التي تشتهر بها



اخرين يفضلون تناول الغداء لان لديهم تشكيلة واسعة من الماكولات



في بداية الطريق، المنظر موحد لينتهي حسب المنطقة بطبيعة سورية الغنّاء



كان للسفر حالة خاصة



عدة ساعات من الفرح المتواصل ..



لوحة تمثل المتعة



الآن :



طريق يكاد يكون مهجور صباحا، وكالاشباح ليلا



اصبح التفكير في السفر يبعث على الخوف والذعرمن المصائب التي تنتظرك في الطريق



الوصول لنقطة انطلاق البولمان بحد ذاته معاناة، تضطر للخروج قبل موعد المغادرة بساعتين حتى لا تتأخر عن الموعد



ممكن أن تصل لوجهتك بعشر دقائق، ممكن ساعتين،حسب الحاجز الذي تمر منه



السرعة بأقصى حد ممكن ومحاولة عدم الوقوف بأية منطقة للخطر الكامن في كل مكان



تحاولان تخبئ سندويشة من منزلك لأنك لا تدرك ما الوقت اللازم للسفر



ممكن أن تجلس ساعات على حاجز ما أو في منطقة معينة لان منطقة أخرى مشتعلة وممكن أن تعود أدراجك مع أن ما يفصلك عن وجهتك فقط ربع ساعة



ممكن أن تقطع ساعتين من طريق سفرك وتعود ادراجك خائبا



ممكن أن يصادف مرورك في منطقة مشتعلة دون سابق إنذار وتمر بين الرصاص والقذائف والصواريخ



ممكن أن تضطر لإيقاف سيارتك والترجل مشيا على الأقدام



ممكن أن تكون مصابا وتموت لأنك لم تجد من يسعفك



المناظر بدل الطبيعة التي تستقبلك .. مشهد ممعن في مأساويته، أشجارا محروقة أو حقلا من السواد نتيجة الأعشاب المحروقة



منازل، شركات السيارات كلها أصبحت خرابة على طرفي الطريق



مناطق كالقابون وحرستا ودوما كانت تضم اكثرمن نصف مليون نسمة، أصبحت خاوية



تمر من أمام طيبة، تراها قد سويت بالأرض، ولاتشعر إلا بدمعة لا شعوريا قد استقرت في خدك



أصبح السفر مشروع موت مؤجل



عدة ساعات من الخوف المتواصل



لوحة تمثل الحرب

ياسمينة
24-11-2013, 01:57 PM
الاخوة رامي ولقمان
مروركم يسعدني

ياسمينة
27-03-2014, 04:43 PM
كل سوريّ لديه وجعه الخاص ، منذ فترة كنت اعتقد ان كل أحد منا هوقنبلة متحركة من الألم أو الحقد أو الكره ، ولكن مع مرور الوقت أصبحنا كتلة من التعب، بنظرة بسيطة إلى كل السوريين ستجدهم مجتمعين قد فقدوا بريق أعينهم .

وصلنا إلى الحد الذي فقدنا فيه إحساسنا بالفرح لأي انتصار آني، عندمايحدثوننا عن انتصارات تتحقق تجدنا نسمعها وكأن خبرا يمس دولة أخرى، أو عني شخصياعلى الأقل، لكثرة الطعنات التي أكلتها سوريا، أصبحت لا انتظر فرجا قريبا، كما كنت حالمة في البداية .

استطاعوا الدخول إلى أحلام كل منّا واغتياله، أو اغتيال تلك الشرارة التي كانت تشعلنا حماسة عند كل انتصار، أو قهر عند كل مصيبة .

أصبحت أبتعد عن سماع الأخبار، وقد وجدت أن كثيرين مثلي أصبحوا يتجنبون الدخول في التفاصيل لهول المأسآة .

مع أن كلماتي سلبية ولكنها أنا من الداخل التي أهرب منها دوما .