omar1964
08-05-2013, 09:02 PM
الانترنت و الطنْبر
في ثمانينات القرن الماضي عندما كنت طالبا في جامعة دمشق . كان تحقيق اتصال هاتفي آنذاك من مركز الهاتف و البريد مع الأهل في مدينتي التي لا تبعد أكثر من مسافة ثلاث ساعات في باص الهوب الهوب , يعتبر انجازا حضاريا عظيما يدعوني للفخر و الزهو على زملائي . و الآن بعد مضيّ هذا الزمن حُلتْ مشكلة الهاتف . و لا أدري متى ستُحل مشكلة الانترنت المستعصية هذا إن كانت ستُحل أصلاً .
فكلما جلست أمام جهاز الكمبيوتر و حاولت استخدام الانترنت للدخول إلى هذا العالم المجهول و البحر الواسع أتذكر ( الطنبر ) فأحيانا يستغرق الدخول إلى الفيس بوك أكثر من ربع ساعة و أكثر الأحيان لا يمكن الدخول . رغم اشتراكي بخط asdn و بوابة adsl و مودم سيرف و تجريبي أنواع متعددة من البطاقات , لكن السرعة تبقى محدودة و الطريق أكثر الأحيان مسدودة و المواقع ( أغلبها ) مرصودة .
على كل حال إذا نجحت بالدخول أكاد لا أستطيع أن أفرق بين سرعة الطنبر الذي كان يستخدمه أجدادنا و سرعة الانترنت الحالية في بلادنا.
لا أدري إذا كنت أظلم ( الطنبر أو الحنتور أو العرباية ) و هي عدة أسماء لسيارة العهود السابقة بمقارنتها مع الانترنت الحالية لدينا . أود أن تلاحظوا أن هذه العربة غيرت مجريات معارك و حروب في التاريخ القديم و أثرت في مصائر أمم و شعوب .كما تغير الانترنت اليوم مستقبل عدد من الأمم و الشعوب في الكثير من البلدان .
و للطنبر أنواع و أشكال حسب الحالة المادية لصاحبه أو وضعه الاجتماعي فإما أن يجره حصان يختال بنفسه ,أو بغل يفتخر بأخواله , أو حمار لا يحق له أن يفتخر بأحد ( مسكين ). و هو إما أن يكون ملكية خاصة أو مستأجرا " سكا رسا " لمدة محدودة و طبعاً لا يحتاج إلى ترسيم و لا وقود و لا زيت و لا يخضع لضريبة الرفاهية ... و لا يتطلب شهادة سواقة من أي فئة , ولا حتى حزام أمان . و عندما يحرن الحيوان الذي يجر الطنبر فلا يمكن بأي شكل إعادته إلى العمل و لا تنفع كل المحاولات معه , فلا الجزرة تنفع و لا العصى تستطيع , حتى يعود للعمل من تلقاء نفسه. و الانترنت أيضا عندما ُتقطعْ و كثيراً ما ُتقطعْ هذه الأيام لا ينفع معها أي شيء .حتى تعود من تلقاء نفسها ... أو من تلقاء أنفسهم ..
و الانترنت إما أن تكون سيرف يفترض أن سرعته تعادل سرعة الصاروخ أو dsl تعادل سرعتها الطائرة أو بطاقة عادية تعادل سرعتها سرعة سيارة قديمة متهالكة .أو أن تضحي بخصوصيتك و تذهب إلى الصالة .
على ما يبدو أن عملية قطع الانترنت عن بعض المناطق و عملية إبطاء سرعة البيانات في كل المناطق مقصودة و مدروسة بهدف حماية المواطنين , من التأثير السلبي لكثرة استعمال الانترنت , و حثهم على ممارسة الرياضة الجسدية و تحريك عضلات الجسم تطبيقا لمبدأ العقل السليم في الجسم السليم . و أيضا لكي يتيحوا للناس وقت و فرصة لمتابعة البرامج الثقافية و الفكرية و التحليلات السياسية العميقة و العظيمة التي يلقيها علينا محللو الرائي بكافة قنواته الرسمية و شبه الرسمية و حتى التي تعمل بالقطعة والبرنامج و الخبر .
أحد الأصدقاء الظرفاء قال لي ساخرا ما شأنك و الانترنت فهل وقف الأمر عليها . فنحن قوم من شيمنا الذهاب إلى النبع عندما يجف للوقوف على جفافه و البكاء على أيام خلت كانت مياهه تجري في حقولنا . فلماذا جف رغم أن الثلوج تعتمر قمم جبالنا .
...........
في ثمانينات القرن الماضي عندما كنت طالبا في جامعة دمشق . كان تحقيق اتصال هاتفي آنذاك من مركز الهاتف و البريد مع الأهل في مدينتي التي لا تبعد أكثر من مسافة ثلاث ساعات في باص الهوب الهوب , يعتبر انجازا حضاريا عظيما يدعوني للفخر و الزهو على زملائي . و الآن بعد مضيّ هذا الزمن حُلتْ مشكلة الهاتف . و لا أدري متى ستُحل مشكلة الانترنت المستعصية هذا إن كانت ستُحل أصلاً .
فكلما جلست أمام جهاز الكمبيوتر و حاولت استخدام الانترنت للدخول إلى هذا العالم المجهول و البحر الواسع أتذكر ( الطنبر ) فأحيانا يستغرق الدخول إلى الفيس بوك أكثر من ربع ساعة و أكثر الأحيان لا يمكن الدخول . رغم اشتراكي بخط asdn و بوابة adsl و مودم سيرف و تجريبي أنواع متعددة من البطاقات , لكن السرعة تبقى محدودة و الطريق أكثر الأحيان مسدودة و المواقع ( أغلبها ) مرصودة .
على كل حال إذا نجحت بالدخول أكاد لا أستطيع أن أفرق بين سرعة الطنبر الذي كان يستخدمه أجدادنا و سرعة الانترنت الحالية في بلادنا.
لا أدري إذا كنت أظلم ( الطنبر أو الحنتور أو العرباية ) و هي عدة أسماء لسيارة العهود السابقة بمقارنتها مع الانترنت الحالية لدينا . أود أن تلاحظوا أن هذه العربة غيرت مجريات معارك و حروب في التاريخ القديم و أثرت في مصائر أمم و شعوب .كما تغير الانترنت اليوم مستقبل عدد من الأمم و الشعوب في الكثير من البلدان .
و للطنبر أنواع و أشكال حسب الحالة المادية لصاحبه أو وضعه الاجتماعي فإما أن يجره حصان يختال بنفسه ,أو بغل يفتخر بأخواله , أو حمار لا يحق له أن يفتخر بأحد ( مسكين ). و هو إما أن يكون ملكية خاصة أو مستأجرا " سكا رسا " لمدة محدودة و طبعاً لا يحتاج إلى ترسيم و لا وقود و لا زيت و لا يخضع لضريبة الرفاهية ... و لا يتطلب شهادة سواقة من أي فئة , ولا حتى حزام أمان . و عندما يحرن الحيوان الذي يجر الطنبر فلا يمكن بأي شكل إعادته إلى العمل و لا تنفع كل المحاولات معه , فلا الجزرة تنفع و لا العصى تستطيع , حتى يعود للعمل من تلقاء نفسه. و الانترنت أيضا عندما ُتقطعْ و كثيراً ما ُتقطعْ هذه الأيام لا ينفع معها أي شيء .حتى تعود من تلقاء نفسها ... أو من تلقاء أنفسهم ..
و الانترنت إما أن تكون سيرف يفترض أن سرعته تعادل سرعة الصاروخ أو dsl تعادل سرعتها الطائرة أو بطاقة عادية تعادل سرعتها سرعة سيارة قديمة متهالكة .أو أن تضحي بخصوصيتك و تذهب إلى الصالة .
على ما يبدو أن عملية قطع الانترنت عن بعض المناطق و عملية إبطاء سرعة البيانات في كل المناطق مقصودة و مدروسة بهدف حماية المواطنين , من التأثير السلبي لكثرة استعمال الانترنت , و حثهم على ممارسة الرياضة الجسدية و تحريك عضلات الجسم تطبيقا لمبدأ العقل السليم في الجسم السليم . و أيضا لكي يتيحوا للناس وقت و فرصة لمتابعة البرامج الثقافية و الفكرية و التحليلات السياسية العميقة و العظيمة التي يلقيها علينا محللو الرائي بكافة قنواته الرسمية و شبه الرسمية و حتى التي تعمل بالقطعة والبرنامج و الخبر .
أحد الأصدقاء الظرفاء قال لي ساخرا ما شأنك و الانترنت فهل وقف الأمر عليها . فنحن قوم من شيمنا الذهاب إلى النبع عندما يجف للوقوف على جفافه و البكاء على أيام خلت كانت مياهه تجري في حقولنا . فلماذا جف رغم أن الثلوج تعتمر قمم جبالنا .
...........