ado
22-12-2009, 08:13 AM
بورصة سعر استمارة الدعم المجانية تشتعل.. الحصول على الشيكات قيـــد الانتظـــارhttp://www.iqtissadiya.com/iqcontent/Untitled21_b.jpg
الناس يريدون الحصول على الدعم.. وبعد تأخر.. تم بدء التوزيع بشكل غير متكافئ ومتوازن وهذا ما أحدث الإرباك في أيام توزيع الدعم الأولى، كيف يمكن لنا أن نجمع بسهولة بالغة بين متناقضات عدة.. ازدحام الناس بالمئات في مراكز توزيع الدعم... وتذمر من عدم توزيع المراكز الشيكات.. تارة نقطع شوطا لا بأس به وتارة ننتظر، فهل يستحق مبلغ عشرة آلاف ليرة كل هذا الانتظار أمام مركز توزيع شيكات دعم المازوت في مركز لديه لجنة واحدة فقط مؤلفة من ثلاثة أشخاص، مهمتهم تدقيق المعلومات الموجودة لآلاف المواطنين من استمارات وتحرير الشيكات وفي كل الأحوال فإن توزيع الشيكات لن يستغرق سنوات، وإنما أشهر عزيزي المواطن؟!.
وبعيداً عن الازدحام الموجود فإن الاستمارة المجانية (تعهد خطي) شهدت هبوطاً وارتفاعاً من خلال الأيام الأولى من التوزيع 10 إلى 50 ليرة بعد تصويرها وبيعها للناس لكنها تجاوزت عتبة الـ 200 ليرة سورية في الساعات الأولى، وعلاوة على المتاجرة بالاستمارات، فإن وضع توزيع الشيكات غير مرض على الإطلاق، وهل سيبقى المواطن على أبواب المراكز قبل أن ينقضي فصل الشتاء؟.akh1
وفي جولة لـ«الاقتصادية» على مراكز دعم المازوت في دمشق وريفها تبين أنه لم يتم التوزيع أو تأخر وفي مراكز أخرى تم التأجيل إلى اليوم الأحد.
ففي مركز المزة كان المواطنون ممتعضين لأن وقت العمل بتوزيع الشيكات ينتهي عند الساعة الثانية عشرة، وهكذا لم يتسن سوى توزيع 100 استمارة (تعهد خطي) أما توزيع الشيكات فكان أكثر هزلاً، حيث لم يحظ سوى 12 شخصاً بالشيكات.cr
فوضى ومشاجرات
لكن حال الضواحي لم يكن أفضل من دمشق ففي داريا لم يستقبل المركز المعتمد في بناء بلدية داريا أي مواطن بدعوى أن اللجنة لم تستلم معداتها كاملة نتيجة الضغط في المحافظة ليتحول المركز الثاني المعتمد في بناء مصلحة زراعة داريا إلى قبلة الكثير من المواطنين ليتسبب الإقبال الكبير في حالة من الفوضى وصلت إلى حد طلب الشرطة لضبط الأمور فما كان من الشرطة إلا الاكتفاء بعدد من المواطنين وتأجيل باقي المواطنين إلى اليوم الأحد.
أما مدينة جديدة عرطوز فلم تكن أفضل حالاً من سابقاتها نتيجة عدم فتح باب المركز المعتمد في مركز الهاتف الآلي أمام المواطنين بدعوى أن اللجنة المكلفة غير مؤهلة لتوزيع الاستمارات بحسب رئيس المركز المكلف.
وفي بلدية قطنا بدئ بتسليم الشيكات حسب الموعد المقررلها، لكن المشهد أمام البلدية يوصف بالازدحام الشديد للمواطنين بسبب مجيء المواطنين من البلدات المجاورة إلى قطنا، وفي أشرفية صحنايا وجديدة عرطوز لاحظنا وجود نافذتين في المركز نفسه، حيث خصص منفذ لذوي الدخل المحدود ومنفذ آخر لـ الأقارب والأصدقاء واللجان مشغولة.
وشهدت بعض مراكز ريف دمشق غياب الشرطة المسؤولة عن تنظيم دور المراجعين الأمر الذي أدى إلى حدوث حالة من الفوضى ومشاجرات بين المراجعين، وتقوم بعض المراكز بالتعامل مع مكاتب خاصة لتقديم الاستمارة حيث تتراوح تكلفتها بين 25-50 ليرة سورية إضافة إلى سوء معاملة اللجان للمواطنين.
رائحة البدل النقدي
تذكروا هذا الأيام جيداً، فربما نروي وقائعها بعد عشر سنوات لأبنائنا ببعض من التندر وكثير من الشجون بعد إخفاق تجربة «البونات» وارتفاع مؤشرات التضخم كنتيجة حتمية لفرق الأجور والأسعار، وقبل قدوم الشتاء كانت معظم الأسر تصبح وتمسي على سيرة المازوت من ربّات البيوت وأولي الأمر والشباب وكل من يعيل أسرة، تُرى متى سوف تدعو الحكومة أرباب الأسر لمراجعة مراكز توزيع الشيكات وربما لا شيء، لكن من نراجع وكيف؟ ضمن حلقات من مسلسل سيظل الشغل الشاغل لملايين السوريين منذ أشهر طويلة وطويلة وتحديداً منذ فاحت رائحة البدل النقدي.
في العام الماضي أثار نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد اللـه الدردري فكرة تقديم دعم نقدي للأسر بدلاً من القسائم، على حين روّج وزير آخر فكرة بطاقات ذكية تمكن الجميع من شراء كميات محدودة من المازوت المدعوم، على حين يتعين على كبار المستهلكين دفع سعر السوق.
ولعل التفكير بإعطاء بدل نقدي للأسر السورية كجزء من دعم المحروقات لن يختلف كثيراً عن البونات وربما يشكل عبئاً أكبر على خزينة الدولة في ظل عدم التمييز بين الفقراء والأغنياء وغياب قواعد البيانات والمعلومات حول تحديد من يستحق الدعم، على أن الطاقة ليست البند الوحيد الذي تعاني منه الأسر الفقيرة، فهناك متطلبات أخرى كالصحة والتعليمmad، ويجب إعطاء دعم مادي ضمن حزمة أوسع، وربما تستمر هذه المرحلة الانتقالية سنوات قبل أن يتم تحديد الشرائح التي تستحق الدعم عبر حزم الأمان الاجتماعي.
الناس يريدون الحصول على الدعم.. وبعد تأخر.. تم بدء التوزيع بشكل غير متكافئ ومتوازن وهذا ما أحدث الإرباك في أيام توزيع الدعم الأولى، كيف يمكن لنا أن نجمع بسهولة بالغة بين متناقضات عدة.. ازدحام الناس بالمئات في مراكز توزيع الدعم... وتذمر من عدم توزيع المراكز الشيكات.. تارة نقطع شوطا لا بأس به وتارة ننتظر، فهل يستحق مبلغ عشرة آلاف ليرة كل هذا الانتظار أمام مركز توزيع شيكات دعم المازوت في مركز لديه لجنة واحدة فقط مؤلفة من ثلاثة أشخاص، مهمتهم تدقيق المعلومات الموجودة لآلاف المواطنين من استمارات وتحرير الشيكات وفي كل الأحوال فإن توزيع الشيكات لن يستغرق سنوات، وإنما أشهر عزيزي المواطن؟!.
وبعيداً عن الازدحام الموجود فإن الاستمارة المجانية (تعهد خطي) شهدت هبوطاً وارتفاعاً من خلال الأيام الأولى من التوزيع 10 إلى 50 ليرة بعد تصويرها وبيعها للناس لكنها تجاوزت عتبة الـ 200 ليرة سورية في الساعات الأولى، وعلاوة على المتاجرة بالاستمارات، فإن وضع توزيع الشيكات غير مرض على الإطلاق، وهل سيبقى المواطن على أبواب المراكز قبل أن ينقضي فصل الشتاء؟.akh1
وفي جولة لـ«الاقتصادية» على مراكز دعم المازوت في دمشق وريفها تبين أنه لم يتم التوزيع أو تأخر وفي مراكز أخرى تم التأجيل إلى اليوم الأحد.
ففي مركز المزة كان المواطنون ممتعضين لأن وقت العمل بتوزيع الشيكات ينتهي عند الساعة الثانية عشرة، وهكذا لم يتسن سوى توزيع 100 استمارة (تعهد خطي) أما توزيع الشيكات فكان أكثر هزلاً، حيث لم يحظ سوى 12 شخصاً بالشيكات.cr
فوضى ومشاجرات
لكن حال الضواحي لم يكن أفضل من دمشق ففي داريا لم يستقبل المركز المعتمد في بناء بلدية داريا أي مواطن بدعوى أن اللجنة لم تستلم معداتها كاملة نتيجة الضغط في المحافظة ليتحول المركز الثاني المعتمد في بناء مصلحة زراعة داريا إلى قبلة الكثير من المواطنين ليتسبب الإقبال الكبير في حالة من الفوضى وصلت إلى حد طلب الشرطة لضبط الأمور فما كان من الشرطة إلا الاكتفاء بعدد من المواطنين وتأجيل باقي المواطنين إلى اليوم الأحد.
أما مدينة جديدة عرطوز فلم تكن أفضل حالاً من سابقاتها نتيجة عدم فتح باب المركز المعتمد في مركز الهاتف الآلي أمام المواطنين بدعوى أن اللجنة المكلفة غير مؤهلة لتوزيع الاستمارات بحسب رئيس المركز المكلف.
وفي بلدية قطنا بدئ بتسليم الشيكات حسب الموعد المقررلها، لكن المشهد أمام البلدية يوصف بالازدحام الشديد للمواطنين بسبب مجيء المواطنين من البلدات المجاورة إلى قطنا، وفي أشرفية صحنايا وجديدة عرطوز لاحظنا وجود نافذتين في المركز نفسه، حيث خصص منفذ لذوي الدخل المحدود ومنفذ آخر لـ الأقارب والأصدقاء واللجان مشغولة.
وشهدت بعض مراكز ريف دمشق غياب الشرطة المسؤولة عن تنظيم دور المراجعين الأمر الذي أدى إلى حدوث حالة من الفوضى ومشاجرات بين المراجعين، وتقوم بعض المراكز بالتعامل مع مكاتب خاصة لتقديم الاستمارة حيث تتراوح تكلفتها بين 25-50 ليرة سورية إضافة إلى سوء معاملة اللجان للمواطنين.
رائحة البدل النقدي
تذكروا هذا الأيام جيداً، فربما نروي وقائعها بعد عشر سنوات لأبنائنا ببعض من التندر وكثير من الشجون بعد إخفاق تجربة «البونات» وارتفاع مؤشرات التضخم كنتيجة حتمية لفرق الأجور والأسعار، وقبل قدوم الشتاء كانت معظم الأسر تصبح وتمسي على سيرة المازوت من ربّات البيوت وأولي الأمر والشباب وكل من يعيل أسرة، تُرى متى سوف تدعو الحكومة أرباب الأسر لمراجعة مراكز توزيع الشيكات وربما لا شيء، لكن من نراجع وكيف؟ ضمن حلقات من مسلسل سيظل الشغل الشاغل لملايين السوريين منذ أشهر طويلة وطويلة وتحديداً منذ فاحت رائحة البدل النقدي.
في العام الماضي أثار نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد اللـه الدردري فكرة تقديم دعم نقدي للأسر بدلاً من القسائم، على حين روّج وزير آخر فكرة بطاقات ذكية تمكن الجميع من شراء كميات محدودة من المازوت المدعوم، على حين يتعين على كبار المستهلكين دفع سعر السوق.
ولعل التفكير بإعطاء بدل نقدي للأسر السورية كجزء من دعم المحروقات لن يختلف كثيراً عن البونات وربما يشكل عبئاً أكبر على خزينة الدولة في ظل عدم التمييز بين الفقراء والأغنياء وغياب قواعد البيانات والمعلومات حول تحديد من يستحق الدعم، على أن الطاقة ليست البند الوحيد الذي تعاني منه الأسر الفقيرة، فهناك متطلبات أخرى كالصحة والتعليمmad، ويجب إعطاء دعم مادي ضمن حزمة أوسع، وربما تستمر هذه المرحلة الانتقالية سنوات قبل أن يتم تحديد الشرائح التي تستحق الدعم عبر حزم الأمان الاجتماعي.