غسان
09-12-2012, 12:17 AM
"قرض المخطوف".. آخر نهفات السوريين على المصرف التجاري
(دي برس - رغد البني)
لم تمنع معاناة السوريين وآلامهم على مدى عام ونصف، من ابتكار نهفات ونكات أضافت روح الدعابة على أيامهم السوداء، وآخر نهفاتهم كانت قرض أعلنوه بين بعضهم على لسان المصرف التجاري السوري والذي هو من إعلانهم براء... وسموه "بقرض المخطوف" لتنهال حجم النكات على صفحات التواصل الاجتماعي مستفسرة عن القرض، فالبعض يسأل إن كان القرض يحتاج لكفلاء وآخرون يسألون عن الضمانات ونسبة الفوائد.
ورغم الطرح الهزلي لموضوع القرض، فإن وراءه ألف قصة مؤلمة لأناس اختطفوا ولم يعودوا لأهاليهم إلا بعد دفع مئات الألوف وأحياناً الملايين وإلا فالموت مصير المخطوفين.. فمثلاً أبكت جارتي أهل الحي وهي تتحدث عن ابنتها الصبية التي تبلغ السادسة عشر من عمرها، والتي أصرت للذهاب مع أمها لسوق (نهر عائشة) لتخفف عنها عناء حمل حاجيات المنزل... ثم اختفت من السوق بلحظة أدارت فيها الأم وجهها لبائع الخضار لشراء البطاطا... لتعرف بعد يومين أن جهات مجهولة اختطفت ابنتها ولن ترى وجهها مرة أخرى إلا إن دفعت 600 ألف ليرة للخاطفين... لم تستوعب جارتي حجم الكارثة فأصيبت بانهيار عصبي أوداها المشفى أسبوعين كاملين.. لتصحى بعد ذلك على واقع فرض عليها... باعت مصاغها الذهبي وأخرجت كل ما ادخرته من مال لأيام سوداء لم تتوقع قتامتها إلى هذا الحد.. واستدانت المبلغ المتبقي.. أعطت المال للخاطفين بطريقة اشترطوها عليها... ولم تكد تفرح لدقائق بعودة ابنتها حتى أذهل سمعها كلمات انهالت عليها كالرصاص من زوجها: أنت طالق طالق طالق...
وعلم "دي برس" من بعض أهالي المحافظات الشمالية الشرقية لسورية أن الكثيرين من الأهالي يبيعون بيوتهم الطينية في الريف أو أغنامهم أو أراضيهم التي يعتاشون منها لدفع فدية المخطوف، بعد أن تعرض الكثير من أبنائهم للخطف.
شاب آخر يتحدث عنه أهالي منطقة سيدي مقداد بريف دمشق بحسرة، ذهب للاطمئنان على معمل والده في المنطقة المذكورة فاختطفته جهات مجهولة فور افتتاحه للمعمل، سرقوا ماتيسر لهم وحرقوا المعمل ثم اقتادوا الشاب لجهة مجهولة، تواصلوا مع ذويه ليفدوه بـ 5 ملايين ليرة سورية، وافق والده دون شرط، حصل الخاطفين على المال وأرسلوا الشاب جثة هامدة إلى بيت أهله لان توجهه العقائدي لم يعجبهم.. ولم يقفوا عند هذا بل حاولوا عدة مرات اختطاف أخيه ليراهنوا على مبلغ مالي أكبر لكنهم لم يفلحوا.
في هذه الأثناء، فإن خاطفين آخرين لايقبلون إلا بفدية عالية جداً تصل لملايين الليرات السورية، ويركزون اهتمامهم على رجال الأعمال والأثرياء ليجنوا أكثر، وهذا فعلاً مالحظناه بداية الأحداث لدى اختطاف رجل أعمال سوري معروف دفع أهله نحو 40 مليون ليرة لخاطفيه... وهذا القصة إضافة لأحداث كثيرة مشابهة هددت المستثمرين في حياتهم ومالهم هي من دفع الكثيرين منهم لمغادرة البلاد وسبب نزوح الاموال السورية الى مصر ودول الخليج...
ولأن الاختطاف أصبح واقعاً في الأزمة السورية، فإن طرح قرض لفدية المخطوفين صار أمر ضرورياً ولو أنه طرح بطريقة فكاهية لدى بعض السوريين، فأهمية لاتقل بنظرهم عن أهمية التأمين على حوادث الشغب والعنف والتي تبرأت معظم شركات التأمين المحلية منها.
(دي برس - رغد البني)
لم تمنع معاناة السوريين وآلامهم على مدى عام ونصف، من ابتكار نهفات ونكات أضافت روح الدعابة على أيامهم السوداء، وآخر نهفاتهم كانت قرض أعلنوه بين بعضهم على لسان المصرف التجاري السوري والذي هو من إعلانهم براء... وسموه "بقرض المخطوف" لتنهال حجم النكات على صفحات التواصل الاجتماعي مستفسرة عن القرض، فالبعض يسأل إن كان القرض يحتاج لكفلاء وآخرون يسألون عن الضمانات ونسبة الفوائد.
ورغم الطرح الهزلي لموضوع القرض، فإن وراءه ألف قصة مؤلمة لأناس اختطفوا ولم يعودوا لأهاليهم إلا بعد دفع مئات الألوف وأحياناً الملايين وإلا فالموت مصير المخطوفين.. فمثلاً أبكت جارتي أهل الحي وهي تتحدث عن ابنتها الصبية التي تبلغ السادسة عشر من عمرها، والتي أصرت للذهاب مع أمها لسوق (نهر عائشة) لتخفف عنها عناء حمل حاجيات المنزل... ثم اختفت من السوق بلحظة أدارت فيها الأم وجهها لبائع الخضار لشراء البطاطا... لتعرف بعد يومين أن جهات مجهولة اختطفت ابنتها ولن ترى وجهها مرة أخرى إلا إن دفعت 600 ألف ليرة للخاطفين... لم تستوعب جارتي حجم الكارثة فأصيبت بانهيار عصبي أوداها المشفى أسبوعين كاملين.. لتصحى بعد ذلك على واقع فرض عليها... باعت مصاغها الذهبي وأخرجت كل ما ادخرته من مال لأيام سوداء لم تتوقع قتامتها إلى هذا الحد.. واستدانت المبلغ المتبقي.. أعطت المال للخاطفين بطريقة اشترطوها عليها... ولم تكد تفرح لدقائق بعودة ابنتها حتى أذهل سمعها كلمات انهالت عليها كالرصاص من زوجها: أنت طالق طالق طالق...
وعلم "دي برس" من بعض أهالي المحافظات الشمالية الشرقية لسورية أن الكثيرين من الأهالي يبيعون بيوتهم الطينية في الريف أو أغنامهم أو أراضيهم التي يعتاشون منها لدفع فدية المخطوف، بعد أن تعرض الكثير من أبنائهم للخطف.
شاب آخر يتحدث عنه أهالي منطقة سيدي مقداد بريف دمشق بحسرة، ذهب للاطمئنان على معمل والده في المنطقة المذكورة فاختطفته جهات مجهولة فور افتتاحه للمعمل، سرقوا ماتيسر لهم وحرقوا المعمل ثم اقتادوا الشاب لجهة مجهولة، تواصلوا مع ذويه ليفدوه بـ 5 ملايين ليرة سورية، وافق والده دون شرط، حصل الخاطفين على المال وأرسلوا الشاب جثة هامدة إلى بيت أهله لان توجهه العقائدي لم يعجبهم.. ولم يقفوا عند هذا بل حاولوا عدة مرات اختطاف أخيه ليراهنوا على مبلغ مالي أكبر لكنهم لم يفلحوا.
في هذه الأثناء، فإن خاطفين آخرين لايقبلون إلا بفدية عالية جداً تصل لملايين الليرات السورية، ويركزون اهتمامهم على رجال الأعمال والأثرياء ليجنوا أكثر، وهذا فعلاً مالحظناه بداية الأحداث لدى اختطاف رجل أعمال سوري معروف دفع أهله نحو 40 مليون ليرة لخاطفيه... وهذا القصة إضافة لأحداث كثيرة مشابهة هددت المستثمرين في حياتهم ومالهم هي من دفع الكثيرين منهم لمغادرة البلاد وسبب نزوح الاموال السورية الى مصر ودول الخليج...
ولأن الاختطاف أصبح واقعاً في الأزمة السورية، فإن طرح قرض لفدية المخطوفين صار أمر ضرورياً ولو أنه طرح بطريقة فكاهية لدى بعض السوريين، فأهمية لاتقل بنظرهم عن أهمية التأمين على حوادث الشغب والعنف والتي تبرأت معظم شركات التأمين المحلية منها.