تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التالف مع النقد ** يستحق القراءة **


beautiful life
22-11-2009, 12:32 AM
حالة استنفار قصوى تتملك المرء منا حينما يتم توجيه نقد إلى ذاته .

فكلنا ننظر إلى النقد على أنه اعتداء على شخصيتنا ، ومحاولة شريرة لإبراز عيوبها .

لذا نشمر الساعد ، ونتأهب في شراسة لسحق أي معتدٍ على ذواتنا .

والحقيقة يا صديقي أننا جميعا ـ وبلا استثناء ـ بشر غير معصومين ، وأن النقد هو الذي يرفعنا ويقربنا من إنسانيتنا ، هو وحده القادر على شحذنا كي نطور من أنفسنا ونستدرك أخطائنا ، هو الذي ينقينا ويدفعنا إلى الكمال والمثالية .


لكن معظمنا يخشى النقد لتوهمنا أن النقد يخبرنا والآخرين أننا أقل مما نحن في الحقيقة ، أو لأننا نرى النقد جرح لكرامتنا،


أو لأن النقد سيدفعنا إلى تغيير وضع ما لا نريد تغييره ، أو لأن الناقد غير مقبول لدينا ، أو لأننا ـ في حقيقة الأمر ـ نمتلك من الغرور ما يجعلنا لا نقبل توجيه من أحد ! .

انظر معي لأكرم وأكمل خلق الله محمد ، في غزوة بدر ، حينما أتاه الخباب بن المنذر ليخبره في أدب أن المكان الذي خيموا فيه ليس استراتيجيا ، وأن لديه خطة وتصور أفضل من الخطة الحالية !! .


إنه استدراك على القائد ، وأي قائد .. أعظم خلق الله ، فما الذي فعله الحبيب .


استمع إلى صاحبه حتى إذا ما انتهى ، أمر جنوده بتنفيذ أوامر الخباب بن المنذر .


القلوب العظيمة يا صديقي تقبل النقد بهدوء نفس وبساطة ، فتنظر فيه بروية وتدبر ، فإن كان إيجابيا حقيقيا شكر صاحبه وأجزل له الثناء ، وإن كان نقدا جائرا ظالما أفحم الناقد بهدوئه وصبره وحلمه .



يقول عمر بن الخطاب : (رحم الله امرَأً أهدى إليّ َعيوبي) ، إنه ينظر إلى النقد على أنه هدية ، وهذا عُمق وحكمة ودراية ،وحينما نستعرض كتب التاريخ وأحوال العظماء فإننا لن نجد عظيما أو نابغة معتدا برأيه صاماً أذنه عن قبول النقد والتقويم.


إن الأشجار الضخمة اليانعة عندما ترفض التكيف مع مستجدات المناخ ، وترفع أغصانها عاليا في كبر واعتزاز غير عابئة بنداءات الطبيعة ، تموت وتلفظها الحياة .


يراها الناس فيُخدعون بشموخها وعلوها . وهي في حقيقة الأمر ليست سوى جماد لا حياة فيها ، يجب أن تُقطع لتكون منضدة أو كرسي أو خشب للمدفأة !! .


فليكن صدرك واسعا ، وروحك سمحة ، واقبل النقد باسم الثغر سعيد ، اسكب على أعصابك ماءً باردا ضد النقد الجائر الظالم .. وستجد أن حياتك أصبحت أكثر هدوءا وسكينة ونضج .


إشـــراقة : لكي تتجنب النقد لا تعمل شيئا، ولا تقل شيئا، ولا تكن شيئا

ألبرت هابارد

بقلم كريم الشاذلى
من كتاب افكار صغيرة لحياه كبيرة

Muhammad Duksi
09-12-2009, 03:58 PM
نعيب زماننا و العيب فينا و مـا لزمـاننـا عيب سـوانـا
و نشكو ذا الدر بغير ذنب و لو نطق الزمان بنا هجانا

شعبنا هو شعب أستاذ ، لا تلاميذ فيه
فمن يجرؤ على توجيه نصيحة أو تعليق أو نقد أو كلمة لأي شخص كان

فأي شخص يقول ، أنا أعرف عملي ، ولا دخل لكَ بي ، و كأنني هجيته

و هنا يجب التفريق بين الإهانة و الشتيمة و الهجاء ، و بين النقد و النصيحة و الملاحظة أو التعليق

و يقول الإمام علي رضي الله عنه ( رحم الله امرءٍ أهدى إليّ عيوبي )

فأي مقارنة بين الذي يعتبر النقد هدية و بين من يعتبره شتيمة

و لكـِ مني كل التحية،

beautiful life
11-12-2009, 02:08 AM
معك حق في كل كلمة كتبتها أخي الكريم


جوزيت خيرا


وأهلا وسهلا بــك في المنتدى

م.أسامة حسين
20-12-2009, 01:23 PM
كلام جميل ...شكراً لك

beautiful life
27-12-2009, 01:37 AM
أشـــــكرك على مــــرروك