المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في وطني


f.fatina
10-06-2012, 03:33 PM
قريت هالشعر بموقع سيريا نيوز وحبيت حطلكن ياه لتقروه كلكن لأن بصراحة أثر فيني كتيييير
في بلادي
يعتبر الموت بحادث سيارة
رفاهية
**

وفي بلادي
قد تصاب بالعين
لمجرد أنك مقطوع من شجرة
**

في بلادي أيضاً
لايعتبر الموت
أسوء ماقد يحصل لك
**
ويحدث أحياناً
أن تختنق بنشرة أخبار
**
في الحولة
وقفت الملائكة تنوح
والشياطين تتعلم
**
في الحولة أيضاً
امتزجت دماء الأمهات
بـ بول الأطفال
فاستوى مزاج الأرض
**
وفي الحولة
كان الجميع يتحدث عن الله
بصفة الغائب
**
ماتبقى من أطفال الحولة
لن يتغيبوا بعد اليوم عن المدرسة
لن يتأخروا عنها أبداً
لن يتظاهروا بالمرض ، لن يدعوا
لن يكذبوا
لن يسمحوا لدفء الفراش
بأن يتسلل الى أجسادهم الصغيرة
إنهم ببساطة
لن يطيلوا المكوث في المنزل
بعد الآن
**
هنا
يموت كل شيء
و لايحيا الوطن
**
هنا أيضاً
تصبح الكوابيس
وسيلة لتجميل
الواقع
**
وهنا
لاتتوقف الحياة أبداً
ولا حتى الموت
**
في هذه الأيام
وحده شرُّ البلية
مايضحك السوريين
**
حين خرج لشراء علبة سجائر
ولم يعد
صدقنا جميعاً أن التدخين
يؤدي الى الوفاة
**
نفس المشهد يتكرر كل يوم
ومازال البعض يعتقد
أنها مجرد حاسة سادسة
**
أيهما أكثر حظاً
الطفل الذي قضى في المجزرة
أم الذي نجى منها ؟!!!
**
صديقي الحمصي
لم يدرك حتى الآن
ماهو المثير حقاً
بقصة هابيل وقابيل
وأنا أصدقه !!!
**
في حمص
كان الملائكة تنتظر مع الجميع
وصول المراقبين
**
بعد توقف النساء عن الإنجاب
أصبح جميع الحماصنة
من مواليد حمص القديمة
**
لست وحدك من لم تسمع صوت الرصاصة
التي قتلتك
كلنا فعلنا !!
**
لو عرف أبليس
أنه سيسجد بالنهاية للسوريين
لوفر على نفسه
عناء الاستكبار
**
وهنا
لم يعد الأطفال يسألون أمهاتهم
من أين جئنا ؟!!
جلُّ اهتمامهم
أين نذهب !!!
**
أخذت تبحث عن ابنها الصغير
بين الاشلاء
بين البقايا
كانت تصرخ
كانت تدعو
هذه المرة فقط ، هذه المرة يارب
لاأريد أن أجده
**
إلى صديق مغترب :
لاتعد الآن
الذكريات تحترق
دع تلك الصورة في مخيلتك واختنق بها
لن تعرفك الشوارع هنا
لن تحفظك الوجوه
**
عندنا كل شيءٍ
يكبر
ويشيخ فجأة !!
**
عندنا ايضاً
لايعتبر العمى مجرد داء
إنه مرض وراثي
**
بصراحة
أنا لست حزين
أنا فقط أدعي ذلك
أتظاهر بالحزن
لأبعث للعالم برسالة مفادها
أنني شخص طبيعي ، لاأعاني من أي شذوذ !!!
**
حين ينتهي كل شيء
سيصحو العقلاء من سباتهم
ويزروا التاريخ
خشية أن يكبر الأطفال
فجأة ً
ويتعلموا القراءة
**
حين تذهب لشراء
جرة غاز
ستدرك على الفور
كم هو باهظ ثمن الحرية
**
رمق طفلته النائمة بنظرة أخيرة
ودع زوجته
ومضى
لشراء ربطة خبز
**
الشياطين محبطة
لكنها لاتريد أن تسلم
بتفوق البشر
**
أي شهوة عمياء
تلك التي جعلتنا
نزني بهذا الوطن ؟!!!
**
ثم
سأبكي وابكي
وأبكي
كما يليق برثاءك
أيها الوطن

BROKER
10-06-2012, 11:53 PM
شكرا لك

قصيدة تحيي القلب الذي يموت ويعتاد على الجرائم

فاستمرار الوحوش في البقاء يقومون بعدوتنا بوحشيتهم

Salam L
11-06-2012, 12:21 AM
أيهما أكثر حظاً
الطفل الذي قضى في المجزرة
أم الذي نجى منها ؟!!!


.....


الموت مع الناس رحمة...

arnouri
11-06-2012, 01:44 AM
لو عرف أبليس


أنه سيسجد بالنهاية للسوريين

لوفر على نفسه

عناء الاستكبار



ثم
سأبكي وابكي


وأبكي

كما يليق برثاءك

أيها الوطن

ان شاء الله سوف
نبكي وسنبكي فرحاً بعرسك أيها الوطن

رندة
11-06-2012, 02:58 AM
شكراً أخت فاتنة
اختيار موفق مقطوعة شعرية غنية
شكرا ً للشاعر شادي أحمد
فمن الجرأة ان نتناول أي حدث بعد وقوعه مباشرة
وبهذا الثراء في التناول صور موجزة مؤثرة غير مطروقة
دمت نشاطاً أخت فاتنة

f.fatina
11-06-2012, 09:45 AM
أنا بصراحة هاد المقطع لي بكاني

أخذت تبحث عن ابنها الصغير
بين الاشلاء
بين البقايا
كانت تصرخ
كانت تدعو
هذه المرة فقط ، هذه المرة يارب
لاأريد أن أجده

فهد
11-06-2012, 03:52 PM
شكراً جزيلاً لكِ

Ship World
11-06-2012, 07:27 PM
قريت هالشعر بموقع سيريا نيوز وحبيت حطلكن ياه لتقروه كلكن لأن بصراحة أثر فيني كتيييير

في بلادي


يعتبر الموت بحادث سيارة


رفاهية


**



في بلادي أيضاً


لايعتبر الموت


أسوء ماقد يحصل لك


**


ويحدث أحياناً


أن تختنق بنشرة أخبار


**


في الحولة


وقفت الملائكة تنوح


والشياطين تتعلم


**


في الحولة أيضاً


امتزجت دماء الأمهات


بـ بول الأطفال


فاستوى مزاج الأرض


**


وفي الحولة


كان الجميع يتحدث عن الله


بصفة الغائب


**


ماتبقى من أطفال الحولة


لن يتغيبوا بعد اليوم عن المدرسة


لن يتأخروا عنها أبداً


لن يتظاهروا بالمرض ، لن يدعوا


لن يكذبوا


لن يسمحوا لدفء الفراش


بأن يتسلل الى أجسادهم الصغيرة


إنهم ببساطة


لن يطيلوا المكوث في المنزل


بعد الآن


**


هنا


يموت كل شيء


و لايحيا الوطن


**


هنا أيضاً


تصبح الكوابيس


وسيلة لتجميل


الواقع


**


وهنا


لاتتوقف الحياة أبداً


ولا حتى الموت


**


في هذه الأيام


وحده شرُّ البلية


مايضحك السوريين


**


حين خرج لشراء علبة سجائر


ولم يعد


صدقنا جميعاً أن التدخين


يؤدي الى الوفاة


**


نفس المشهد يتكرر كل يوم


ومازال البعض يعتقد


أنها مجرد حاسة سادسة


**


أيهما أكثر حظاً


الطفل الذي قضى في المجزرة


أم الذي نجى منها ؟!!!


**


صديقي الحمصي


لم يدرك حتى الآن


ماهو المثير حقاً


بقصة هابيل وقابيل


وأنا أصدقه !!!


**


في حمص


كان الملائكة تنتظر مع الجميع


وصول المراقبين


**


بعد توقف النساء عن الإنجاب


أصبح جميع الحماصنة


من مواليد حمص القديمة


**


لست وحدك من لم تسمع صوت الرصاصة


التي قتلتك


كلنا فعلنا !!


**


لو عرف أبليس


أنه سيسجد بالنهاية للسوريين


لوفر على نفسه


عناء الاستكبار


**


وهنا


لم يعد الأطفال يسألون أمهاتهم


من أين جئنا ؟!!


جلُّ اهتمامهم


أين نذهب !!!


**


أخذت تبحث عن ابنها الصغير


بين الاشلاء


بين البقايا


كانت تصرخ


كانت تدعو


هذه المرة فقط ، هذه المرة يارب


لاأريد أن أجده


**


إلى صديق مغترب :


لاتعد الآن


الذكريات تحترق


دع تلك الصورة في مخيلتك واختنق بها


لن تعرفك الشوارع هنا


لن تحفظك الوجوه


**


عندنا كل شيءٍ


يكبر


ويشيخ فجأة !!


**


عندنا ايضاً


لايعتبر العمى مجرد داء


إنه مرض وراثي


**


بصراحة


أنا لست حزين


أنا فقط أدعي ذلك


أتظاهر بالحزن


لأبعث للعالم برسالة مفادها


أنني شخص طبيعي ، لاأعاني من أي شذوذ !!!


**


حين ينتهي كل شيء


سيصحو العقلاء من سباتهم


ويزروا التاريخ


خشية أن يكبر الأطفال


فجأة ً


ويتعلموا القراءة


**


حين تذهب لشراء


جرة غاز


ستدرك على الفور


كم هو باهظ ثمن الحرية


**


رمق طفلته النائمة بنظرة أخيرة


ودع زوجته


ومضى


لشراء ربطة خبز


**


الشياطين محبطة


لكنها لاتريد أن تسلم


بتفوق البشر


**


أي شهوة عمياء


تلك التي جعلتنا


نزني بهذا الوطن ؟!!!


**


ثم


سأبكي وابكي


وأبكي


كما يليق برثاءك


أيها الوطن



كلام موثر و يصف الواقع المر الذي نحن فيه
اللهم الطف بنا و اهدنا الى بر الامان