المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التشكيلية ابتسام عقاد الأنصاري


رندة
21-06-2012, 05:50 PM
التشكيلية ابتسام عقاد الأنصاري

http://www.jouhina.com/magazine/images/news_big/1163.jpg

جهينة – خاص:

الحب ينضح من وجهها، والحنين يخنق الكلمات والعبارات قبل أن تخرج من فمها، والدهشة تسيطر على انفعالات يديها ووجهها بين ما كان وما صار، والسؤال المبهم العارف ينثال على لسانها وتعبيراتها: لماذا؟..
اللاشعور الحالم صار حياة ممتدة بداخلها، من ياسمين الشام، إلى العراتلي، إلى البحرة، إلى الأبواب والشبابيك، ولا زالت رائحة النارنج العفوية، وزهر الكباد، تفوح من مسامات الجلد، لتنشر في المكان دفئاً مختلفاً..
دمشق الفرح والجذور... وانطلاقة إلى المطلق والحرية مكونان رئيسيان في حياة ولوحات الدمشقية التي حملت دمشق في دمها، فصنعا لوحة فريدة تتخاطفها المعارض والمتاحف في الشرق والغرب.
أليس من الصعب أن تجد لوحات الشرق معجباً في الشرق؟
لكن هذه الصعوبة انتفت في لوحات ابتسام عقاد الأنصاري، لأنها تركت الذكريات على هامتها، ومن ثم جعلت روحها ومثابرتها وآمالها، ترسم خطوط دمشق ومعالمها كما تحب.. لا كما ترى.. ومن ثم جابت الأرض لتقول: هذه هي الشام، هذا هو الحب.. من لندن إلى مدريد إلى المنامة إلى القاهرة إلى عمان... إلى... إلى... وثمة أمنية أن تكون الشام محطة واستراحة محارب سلاحه الحب والإبداع والفن..

الفرح عندما يكون الإبداع مدهشاً
وفي جو دمشقي خاص استضافتنا الفنانة عقاد لتبوح بشيء مما تكنه للفن والحياة وصديق العمر الاقتصادي الخبير الدكتور أسامة الأنصاري، فبدأت حديثها عن الإبداع بكل صنوفه واكتشافه للأرض البكر التي لم تكن من قبل..
أفرح عندما تكتمل اللوحة بين يدي، وعلى الشكل الذي يرضيني ويدهشني وشأني في ذلك شأن الكاتب الذي يكتب ويكتب حتى يرضى عن الشكل الأخير الذي يقرر أن يخرج به للناس، وأنا لا أقدم للعرض إلا اللوحة التي أرضى عنها، ومقاييسي متعددة منها ما هو داخلي يتعلق بإعجابي بما صنعت وإحساسي بأنّ ما صنعته ليس بإمكاني إعادته أو تجويده أكثر.. إن كنت حزينة لا أستطيع أن أنتج، أما في حالات الغضب الشديد فإنني أظهر انفعالات قوية، وفي حالات الهدوء والاستقرار أقدم أفضل ما لدي وأكثره تميزاً في كل مرحلة من المراحل.
اللوحة لدي تخضع للحظة اللمعة (البرق)، أو ما يسمى بالإدهاش، عندها أشعر أن هذه اللوحة تتميز عن اللوحات الأخرى، وهذه اللحظة ليست خاصة بي، بل بكل من يمارس الإبداع بمختلف صنوفه، وإلا بماذا نفسر اشتهار كتاب دون غيره، أو قصيدة دون غيرها، أو لوحة دون غيرها؟!
العمل الفني والإحساس
وعندما عبّرنا عن استغرابنا، فما دام الأمر كذلك، لماذا لا نكتفي باللوحة التي نقتنع بها؟ استطردت التشكيلية عقاد الأنصاري: الحقيقة أن اللوحة ليست تقنيات كلها، فهي مليئة بالأحاسيس والمشاعر، واللوحة حتى تكون ناجحة تعود المعرفة التقنية إلى اللاوعي، وكل ما يتم من تشكيل اللوحة يكون بالمشاعر والأحاسيس، وعندما يكتمل العمل تجد أن التقنيات كانت مستخدمة بالشكل الأنسب وفي مكانها.
من الاقتصاد إلى التشكيل
دراستي الأكاديمية كانت في الاقتصاد، وكنت أشعر برغبتي الجامحة في الرسم، لكن الوقت الذي عشته آنذاك لم يكن يقبل فكرة الرسم والتخصص فيه، فاكتفيت بالتخصص الاقتصادي، وعملت على تنمية موهبتي ورغبتي في الرسم.. في الخارج تعلمت الرسم في محترفات مهمة، والذين تلقيت الرسم على أيديهم ألحوا على تعلم التقنيات بدقة، لأنها أهم ما يحترم به التشكيلي مشاهده، وركزوا على أن هذه التقنيات يجب ألا تقيد الفنان وهو يمارس عملية الرسم.. الفن ليس تقنية فقط، وإنما هو أحاسيس لا يمكن السيطرة عليها يتم توصيلها عبر تقنيات متطورة ومتقنة، الإبداع في كثير من جوانبه شخصي وذاتي.
الفن والغربة والزواج
بسبب طبيعة عمل الدكتور أسامة قضينا الجزء الأكبر من حياتنا في الغربة من أمريكا إلى الكويت ولندن وعمان، وعملت أولاً بتخصصي الذي درسته، لكن الظروف ودعم الدكتور أسامة ساعداني على تعلم الأشياء التي أحبها وممارستها.. وهذا التحول ينسجم مع داخلي، فأنا غير معنية بشؤون التجارة والبيع حتى اليوم، وحتى في مجال اللوحة أنا لست مجتهدة في بيعها والترويج لها.
الفن أهم من التقييم وتحديد الأثمان...
وحتى لا تكون هذه الفكرة مثالية لا بد من الإشارة إلى أن البيع مهم في الفن لمتابعة الرحلة، لكنني لاأهتم بالبيع، لأن ما يحققه البيع من دعم للمتابعة حققه لي الدكتور أسامة الذي قدم مختلف أنواع الدعم لي ولفني.. فأنا في كثير من المرات أُدعى للمشاركة في تظاهرات ومتاحف شرطها ألا يتم بيع فيها، ومع ذلك أحمل لوحاتي، وأتحمل السفر وتكاليفه، ولولا الدعم ما أمكن المشاركة والمتابعة.
دمشق والتاريخ بُعدان للوحة
ربما كتب على كل من اغترب أن يبقى بشعور أو بلا شعور إلى المنبت الذي نشأ فيه، وإلى الأماكن التي درج عليها في طفولته، وأنا بدأت الرسم وجمع اللوحات، وعندما عُرض عليّ مصادفة أن أعرض أول مرة في غرفة التجارة بلندن، وفي صالة من أفخم الصالات وسط لندن فوجئت بأن اللوحات تمثل الحنين واللاشعور إلى مدارج الطفولة، فأنا عشت وتربيت في بيت عربي في دمشق من سوق ساروجة إلى الحبوبي.. ولم نكن بحاجة لعنوان للوحات أو للمعرض، وأطلقنا على المعرض اسم "دمشقية في لندن" ولقي قبولاً كبيراً، وبقيت أسيرة هذا اللاشعور، لكن الطريف أنني بعد سنوات طويلة من الرسم والعرض حاولت عمداً الانعتاق، لكن هذا الانعتاق كان تجاه الأندلس، فالنتيجة كانت من دمشق إلى دمشق، ومن الذات إلى الذات.
الأندلس حلم دمشق
هذه الأيام يفتتح معرضي الجديد في لندن، وهو بعنوان "من الشام إلى غرناطة" وأنا زرت غرناطة مع مجموعة من الفنانين، وبدعوة من جامعة إنكليزية للمشاركة في تظاهرة فنية، ونحن قررنا أن نقدم وجهنا الحضاري، والذي يعيش في الغرب يعرف مقدار ما يعانيه العرب والمسلمون بعد أحداث سبتمبر.. لذلك قررنا أن نقدم شخصيتنا كما يجب، فزرنا غرناطة واستوعبنا الأجواء من خلال معرض فوتوغرافي عرض في لندن والبحرين والشارقة، والمرحلة الثانية كانت في الانتقال إلى التشكيل من خلال معرض يدور في أوروبا يعبّر عنا وعن حضارتنا وعن التعايش الديني الذي عرفته حضارتنا أكثر من غيرها....
ومن هذه التجربة قدمت معرضاً في النادي العربي، وتمت دعوتي لنقل المعرض إلى القاهرة وهناك محاولة من الأستاذ غيث أرمنازي الوجه السوري الحضاري في لندن لنقل المعرض إلى سورية ضمن فعاليات حلب عاصمة الثقافة الإسلامية، نتمى أن تنجح لأنني أحب أن أعرض في بلدي.
من المائيات إلى الحفر والطباعة
جرّبت عدداً من التقنيات، فبدأت بالمائيات التي أحببتها ولا أزال أحبها لما فيها من شفافية، ورسمت بالزيت، وحصلت مؤخراً على شهادة في الحفر والطباعة، وهم يرون أن هذه التقنية مهمة وضرورية للفنان، والعمل في الحفر والطباعة عمل حساس جداً، وساعدني في الانعتاق من التقليدية في تنفيذ اللوحة التشكيلية.. وقد أكسبتني هذه التجربة الكثير من الثقة، وأهلتني بشكل كبير تجاوز عدم دراستي الأكاديمية، وجعلتني أتابع دراستي الفنية الأكاديمية.
استخراج المخزون والانطلاق
منحتني الحياة في الغرب الكثير من الحرية في التعبير عن الأشياء التي أريدها، وعندما أردت التعبير عن الشرق لم اكتف بالخطوط وما تكتنزه الحضارة الفنية، بل استعنت بالذاكر والمخزون للأشياء التي رأيتها وعرفتها، فصورت بائع العرقسوس، وبائع الكعك، وصانع السجاد، وطبيعة البيت الشرقي الرائعة، وبعد أن كرست هذه المرحلة التجريبية، وانتهيت منها انتقلت إلى مرحلة من الاختزال، فلم أعد بحاجة لرسم كل متكامل، بل صرت أكتفي بالجزء المعبر، مثل البيت والبحرة والباب والنافذة. وفي كل التجارب أحب أن أقدم الخط الذي يصلني بالمشاهد بعيداً عن الإغراق في الرمز، وأحاول أن أخاطب أكبر شريحة ممكنة.
لؤي كيالي
أنا أحب الكثير من التجارب، وتربطني علاقات طيبة مع الفنانين، لكنني أخص تجربة الفنان لؤي كيالي بالإعجاب الشديد الذي استطاع ببساطة وخطوط عفوية أن يرسم جميع الملامح والأحاسيس والتعابير الإنسانية العميقة التي من الصعوبة أن يصل إليها الإنسان.
لؤي كيالي اختصر حياته بالفن.. تجاوز نفسه وحياته لإيمانه المطلق بالفن وأهميته.
للرسم أجواؤه وطقوسه
قد يكون غريباً ما سأقوله: فأنا تعنيني دمشق كثيراً، ومع ذلك لم أستطع أن أعمل هنا، لأنني بعيدة عن مرسمي في لندن... الفن أناني جداً كما حالات الإبداع كلها، وحالات الإبداع عندي مدينة لأسرتي التي أخرجتني من إطار الحياة الروتينية... ولهذه الأسباب ولأسباب أخرى كثيرة أنا لا أستطيع ممارسة الفن إلا في أجوائي ومرسمي، وهناك أمارس حريتي الإبداعية، أعيش طبيعية وأتنفس بحرية، وأكون ضمن مرسمي الذي أحبه للغاية.
ولإيماني الشديد بالفن أتابع تجربتي الخاصة وأجول فيها في كل الأماكن في الشرق والغرب.
الإبداع والدهشة
قد يكون غير مفهوم بالنسبة للإنسان أن يصنع شيئاً ثم يستغرب كيف صنع هذا الشيء، وأنا أقوم برسم لوحة فتدهشني بعد أن تنتهي، وأسأل نفسي: كيف أنجزتها؟ هناك برق إلهام يأتي من مكان ما لا تستطيع إدراكه هو الذي يبهرك في اللوحة ويجعلها جميلة في نظرك، ويدفعك للمتابعة والإنتاج..
التحرر الفكري هو الذي ينتج عملاً مبهراً.
نزار قباني والفن
دعونا نزار قباني لمشاركتنا في أنشطتنا، فقدم أمسية شعرية في لندن، ثم حضر معرضنا وشجعني بحضوره وكلماته.. وكان صديقاً لنا.. وقد أخذ لوحتين من لوحاتي غلافين لديوانين من دواوينه: أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء، وخمسون عاماً في > مديح النساء... نزار فنان رائع، وإنسان رائع، يملك الكثير من التواضع الذي نحتاجه لدى مبدعينا، وفي الوقت نفسه هو يعرف قدر نفسه، وعنده الكثير من الكبرياء الذي يستحقه.
شجعني كثيراً كما شجع غيري، ونصحني بألا أنشغل بالأنشطة الاجتماعية على حساب الفن، ولو سمعني الآن أقول له: شكراً نزار الكبير..
كان الكلام مفيداً ومهماً مع السيدة التشكيلية ابتسام عقاد الأنصاري، والدكتور الاقتصادي أسامة الأنصاري، لكنه لا بد من المغادرة، ولابد من الخروج من هذا المحراب المكتنز بالفن والفكر والثقافة والحرية.
العدد 14 تاريخ 1/7/2006 (http://www.jouhina.com/magazine/archive_articles.php?id=14) >

التشكيلية ابتسام عقاد وهي زوجة د اسامة الانصاري في ذمة الله

arnouri
21-06-2012, 06:10 PM
كان الكلام مفيداً ومهماً مع السيدة التشكيلية (http://syria-stocks.com/forum/showthread.php?t=12294)ابتسام (http://syria-stocks.com/forum/showthread.php?t=12294)عقاد (http://syria-stocks.com/forum/showthread.php?t=12294)الأنصاري، والدكتور الاقتصادي أسامة الأنصاري، لكنه لا بد من المغادرة، ولابد من الخروج من هذا المحراب المكتنز بالفن والفكر والثقافة والحرية.
العدد 14 تاريخ 1/7/2006 (http://www.jouhina.com/magazine/archive_articles.php?id=14) >

رحمهم الله