ابراهيم طاهر
27-12-2012, 11:36 AM
مذكرات من الأزمة السورية ( غلي الدولار )
يوم الاثنين بتاريخ 24 /12 / 2012 كنت في إجازة من عملي فأردت أن أقوم بجولة تسويقية استطلاعية ترفيهية في دمشق فمررت من أمام المصرف التجاري السوري في بوابة الصالحية فكان ازدحام شديد بداخله والناس يضعوا رصيد سوري من اجل شراء يورو كان السعر بحدود 113 ليرة لليورو الواحد فكان اغلب من يصرف من المواطنين البسطاء , فرأيت صاحب بسطة خضار في سوق الجمعة ورأيت العتال ورأيت مجموعة من النساء البسيطات ينادين بعضهن بأسماء قديمة وجميلة منها خجو وفاطمة وزهرية وازدهار يبدين على وجوههن الفقر لكنني شاهدت امرأة مسنة اعرفها اسمها خجو الداية هي القابلة التي ولدت أنا على يدها في السبعينات وهي تعرفني لأنها كانت تزور المرحومة والدتي دوما" في منطقة الروضة وبعد السلام عليها سألتها لما اليورو فقالت ليس لي هي لتاجر واغلب الناس الموجودين هنا يشتروا اليورو على هويتهم من مال تجار في الصالحية وسوق الحميدية ويأخذوا عمولتهم من التجار بحدود خمسة ألاف ليرة وهذه النسوة اعرفهن فهذه المرآة اسمها ازدهار وهذه عيشة و فوزية وهذا أبو دياب بياع المازوت وأبو ساطور اللحام كلهم من اجل تاجر يقال له (أبو اوس) وفجأة غبت عن الدنيا وخرجت من المصرف وبالفعل كان شخص يلبس طقم ينتظر أمام البنك وينتظر مجموعة من البسطاء الذين يدفعوا المال السوري الذي أعطاهم إياه للمصرف علمت ذلك بعد سماعي لجزء من حديثه مع بعض العملاء الجذب أمام المصرف لكنه ليس (أبا اوس ) بل هو تاجر أخر لقبه (أبو عبادة ) , فبعد يوم أو أكثر يسترد التاجر العملة السورية بالعملة الصعبة يورو من المصرف عن طريق مجموعة من المضحوك عليهم وهو بدوره يساهم في سرقة قوت المواطن السوري عن طريق البسطاء ويدفع لكل شخص اجرته وبعد التمحيص تبين لي أن معظم التجار الذين حصلوا على اليورو بكل الطرق القانونية والغير القانونية يقوموا ببيعه بسوق السودا بسعر 130 ل.س لليورو الواحد ولا يستوردوا شيء بل المضاربة بالعملة الصعبة ربحا" حلالا" زلالا" فيضحكوا على ربهم واخوانم بالدين وعلى قوانين المصلحة العامة التي اعتبرها مغفلة وغير ذكية وهم أزكى منها وتابعت رحلتي الترفيهية مع سماع بعض الانفجارات والطلقات البعيدة ووقفت أمام صراف في المرجة يقال له الشعار الذي ضحك له الزمان هو يشتري من الذين يشترون من المصارف ويبيع بمنية بفارق كبير للمضطرين الخائفين على أموالهم وهم لا يعرفوا أنهم سيخسرون لان ذلك لعبة تجار وصرافين فكانت أمنيتي أن يكون ربحهم من الصناعة أو الزراعة مالا" حلالا" كما قال نبينا (ص) , لان المال لا يولد مال بل التعب في تقديم شيء مفيد للإنسان وهو مال حلال صرف لا لغط فيه ولا شبهة وتابعت المسير وارت صف سيارتي في مكان غير مأجور فجاءني شخص يحمل خرقة للتنظيف بيد وفي اليد الأخرى مفك لجرح السيارة كما أظن في حال عدم قبولي غسل السيارة وأثناء غيابي , أو إبعاد سيارتي عن حرم المناطق المقسمة الخاصة به لان الطاسة الآن ضائعة هي طريقة تهديد مبطنة وقد حذرني أصدقائي من أمثالهم فقبلت بالأمر الواقع رضيت بما يريد لكن والذي أدهشني انه يسبح ويحمد بالله ليطمئن قلبي انه يحميها إذا أكرمته ويجعلني مطمئنا" في غيابي ودخلت احد المولات وأخذت حاجتي وعند الدفع كان أمامي خمسة أشخاص أولهم عجوزا" كان بسلته ربطة أكياس قمامة وأطرميز نسكافة 100 غ وربطة خبز سياحية ومغلف حلويات 300 غ من ليالينا وعند تسجيل السعر كانت الأسعار : ربطة أكياس القمامة السعر 350 ليرة تحوي 12 كيس فقال له العجوز 350 ل قال نعم هذه مستوردة من اللبنان وقد ارتفع الدولار فقال العجوز لا أريدها أما نسكافيه 100 غ طلب 650 ل فعادها العجوز أيضا" وهي مستوردة , أما الخبر السياحي ربطة اقل من واحد كغ بسعر 120 ل فعادها أيضا" أما الحلويات وزن 300 غ بسعر200 ليرة فعادها أيضا" ولم يأخذ شيئا" وغضب المحاسب منه وقال له لا تتعبني مرة ثانية لقد غلي الدولار وذهب العجوز بدون شراء , بقي أمامي أربعة أشخاص وكلما كان يحاسب واحد اسمع كلمة غلي الدولار فقالها بحدود 70 مرة أمامي وكنت اضحك على تفكك الشعب ونهب الناس لبعضها البعض بسبب المضاربة بالعملة والكل يسبح من اجل دخول الجنة وعندما جاء دوري قال لي والله التعي قلبي وأنا أقول لهم غلي الدولار ولا احد يفهم وضحكت وقلت له استخدم التكنولوجية في ذلك فقال كيف ضع مسجلة وسجل عليها طول الليل قبل أن تنام جملة تقول فيها غلي الدولار غلي اليورو وشغلها أمام مكنة المحاسبة في الصباح لتتكرر بصوت عالي : غلي دولار غلي اليورو – غلي الدولار غلي اليورو إلى ما شاء الله فقال : لي فكرة جيدة سأطرحها على صاحب المول لكن لماذا لم تتذمر أنت من السعر قلت له لا يهمني ولو صارت ربطت الخبز بألف ليرة فالشعب هو عمل بيده ذلك بسبب المضاربة بالدولار وتهريبه للخارج أما أنا فلدي سياستي الاقتصادية الخاصة لكن هذه لا تعتمد على مال الحرام الآتي من المضاربة بالدولار إن شاء الله إذا ظل الناس يضاربوا بالدولار يصبح صحن البيض ب 1000 ل وكيلوا اللحمة ب 10000 ل ( فاههم نفخ ويداهم اوكأت ) لكن للأسف الناس تصلي لله وتنهب بعضها وتضر بعضها بالدولار وأيضا" في البيع والشراء , فارتفع الدولار الضعف لكن السلع رفعها التجار خمسة أضعاف , فاناس تموت بالقتل أو الجوع أو البرد وتهدم بيوتها وتنتهك أعراضها وناس تسرق ما تبقى معهم من قيمة ليراتهم بالمضاربة بالدولار تتحجج بالأزمة وتنهب الليرة السورية ويدعوا أنهم معهم ويحبونهم بالكلام ويتبرعوا لهم ببعض الليرات القليلة التي لا تسد رمقهم ويسرقوا منهم قيمة أموالهم بالمضاربة , لكنني تفاجئت من عاملين في المول وقفوا أمام الباب ويضحكوا كأنهم في مسلسل مرايا على الناس الخارجة الواحد تلو الأخر المتذمرين من الأسعار وكان صاحب المول في الغرفة العليا على شاشة المراقبة بالكاميرات ووجهه مخمر باللون الأحمر لما أتاه الله من رزقه حلالا طيبا" وهو ممنون لله أن الدولار غلي ورزقه خلال الأزمة تضاعف عشرات المرات ولا تموين ولا رقابة ولا هم يحزنون وهو حر الآن .
وعندما عدت للسيارة طلب مني زعيم غسل السيارات أبو دحام 300 ليرة فقلت له 300 ل قال غلي الدولار بصوت باب الحارة أجار غسل السيارة وأجار وقوف السيارة قلت له حتى أنت غلي الدولار يا أبا دحام رضي الله عنك فضحك واخذ المال.
يوم الاثنين بتاريخ 24 /12 / 2012 كنت في إجازة من عملي فأردت أن أقوم بجولة تسويقية استطلاعية ترفيهية في دمشق فمررت من أمام المصرف التجاري السوري في بوابة الصالحية فكان ازدحام شديد بداخله والناس يضعوا رصيد سوري من اجل شراء يورو كان السعر بحدود 113 ليرة لليورو الواحد فكان اغلب من يصرف من المواطنين البسطاء , فرأيت صاحب بسطة خضار في سوق الجمعة ورأيت العتال ورأيت مجموعة من النساء البسيطات ينادين بعضهن بأسماء قديمة وجميلة منها خجو وفاطمة وزهرية وازدهار يبدين على وجوههن الفقر لكنني شاهدت امرأة مسنة اعرفها اسمها خجو الداية هي القابلة التي ولدت أنا على يدها في السبعينات وهي تعرفني لأنها كانت تزور المرحومة والدتي دوما" في منطقة الروضة وبعد السلام عليها سألتها لما اليورو فقالت ليس لي هي لتاجر واغلب الناس الموجودين هنا يشتروا اليورو على هويتهم من مال تجار في الصالحية وسوق الحميدية ويأخذوا عمولتهم من التجار بحدود خمسة ألاف ليرة وهذه النسوة اعرفهن فهذه المرآة اسمها ازدهار وهذه عيشة و فوزية وهذا أبو دياب بياع المازوت وأبو ساطور اللحام كلهم من اجل تاجر يقال له (أبو اوس) وفجأة غبت عن الدنيا وخرجت من المصرف وبالفعل كان شخص يلبس طقم ينتظر أمام البنك وينتظر مجموعة من البسطاء الذين يدفعوا المال السوري الذي أعطاهم إياه للمصرف علمت ذلك بعد سماعي لجزء من حديثه مع بعض العملاء الجذب أمام المصرف لكنه ليس (أبا اوس ) بل هو تاجر أخر لقبه (أبو عبادة ) , فبعد يوم أو أكثر يسترد التاجر العملة السورية بالعملة الصعبة يورو من المصرف عن طريق مجموعة من المضحوك عليهم وهو بدوره يساهم في سرقة قوت المواطن السوري عن طريق البسطاء ويدفع لكل شخص اجرته وبعد التمحيص تبين لي أن معظم التجار الذين حصلوا على اليورو بكل الطرق القانونية والغير القانونية يقوموا ببيعه بسوق السودا بسعر 130 ل.س لليورو الواحد ولا يستوردوا شيء بل المضاربة بالعملة الصعبة ربحا" حلالا" زلالا" فيضحكوا على ربهم واخوانم بالدين وعلى قوانين المصلحة العامة التي اعتبرها مغفلة وغير ذكية وهم أزكى منها وتابعت رحلتي الترفيهية مع سماع بعض الانفجارات والطلقات البعيدة ووقفت أمام صراف في المرجة يقال له الشعار الذي ضحك له الزمان هو يشتري من الذين يشترون من المصارف ويبيع بمنية بفارق كبير للمضطرين الخائفين على أموالهم وهم لا يعرفوا أنهم سيخسرون لان ذلك لعبة تجار وصرافين فكانت أمنيتي أن يكون ربحهم من الصناعة أو الزراعة مالا" حلالا" كما قال نبينا (ص) , لان المال لا يولد مال بل التعب في تقديم شيء مفيد للإنسان وهو مال حلال صرف لا لغط فيه ولا شبهة وتابعت المسير وارت صف سيارتي في مكان غير مأجور فجاءني شخص يحمل خرقة للتنظيف بيد وفي اليد الأخرى مفك لجرح السيارة كما أظن في حال عدم قبولي غسل السيارة وأثناء غيابي , أو إبعاد سيارتي عن حرم المناطق المقسمة الخاصة به لان الطاسة الآن ضائعة هي طريقة تهديد مبطنة وقد حذرني أصدقائي من أمثالهم فقبلت بالأمر الواقع رضيت بما يريد لكن والذي أدهشني انه يسبح ويحمد بالله ليطمئن قلبي انه يحميها إذا أكرمته ويجعلني مطمئنا" في غيابي ودخلت احد المولات وأخذت حاجتي وعند الدفع كان أمامي خمسة أشخاص أولهم عجوزا" كان بسلته ربطة أكياس قمامة وأطرميز نسكافة 100 غ وربطة خبز سياحية ومغلف حلويات 300 غ من ليالينا وعند تسجيل السعر كانت الأسعار : ربطة أكياس القمامة السعر 350 ليرة تحوي 12 كيس فقال له العجوز 350 ل قال نعم هذه مستوردة من اللبنان وقد ارتفع الدولار فقال العجوز لا أريدها أما نسكافيه 100 غ طلب 650 ل فعادها العجوز أيضا" وهي مستوردة , أما الخبر السياحي ربطة اقل من واحد كغ بسعر 120 ل فعادها أيضا" أما الحلويات وزن 300 غ بسعر200 ليرة فعادها أيضا" ولم يأخذ شيئا" وغضب المحاسب منه وقال له لا تتعبني مرة ثانية لقد غلي الدولار وذهب العجوز بدون شراء , بقي أمامي أربعة أشخاص وكلما كان يحاسب واحد اسمع كلمة غلي الدولار فقالها بحدود 70 مرة أمامي وكنت اضحك على تفكك الشعب ونهب الناس لبعضها البعض بسبب المضاربة بالعملة والكل يسبح من اجل دخول الجنة وعندما جاء دوري قال لي والله التعي قلبي وأنا أقول لهم غلي الدولار ولا احد يفهم وضحكت وقلت له استخدم التكنولوجية في ذلك فقال كيف ضع مسجلة وسجل عليها طول الليل قبل أن تنام جملة تقول فيها غلي الدولار غلي اليورو وشغلها أمام مكنة المحاسبة في الصباح لتتكرر بصوت عالي : غلي دولار غلي اليورو – غلي الدولار غلي اليورو إلى ما شاء الله فقال : لي فكرة جيدة سأطرحها على صاحب المول لكن لماذا لم تتذمر أنت من السعر قلت له لا يهمني ولو صارت ربطت الخبز بألف ليرة فالشعب هو عمل بيده ذلك بسبب المضاربة بالدولار وتهريبه للخارج أما أنا فلدي سياستي الاقتصادية الخاصة لكن هذه لا تعتمد على مال الحرام الآتي من المضاربة بالدولار إن شاء الله إذا ظل الناس يضاربوا بالدولار يصبح صحن البيض ب 1000 ل وكيلوا اللحمة ب 10000 ل ( فاههم نفخ ويداهم اوكأت ) لكن للأسف الناس تصلي لله وتنهب بعضها وتضر بعضها بالدولار وأيضا" في البيع والشراء , فارتفع الدولار الضعف لكن السلع رفعها التجار خمسة أضعاف , فاناس تموت بالقتل أو الجوع أو البرد وتهدم بيوتها وتنتهك أعراضها وناس تسرق ما تبقى معهم من قيمة ليراتهم بالمضاربة بالدولار تتحجج بالأزمة وتنهب الليرة السورية ويدعوا أنهم معهم ويحبونهم بالكلام ويتبرعوا لهم ببعض الليرات القليلة التي لا تسد رمقهم ويسرقوا منهم قيمة أموالهم بالمضاربة , لكنني تفاجئت من عاملين في المول وقفوا أمام الباب ويضحكوا كأنهم في مسلسل مرايا على الناس الخارجة الواحد تلو الأخر المتذمرين من الأسعار وكان صاحب المول في الغرفة العليا على شاشة المراقبة بالكاميرات ووجهه مخمر باللون الأحمر لما أتاه الله من رزقه حلالا طيبا" وهو ممنون لله أن الدولار غلي ورزقه خلال الأزمة تضاعف عشرات المرات ولا تموين ولا رقابة ولا هم يحزنون وهو حر الآن .
وعندما عدت للسيارة طلب مني زعيم غسل السيارات أبو دحام 300 ليرة فقلت له 300 ل قال غلي الدولار بصوت باب الحارة أجار غسل السيارة وأجار وقوف السيارة قلت له حتى أنت غلي الدولار يا أبا دحام رضي الله عنك فضحك واخذ المال.