المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاليجولا اشهر طاغية في التاريخ الانساني - القديم -


arnouri
05-08-2012, 06:10 PM
كاليجولا هو الامبراطور الروماني اشهر طاغية في التاريخ الانساني المعروف بوحشيته و جنونه و ساديته
و له صلة قرابة من ناحية الام للامبراطور الاشهر نيرون الذي احرق روما و اسم كاليجولا الحقيقي هو (جايوس)
و تولي حكم روما منذ العام 37 الي 41 ميلاديا
و اطلقوا عليه هذا الاسم "كاليجولا" و هو معناه الحذاء الروماني سخرية منه
في صغره و ظل يحمل الاسم حتي مصرعه.


عبقرية مجنونة
لم يكن كاليجولا مجرد طاغية حكم روما بل كان نموذجا للشر و جنون العظمة و القسوة المجسمة في هيئة رجل

تأليه الذات و جنون العظمة
اما الاكثر شهرة من افعال الطاغية فهو انه كانت استبدت به فكرة انه اله علي الارض و و ملك هذا العالم باسره يفعل ما يحلو له
و لهذا استبد به الحزن حين عجز عن الحصول عليه و كثيرا ما كان يبكي عندما يري انه برغم كل سلطانه و قوته لا يستطيع ان يجبر الشمس علي الشروق من الغرب
او يمنع الكائنات من الموت!.
"كاليجولا" اذ انه كان يعتبر نفسه روما فكان في بعض الاحيان يامر بقتل بعض الاثرياء حسب ترتيب القائمة التي تناسب هواه الشخصي كي ينقل ارثهم سريعا اليه دون الحاجة لانتظار الامرالالهي!
و كان يبرر ذلك بعبارة شهيرة جدا" اما نا فاسرق بصراحة " - وهي عبارة يتبعها الكثيرون اليوم من اللصوص الكبار و الصغار!-كان يري انه طالما
اعترف بسرقته فهذا مباح .

الصمت يزيد الظلم
و ايضا اضطرابه النفسي يظهر واضحا في التلاعب بمشاعر حاشيته الذين افسدوه و جعلوه يتمادي في ظلمه و قسوته بصمتهم و جبنهم و هتافهم له في كل ما يقوم به
خوفا من بطشه و طمعا في المزيد من المكاسب من وراء نفاقهم له
و هذا حال كل طاغية في التاريخ لا يتجبر الا عندما يسمح له شعبه بذلك و يجبنوا عن مواجهته
ابدع الكاتب العبثي المبدع الفرنسي ( البير كامو) في وصف شخصيته في مسرحيته( كاليجولا) و التي قدم فيها رؤيته لحياة هذه الطاغية ببراعة و حرفية .

حتي الاتباع لا يأمنون غدر الطغاة
و قد اخذ جنون كاليجولا يزداد يوما بعد يوم و الذي اسهم اكثر في تعاظم جنونه و بطشه ان الشعب كان خائفا منه و كذلك كان رجاله رغم انهم كان بامكانهم ان يجتمعوا و يقضون عليه لكنهم استسلموا للخوف فزاد ظلمه

و ازداد جنون كاليجولا عن حده حتي جاءت لحظة الحادثة الشهيرة و التي ادت الي مصرعه في النهاية اذ دخل كاليجولا مجلس الشيوخ ممتطيا صهوة جواده العزيز"تانتوس"
و لما ابدي احد الاعضاء اعتراضه علي هذا السلوك
قال له كاليجولا" انا لا ادري لما ابدي العضو المحترم ملاحظة علي دخول جوادي المحترم رغم انه اكثر اهمية من العضو المحترم فيكفي انه يحملني "!
و طبعا كعادة الحاشية هتفوا له و ايدوا ما يقول فزاد في جنونه و اصدر قرارا بتعيين جواده العزيز عضوا في مجلس الشيوخ!
و طبعا هلل الاعضاء لحكمة كاليجولا في تعبير فج عن النفاق البشري و انطلق كاليجولا في عبثه الي النهاية فاعلن عن حفلة ليحتفل فيها بتعيين جواده المحترم عضوا في مجلس الشيوخ و كان لابد علي اعضاء المجلس حضور الحفل بالملابس الرسمية .
و يوم الحفل فوجئ الحاضرون لان المأدبة لم يكن بها سوي التبن و الشعير! فلما اندهشوا قال لهم كاليجولا انه شرف عظيم لهم ان يأكلوا في صحائف ذهبية ما ياكله حصانه و هكذا اذعن الحضور جميعا لرغبة الطاغية و اكلوا التبن و الشعير!
الا واحدا كان يدعي" براكوس " رفض فغضب عليه كاليجولا وقال " من انت كي ترفض ان تاكل مما ياكل جوادي و اصدر قرارا لتنحيته من منصبه و تعيين حصانه بدلا منه" !! و بالطبع هلل الحاضرون بفم مليء بالقش و التبن و اعلنوا تاييدهم لذلك الجنون!.

نهاية الطاغية
الا ان "براكوس " قد ثار و صرخ في كاليجولا و الاعضاء و اعلن الثار لشرفه و صاح في اعضاء مجلس الشيوخ" الي متي يا اشراف روما نظل خاضعين لجبروت كاليجولا "

و قذف حذائه في وجه حصان كاليجولا و صرخ " يا اشراف روما افعلوا مثلي استردوا شرفكم المهان"
فاستحالت المعركة بالاطباق و كل شيء و تجمع الاعضاء و اعوان كاليجولا عليه حتي قضوا عليه و قتلوه حصانه ايضا
و لما وصل الخبر الي الشعب خرج مسرعا و حطم كل تماثيل كاليجولا و معها ايضا تماثيل افراد عائلته كنيرون !!

لو نظرنا الي هذةالماساة سنجد ان فعلا كل طاغية لا يصير كذلك الا بالحاشية الفاسدة التي حوله و الشعب الذي يخضع للجبروت و يستسلم للخوف و يقبل هذا الاذلال علي نفسه
و لوانصفنا فان موقف " براكوس"
ايضا ليس بطوليا مئة بالمئة لانه لم يثر علي كاليجولا الا عندما عزله من منصبه اي عندما مس ايذاء و ظلم و جنون كاليجولا مصلحته الشخصية
فعندها قرر ان يثور و يلعب دور شمشون فنهض ليهد المعبد علي الجميع .
و لو اردنا ان ناخذ عظة من هذة القصة الملحمية فاننا قد نستخلص ان مهما عظم شان الطاغية و تجبر في الارض فان هذا الظلم كفيل ان يورده موارد الهلاك علي يد اعوانه الذين كانوا يساعدونه يوما ما لمصالحهم الشخصية
فهم اول من ينقلب عليه عند المساس بمصالحهم فيفيقوا و يفيق معهم الشعب .
فالخوف يزيد الطغيان و المزيد من الطغيان يولد الانفجار