تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أبو صالح


غسان
24-01-2012, 12:11 AM
من يتأمل الحفر والممرات المغروزة في جبهة أبو صالح يدرك كم





استطاعت الدنيا أن تؤثر على هذا الرجل التسعيني الذي بقي محافظا



على صحته رغم كل النوائب والمحن التي مرت عليه في سني



عمره الطويلة ........



ترى هل سئم أبو صالح تكاليف الحياة.....



فمن يصل لهذه السن لابد له أن يزهد بمتع الحياة الفانية رغم أنف



الطماعين والشرهين للمزيد !!!



كان يحكي لضيوفه دائما قصة الخروف الشجاع



عندما أراد صاحبه أن يذبحه عند بلوغه عاما واحدا...........



فقد مشى الخروف بوداعة هائلة مع صاحبه الى غرفة الاعدام لانه



لم يدرك ماينتظره ولكنه انتفض عندما لمعت نصلة السكين في عينيه



وصار يضرب حيطان الغرفة كأنه مس بجنون البقر !!!



تركه الفلاح ليهدأ قليلا وكل منهما اتخذ ركنا مقابلا للاخر ينظران



لبعضهما بتحدي وحذر ....



أخذ الخروف يفكر لما أراد صاحبه أن يضحي به في يوم مولده لابد



من وجود سر في ذلك ؟؟؟



هنا كسر الخروف حاجز الصمت بسؤال جريء وباستعطاف



المظلوم :أرجوك ياسيدي أتسمح لي أن أسألك لما اخترت هذا اليوم



بالذات



لقد مر علي فقط أربع فصول فقط وأريد أن أعرف وماذا بعد ...



فلاتحرمني لذه الاكتشاف



تنهد الفلاح وبلع ريقه لتجميع أفكاره واقناع خروفه بصدق نواياه :



والذي خلق الصيف والشتاء وجعل الارض تحت السماء تركتك حتى



أتممت سنة كاملة بفصولها الاربعة فلن تجد جديدا بعد اليوم ..ولك



الخيار ان شئت أخرتك الى قابل وأنت وشائنك ؟؟؟ ولك القرار



صعق الخروف بداية وأطرق مليا ثم أعلن استسلامه : خلاص



خلاص ...أعمل سكينتك في رقبتي بعد بسم الله وانه مابدأت به ....!!!!



كانت قصص أبو صالح غريبة نوعا ما وتترك في نفوس من يسمعها



من أبنائه أو زواره مشاعر مختلفة وغامضة



كان أبو صالح كبير البلدة ومختارها بالاصح فلايوجد بيت فيها الا



وله فيه أقارب ....



كل من يزوره لابد له أن يتق الله بشكل من الاشكال ...!!!



لانه كان يجاوب على السؤال المعتاد عند المغادرة بالعامية (



بتوصي شي ياكبير ) :



بقوله اتق الله ...أوصيك أن تتق الله



ولتلك الوصية حكاية ........