رندة
27-10-2012, 01:03 AM
مدن وذكريات -1-
ربما ليست سورية مركزالعالم لكن بالتأكيد لقد حباها الله بالكثير من المزايا والموارد التي اضفت عليها عيشاً هانئاً لاتناله في مكان آخر مهما كان مترفاً أو عريقاً
لايمكنك مغادرة دمشق مكرهاً الا بفيض من الدمع العزيز يرافقك انقباض مريع لانك مفارق حزين يسكنه الشوق من قبل أن يحين الفراق
كل ما تحمله في حقيبتك هو ما تراه ضرورياً وقد يكون صعباً عليك أن تحمل كل ما تحب في مجرد قلب او حقيبة سيفتشها الغرباء
عدا أنه هناك اشياء لايمكنك اصطحابها كنافذتك التي تطل على اشجار صنوبر تميل مع الريح ولا تنحني أبداً يحيط بها عبق المكان والزمان السوري الفريدين حقاً.
ربما لم يكن ضرورياً أن نخرج من منزلنا في ذاك اليوم العادي ولكننا خرجنا في وقت كانت أحياء باكملها تقصف لاتبعد عنا كثيراً
تصلنا عبرها أصوات القصف لتخبرنا ان هناك الكثير من الأحداث الحزينة تحدث فيها وربما لايمضي وقت طويل قبل أن تصبح أقرب الينا وتصبح الحركة أصعب .
الوجهة الاولى كانت بيروت هذه المدينة القريبة البعيدة !!! كم هي قريبة الينا أقل من ساعتين تصلها ,كم هي بعيدة في مظهرها عنا , لكن ما تراه فيها يدهشك حقاً
-على علاتها- لايمكنك أن تنكر وجهها الثقافي الحضاري وترفها بعيد المنال(والمستدان بقروض هائلة )
فساحة السوليدير تضاهي المدن الاوربية في عمرانها و اسواقها كمدينة شديدة الانفتاح على الغرب دون أن يمس ذلك بتاريخها العتيق
بالاضافة الى انه من الصعب أن تكون في بيروت ولا يخالجك الرغبة في قراءة كتاب او التجوال في معرض رسام مغمور
او البحث عن أماكن او مقاهي طالما أختارها معظم المثقفون السوريون موطناً اختيارياً كنزار قباني والماغوط وادونيس وغادة السمان
حيث يمكنهم التحليق فوق حواجز لا يمكنهم عبورها في وطنهم الأم لكن ما يغرقك حقاً هو تسوق ما لايلزم الكثير من الاشياء الاصيلة
لن تجدها ابداً في موطنك لانها ذات سمة ترفية لايقر بحاجتها القائمون على التجارة والاستهلاك في دمشق المكتفية بما لديها
كتاجر محافظ يميل الى الحرص دون الاقرار بالشعور بالحرمان من كل هذه الاشياء العصرية لمعظم المستهلكين لكن يبقى هناك الاستثناءات
حتى ساهم هذا في امتلاك من لايستحق أحدث الأشياء بينما يفتقدها من يحتاجها ويستحقها فعلاً
ربما ليست سورية مركزالعالم لكن بالتأكيد لقد حباها الله بالكثير من المزايا والموارد التي اضفت عليها عيشاً هانئاً لاتناله في مكان آخر مهما كان مترفاً أو عريقاً
لايمكنك مغادرة دمشق مكرهاً الا بفيض من الدمع العزيز يرافقك انقباض مريع لانك مفارق حزين يسكنه الشوق من قبل أن يحين الفراق
كل ما تحمله في حقيبتك هو ما تراه ضرورياً وقد يكون صعباً عليك أن تحمل كل ما تحب في مجرد قلب او حقيبة سيفتشها الغرباء
عدا أنه هناك اشياء لايمكنك اصطحابها كنافذتك التي تطل على اشجار صنوبر تميل مع الريح ولا تنحني أبداً يحيط بها عبق المكان والزمان السوري الفريدين حقاً.
ربما لم يكن ضرورياً أن نخرج من منزلنا في ذاك اليوم العادي ولكننا خرجنا في وقت كانت أحياء باكملها تقصف لاتبعد عنا كثيراً
تصلنا عبرها أصوات القصف لتخبرنا ان هناك الكثير من الأحداث الحزينة تحدث فيها وربما لايمضي وقت طويل قبل أن تصبح أقرب الينا وتصبح الحركة أصعب .
الوجهة الاولى كانت بيروت هذه المدينة القريبة البعيدة !!! كم هي قريبة الينا أقل من ساعتين تصلها ,كم هي بعيدة في مظهرها عنا , لكن ما تراه فيها يدهشك حقاً
-على علاتها- لايمكنك أن تنكر وجهها الثقافي الحضاري وترفها بعيد المنال(والمستدان بقروض هائلة )
فساحة السوليدير تضاهي المدن الاوربية في عمرانها و اسواقها كمدينة شديدة الانفتاح على الغرب دون أن يمس ذلك بتاريخها العتيق
بالاضافة الى انه من الصعب أن تكون في بيروت ولا يخالجك الرغبة في قراءة كتاب او التجوال في معرض رسام مغمور
او البحث عن أماكن او مقاهي طالما أختارها معظم المثقفون السوريون موطناً اختيارياً كنزار قباني والماغوط وادونيس وغادة السمان
حيث يمكنهم التحليق فوق حواجز لا يمكنهم عبورها في وطنهم الأم لكن ما يغرقك حقاً هو تسوق ما لايلزم الكثير من الاشياء الاصيلة
لن تجدها ابداً في موطنك لانها ذات سمة ترفية لايقر بحاجتها القائمون على التجارة والاستهلاك في دمشق المكتفية بما لديها
كتاجر محافظ يميل الى الحرص دون الاقرار بالشعور بالحرمان من كل هذه الاشياء العصرية لمعظم المستهلكين لكن يبقى هناك الاستثناءات
حتى ساهم هذا في امتلاك من لايستحق أحدث الأشياء بينما يفتقدها من يحتاجها ويستحقها فعلاً