المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الزواج - قصيدة قديمة تصلح لكل الأزمنة والعصور


Big H
15-06-2012, 12:46 AM
من أدب أزمة الزواج للشاعر منير بن تيسير أحمد الملط


قـد قيـل لي : إن الزواجَ ســلامةٌ للمرءِ عن شـرّ الهـوى و الهاويه
فاسعى بشرعِ الله واطلب ودّ من ترضى بها زوجاً كما هي راضيه
يا ليت شِـعري أي سـعيٍ يُرتجى والجيب منّي في الحقيقة " فاضيه"
والسّـعي في جـمع الدراهم بـات في بلدي عـزيزاً كالنّـجومِ العـالـيه
كيف السّـبيلُ لـجمع مهــر حـلـيلةٍ وا حيرتي هل" أسفعن بالنّاصـيه"

بات الزواجُ على الفـقـير محرّماً أمّـا الـغـنيُّ حـلالـه لـثمـانـيــــه
لمْ لا.. و قد صار الزواجُ تجـارةً فهي المهور..لكم غدت هي كاويه
إن تطلبِ السّتر الكريم فلن تجدْ في الأمرِ إلاّ ذات نـارِ حـامـيـه
لو أنّ آبــاء الـبنــاتِ "تحبّــكوا" أّو كنت تعرفُ زانياً ...أو زانيه

يا معشرَ الآبـاء ... فلـتـتفـكروا بمصـيبـةٍ مـا بعــدها مـن ثانـيـه
إنّ الزنـا قد شـــاع في أيامنـا بل صار في عرضِ الطريقِ علانيه
فهو البديلُ عن الحلالِ و سِـتره القـول الحـق : فـالغـريزة طـاغـيه
فالشّاب منّا في الطريق يرى رؤىً ترميـهِ في حِـممِ الجنـون العـاتـيه
تغـدو الفتـاةُ أمـامـه ... وكـأنّها ســـلكُ يكـهرب عينــهُ المتعـافيه
المــرتـديـة ثــوبـها ... لـكـنهــا تبـدو لعـيـنك فيه مثـل العـاريه
فثيـابها وعلى اختـلاف كسـومها تبـدي مفــاتنها إليـك كما هي
ماحيـلة الشــابِ الفقـيرِ إذا رأى حوَاهُ تنصب فخّهـا... و تناديه
ماذا سيفعل... هل سيخطب ودها تالله ... هذا الأمر يسـلي العـافيه
فالمهر... ياويلكَ ما المهر الـذي يضـعونـه ثمـناً لتـلك الجـاريه
أما المؤخًّر ... كالمقدّم لا تسَـل فالمـال أوفر من مياه السـاقيـه
لا تنسى أمر البيـتِ فهو الهام في شـرطِ القبولِ لدى الحماة الغاليه
ثمّ "الشيفروليه" العريضةُ بعدهــا ثـمّ التـبـزُّر... بالقـروشِ الباقيـه
ثمّ الســلام عليك يا من لا ترى في جيبتـيكً سوى يديـك الفاضيه
فالمهــرُ عزّ عليــك جمعُ ألـوفِهِ إذ كيف تجمع و المعيشــةُ غاليــه
ومعاشــك الشــهريُّ ألــفٌ كلــه وإن لم يكــن أدنى "كسبعٍ ,ثمانيه"
والبيت بالمليــون ضمـن مـدينتي وبنصـفه إن كان عند الضـاحيـه
مـن أيـن تـأتي بالـدراهم هــذه قـل لي بربـك يا حـكيـم زمـانيه

يا أيها الشـابُُُ الفقـير أمـا تـرى أن الحـديـث تضيق عنـه معانيه
ماذا أقول؟ لسان شِـعري عاجز تـلك المصـيبة ما لـها من قـافيـه
اجلس قليلاً صاحبي وابكي معي وارسل دموعك إن مابك ما بي
غير البكاء أظن ليس لنا رضىً فالصـبرُ ما أبـقى عـلينا البـاقيه
هي في الحقيقة لا تفيد دموعنا لكنها ســلوى الدمـوع الجـاريه
ماذا سـتفعل في مصـيبتك التي لو أمسـكت "أيوب"كانت قاضيه
إن الزواج بات عليـك محرماً وبـك الغريزة للـزواجِ منـاديه
وفتاتك الحسـناء تهتكُ ســترها تبدي أنوثتها إليـك ... علانيه
أســــلوبها هذا ... يدلـك أنـها أيضاً تعاني ما أراك تعـانيه
بكما الغـريزةُ نـارها تصـليكما يا للغـريزة فهـي "نـار حـاميه"
ماذا سـتفعل يا قصير اليد قل ؟ والعين منك تطول حتى الخافيه
حتماً سـتزني طالما عـز المنى والصـبرُ ما أبقى عليـك البـاقيه
وتهـد بيتاً قد أراد لـك الـزنى وأراد لابنـتـهِ طـريق الزانيـه
وإذا رأيت ابن الزنى في أمـةٍ فاقرأ سلامك ... إنها مُتداعيه
هذا حـديث رســولِ ربـك إنـه قد جاء يدعم لي حـديث القافيه
مَن للنصـيحة أن يكون خطيبهـا ويقولـها حقاً ولو هـي قاســيه
مَن لي لذي الألباب يسمع صرختي مَن لي لذات الشعر أذن واعيه؟
هذا الخطـاب لهم ... أذكرهم بـه من قبل ختم قصيدتي بسلامي
يا معشـر العـقـلاء فلتســتيقظوا فالطـامة الكـبرى غدت هي آتيه
إن الزنـى شــر البـلاء فكـافـحوا هـذا البـلاء وألزمـوه الناحـيه
لا تركضوا خلف الدراهم ... إنها ما أرجعت شــرفاً لأيةِ زانيه
وهو الـزنى شـــر البـلاء لأمـةٍ ركضت وراء المال ركضةً حافيه
وأنـا أذكـركـم بـقــومٍ قـبـلـكـم هم "قومُ عادٍ" قوم ذات الطاغيه
إذ كيـف أهـلكهم إلـه العـرش في إعصـار ريحٍ صـرصـرٍ عـاتيه
فأبـادهم " حتى غـدو للنـاظـرين كـأنـهـم أعـجـازُ نخـلٍ خـاويه
أتـروا لـهم من بعـدها من بـاقيه

ألقيت هذه القصيدة في مهرجان الشعر الإسلامي الاجتماعي
في قرطاجة بتونس عام 1981 وأعيد طبعها للمرة التاسعة
على نفقة ذواقة الشعر العربي بدمشق عام1984



هذه القصيدة كنت محتفظاً بها ضمن مذكراتي ووقعت عليها بالصدفة...
أرجو أن تنال إعجابكم وخصوصاً فئة الشباب والشابات تحت28 سنة
مع ملاحظة أن عيوني قد جحظت بسبب طباعتها وخاصةً أنني ضعيف
في الطباعة باللغة العربية على ملف وورد باد ولم أعرف كيف أفصل
بين شطري البيوت الشعرية في هذا المنتدى كما في ملف الأصل