arnouri
27-04-2012, 12:17 AM
صفحة من أوراق المقاومة (الحمصية) ضد المستعمر
...
*الإذاعة السورية كانون الأول1957
لقد ساهم كل سوري بنصيبه في الثورة التي شملت كل بقاع الوطن، فمنهم من قاتل ومنهم من حمى الثوار ومنهم من حمل لهم الطعام والحاجيات وأمن الاتصال بينهم...
وأكثر الناس من عانى وصبر وتحمل الظلم والحرمان والقهر والحاجة وتعطيل الحياة في سبيل دعم الثوار وانتصار قضية الوطن
التي اجتمع عليها السوريون آنذاك ـ وهي الاستقلال ـ
الثورة لا يحسم أمرها في الميدان العسكري فقط، وإنما في شتى الميادين السياسية والإعلامية والمادية
والأهم التفاف الناس حولها واستعدادهم للدفع بأنفسهم وممتلكاتهم في سبيل استمراريتها، والإيمان بها وتحمل مختلف تبعاتها..
في هذا الإطار تحتل القصص الإنسانية والتفاصيل الحياتية اليومية للناس أهميتها، لأنها شجاعة أن تموت في ساحات المعارك،
لكن الأكثر بسالة أن تقاتل كل يوم في معركة غير معروفة النتائج وغير متكافئة دفاعاً عن آخر المقاتلين..
واحدة من هذه القصص اليومية بتفاصيلها المؤلمة وكلفتها العالية، ترويها مذكرات ـ سعيد التلاوي ـ عن أهالي حمص
الذين بذلوا أنفسهم وأرزاقهم دفاعاً عن آخر مقاتلين ضد الاستعمار والاستبداد ..بما له من معنى عميق أرادوا إيصاله إلى عسكر الفرنسيين..
ألا وهو رفضهم للاستسلام النفسي والمعنوي والأخلاقي، وبقائهم أوفياء للثورة وأبطالها ورموزها ودفاعهم عنها حتى الرمق الأخير فعلاً وقولاً...
وعبر تفاصيل هذه القصة الحقيقية ـ كما يؤكد الكاتب ـ نجد الكثير من الممارسات التي تدل على مدى وحشية الانتداب الفرنسي في قمع الثورة وإخمادها،
ومدى حقده على الشعب المقاوم، وأساليب العقوبات الجماعية التي اتبعها بحق المدن والبلدات وزاده لحمة ووحد قراره في طرد الأجنبي نهائياً عن أرضه..
مقتطفات من مذكرات ـ سعيد التلاوي ـ تحت عنوان " ثورة حمص "
" ... كان لحمص نصيب من تلك الثورة السورية الكبرى 1925، أشركهم فيها الاستعمار الفرنسي الأحمق الأخرق وجعل كل حمصي ثائراً بإرادته
وبدلاً من أن يكون الثوار خمسين ثائراً جعلهم الاستعمار مائة ألف ثائراً
إذ صب نقمته على الجميع فأصبحوا كلهم ثواراً... لقد اندلعت الثورة في جميع أرجاء الوطن
ولاسيما في دمشق والغوطتين وحمص وحماة وجبل الزاوية وجبل حوران
حيث تكبد المستعمرون كثيراً من المصاعب والمتاعب وذاقوا القتل والفتك من صمود الشعب السوري وخاضوا معارك أرهقت الجيش وخزينة بلاده...
فقد حشدت القوة الباغية مائة وعشرة آلاف جندي محارب هلك أكثرهم على هذا الثرى..
أخمدت الثورة لكن نارها في حمص لم تخمد... وكانت مطبوعة في حمص بطابع اثنين من المجاهدين (أكرم النشواني وخيرو الشهلا)،وإلى جانبهما لفيف من المجاهدين لا يتجاوزون عدد أصابع الكف.. لم يلقوا السلاح وظلوا يحاربون بشجاعة في
البساتين والحقول والمزارع والمدينة والبيوت والشوارع أربع سنوات متتالية..
الإذاعة السورية
مجلة منوعة صدرت مرتين في الشهر عام 1953
رئيس تحريرها : سعيد الجزائري.
نشرت للعديد من الكتاب والشعراء ورجالات الثقافة في سورية وخارجها أصبح اسمها مجلة " هنا دمشق "
ثم تحول إلى " فنون" التي ما زالت تصدر حتى اليوم بهذا الاسم عن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
...
*الإذاعة السورية كانون الأول1957
لقد ساهم كل سوري بنصيبه في الثورة التي شملت كل بقاع الوطن، فمنهم من قاتل ومنهم من حمى الثوار ومنهم من حمل لهم الطعام والحاجيات وأمن الاتصال بينهم...
وأكثر الناس من عانى وصبر وتحمل الظلم والحرمان والقهر والحاجة وتعطيل الحياة في سبيل دعم الثوار وانتصار قضية الوطن
التي اجتمع عليها السوريون آنذاك ـ وهي الاستقلال ـ
الثورة لا يحسم أمرها في الميدان العسكري فقط، وإنما في شتى الميادين السياسية والإعلامية والمادية
والأهم التفاف الناس حولها واستعدادهم للدفع بأنفسهم وممتلكاتهم في سبيل استمراريتها، والإيمان بها وتحمل مختلف تبعاتها..
في هذا الإطار تحتل القصص الإنسانية والتفاصيل الحياتية اليومية للناس أهميتها، لأنها شجاعة أن تموت في ساحات المعارك،
لكن الأكثر بسالة أن تقاتل كل يوم في معركة غير معروفة النتائج وغير متكافئة دفاعاً عن آخر المقاتلين..
واحدة من هذه القصص اليومية بتفاصيلها المؤلمة وكلفتها العالية، ترويها مذكرات ـ سعيد التلاوي ـ عن أهالي حمص
الذين بذلوا أنفسهم وأرزاقهم دفاعاً عن آخر مقاتلين ضد الاستعمار والاستبداد ..بما له من معنى عميق أرادوا إيصاله إلى عسكر الفرنسيين..
ألا وهو رفضهم للاستسلام النفسي والمعنوي والأخلاقي، وبقائهم أوفياء للثورة وأبطالها ورموزها ودفاعهم عنها حتى الرمق الأخير فعلاً وقولاً...
وعبر تفاصيل هذه القصة الحقيقية ـ كما يؤكد الكاتب ـ نجد الكثير من الممارسات التي تدل على مدى وحشية الانتداب الفرنسي في قمع الثورة وإخمادها،
ومدى حقده على الشعب المقاوم، وأساليب العقوبات الجماعية التي اتبعها بحق المدن والبلدات وزاده لحمة ووحد قراره في طرد الأجنبي نهائياً عن أرضه..
مقتطفات من مذكرات ـ سعيد التلاوي ـ تحت عنوان " ثورة حمص "
" ... كان لحمص نصيب من تلك الثورة السورية الكبرى 1925، أشركهم فيها الاستعمار الفرنسي الأحمق الأخرق وجعل كل حمصي ثائراً بإرادته
وبدلاً من أن يكون الثوار خمسين ثائراً جعلهم الاستعمار مائة ألف ثائراً
إذ صب نقمته على الجميع فأصبحوا كلهم ثواراً... لقد اندلعت الثورة في جميع أرجاء الوطن
ولاسيما في دمشق والغوطتين وحمص وحماة وجبل الزاوية وجبل حوران
حيث تكبد المستعمرون كثيراً من المصاعب والمتاعب وذاقوا القتل والفتك من صمود الشعب السوري وخاضوا معارك أرهقت الجيش وخزينة بلاده...
فقد حشدت القوة الباغية مائة وعشرة آلاف جندي محارب هلك أكثرهم على هذا الثرى..
أخمدت الثورة لكن نارها في حمص لم تخمد... وكانت مطبوعة في حمص بطابع اثنين من المجاهدين (أكرم النشواني وخيرو الشهلا)،وإلى جانبهما لفيف من المجاهدين لا يتجاوزون عدد أصابع الكف.. لم يلقوا السلاح وظلوا يحاربون بشجاعة في
البساتين والحقول والمزارع والمدينة والبيوت والشوارع أربع سنوات متتالية..
الإذاعة السورية
مجلة منوعة صدرت مرتين في الشهر عام 1953
رئيس تحريرها : سعيد الجزائري.
نشرت للعديد من الكتاب والشعراء ورجالات الثقافة في سورية وخارجها أصبح اسمها مجلة " هنا دمشق "
ثم تحول إلى " فنون" التي ما زالت تصدر حتى اليوم بهذا الاسم عن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.