فراس السكري
04-05-2012, 07:21 PM
قصة فيها كثير من العبرة ومؤثرة ارجو ان تنال اعجابكم
كان ذلك في يوم من أيام صيف 1996 في مدينة الدمام في المملكة العربية
السعودية وبالتحديد في فندق الأوبوري.. حيث كنت على موعد مع صديق لشرب
القهوة العربية بعد صلاة العصر.
وصلت إلى الفندق وتحديداً إلى قاعة المقهى المكيف الجميل ذي الديكورات
الخلابة وذلك قبل الموعد بساعة.. دخلت المقهى ولم أكن اعرف أين اجلس أو
انظر، إلا أن جمال المكان شدني للتجوال في أنحاءه لرؤية كل زاوية فيه،
وبالفعل تنقلت بين روعة الفن والديكور والأعمال الخشبية والزجاجية الجميلة
حتى وصلت إلى زاوية في آخر المقهى حيث وضع أثاث جميل وهادئ الألوان..وإضاءة
خفيفة جدا، ولا يرى الإنسان هناك إلا صفحة الوجه.. شدني ذلك الديكور
الرائع.. وتقدمت قليلا وبهدوء شديد إلى الجالس على تلك الأريكة، فقط لكي
أهنئه على حسن اختياره لتلك الزاوية.. ولكنني رأيت رجلا في الخمسينيات نحيف
الوجه..قد خط فيه الزمن خطوطه..وعيناه غائرتين ومليئتان بدمعتين من الحجم
الكبير جدا..وكان يجاهد لكي يمنعها من التدحرج على خديه.. تقدمت إليه
فرأيته غارقا في فكر بعيد جدا ..يخترق بنظرته الخمسينية ما وراء الفندق
والدمام والكرة الأرضية كلها..فقلت له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فنظر إلي نظرة استغراب لأنه لا يعرفني ولا اعرفه..وقال: وعليكم
السلام..وسكت.. فقلت له: هل يمكنني الجلوس على الأريكة المقابلة أم أنها
محجوزة ؟!. فقال كالمنزعج لانقطاع حبل أفكاره: لا..نعم..تفضل..تفضل.. فعرفت
من طريقة كلامه بأنه من أهل الشام وبالتحديد من لبنان..فجلست وأنا
ساكت..ولكن كيف للثرثار بان يجلس دون تعذيب لسانه..فقلت: عفوا..ولكن لماذا
تعذب عينيك وتمنع دمعتيك من التدحرج على خدك..لو كنت مكانك لأرحت عيني من
تحمل حرارة الدمع الحزينة وأرسلتها على خدي.. فما إن سمع كلامي حتى تدحرجت
الدموع على خديه وسلكت التقاطيع الكثيرة في وجهه ولكنه لم يمسحها بمنديل..
قلت: لابد انك تذكرت أناس أعزاء عليك!! قال: وما يدريك ؟! قلت: أرى معزتهم
في عينيك ومحياك.. قال: نعم أعزاء جدا جدا .. قلت: ومتى ستلتقيهم؟ قال:
والله أتمنى في كل لحظة السفر إليهم ولكن المسافة بعيدة جدا.. قلت: وأين
سكنهم؟ قال: آخر لقاءي بها كان في أمريكا قبل ثلاث سنوات ولكننا افترقنا
فلم نكن نلتقي إلا في المنام أو الأحلام.. قلت: أيها العاشق اخبرني بقصة
عشقك إن لم يكن في ذلك تدخل شخصي في حياتك.. قال وبابتسامة صغيرة: لا
أبدا..ليس هناك بيني وبين ياسمين أية أسرار بل وستكون سعيدة حسب ظني بها لو
أنني قصصت عليك قصة حبنا الكبير..ولكن دعني أصحح لك معلومة صغيرة وهي إن
ياسمين هي ابنتي التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات.. ففوجئت بالمعلومة..ثم
كان ذلك في يوم من أيام صيف 1996 في مدينة الدمام في المملكة العربية
السعودية وبالتحديد في فندق الأوبوري.. حيث كنت على موعد مع صديق لشرب
القهوة العربية بعد صلاة العصر.
وصلت إلى الفندق وتحديداً إلى قاعة المقهى المكيف الجميل ذي الديكورات
الخلابة وذلك قبل الموعد بساعة.. دخلت المقهى ولم أكن اعرف أين اجلس أو
انظر، إلا أن جمال المكان شدني للتجوال في أنحاءه لرؤية كل زاوية فيه،
وبالفعل تنقلت بين روعة الفن والديكور والأعمال الخشبية والزجاجية الجميلة
حتى وصلت إلى زاوية في آخر المقهى حيث وضع أثاث جميل وهادئ الألوان..وإضاءة
خفيفة جدا، ولا يرى الإنسان هناك إلا صفحة الوجه.. شدني ذلك الديكور
الرائع.. وتقدمت قليلا وبهدوء شديد إلى الجالس على تلك الأريكة، فقط لكي
أهنئه على حسن اختياره لتلك الزاوية.. ولكنني رأيت رجلا في الخمسينيات نحيف
الوجه..قد خط فيه الزمن خطوطه..وعيناه غائرتين ومليئتان بدمعتين من الحجم
الكبير جدا..وكان يجاهد لكي يمنعها من التدحرج على خديه.. تقدمت إليه
فرأيته غارقا في فكر بعيد جدا ..يخترق بنظرته الخمسينية ما وراء الفندق
والدمام والكرة الأرضية كلها..فقلت له: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فنظر إلي نظرة استغراب لأنه لا يعرفني ولا اعرفه..وقال: وعليكم
السلام..وسكت.. فقلت له: هل يمكنني الجلوس على الأريكة المقابلة أم أنها
محجوزة ؟!. فقال كالمنزعج لانقطاع حبل أفكاره: لا..نعم..تفضل..تفضل.. فعرفت
من طريقة كلامه بأنه من أهل الشام وبالتحديد من لبنان..فجلست وأنا
ساكت..ولكن كيف للثرثار بان يجلس دون تعذيب لسانه..فقلت: عفوا..ولكن لماذا
تعذب عينيك وتمنع دمعتيك من التدحرج على خدك..لو كنت مكانك لأرحت عيني من
تحمل حرارة الدمع الحزينة وأرسلتها على خدي.. فما إن سمع كلامي حتى تدحرجت
الدموع على خديه وسلكت التقاطيع الكثيرة في وجهه ولكنه لم يمسحها بمنديل..
قلت: لابد انك تذكرت أناس أعزاء عليك!! قال: وما يدريك ؟! قلت: أرى معزتهم
في عينيك ومحياك.. قال: نعم أعزاء جدا جدا .. قلت: ومتى ستلتقيهم؟ قال:
والله أتمنى في كل لحظة السفر إليهم ولكن المسافة بعيدة جدا.. قلت: وأين
سكنهم؟ قال: آخر لقاءي بها كان في أمريكا قبل ثلاث سنوات ولكننا افترقنا
فلم نكن نلتقي إلا في المنام أو الأحلام.. قلت: أيها العاشق اخبرني بقصة
عشقك إن لم يكن في ذلك تدخل شخصي في حياتك.. قال وبابتسامة صغيرة: لا
أبدا..ليس هناك بيني وبين ياسمين أية أسرار بل وستكون سعيدة حسب ظني بها لو
أنني قصصت عليك قصة حبنا الكبير..ولكن دعني أصحح لك معلومة صغيرة وهي إن
ياسمين هي ابنتي التي كانت تبلغ من العمر عشر سنوات.. ففوجئت بالمعلومة..ثم