عمار ـ متابع
16-01-2012, 12:19 AM
قوس قزح..إنهم يسنون أسنانهم!
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
الاحد 15 كانون الثاني 2012
عمّار أبو عابد
المستثمرون الصغار في سوق الأوراق المالية سُرّوا كثيراً بالصندوق الوطني للاستثمار، لأنه برأيهم ثلاثة بواحد، فهو يحمي مدخراتهم، وينشط الاستثمار، ويعود بأرباح مجزية على الجهات المساهمة فيه. لكن أحدهم بدا فرحاً بحذر، وحين سألته عن السبب، ذكرني برواية (جزيرة الكنز)، وقال: هناك خمسة عشر (هاموراً) فرحوا أيضاً من أجل الصندوق!. وهم يسنون أسنانهم لافتراسنا وافتراسه!.
ولأنني عبّرت عن شكوكي بالأمر، قال: ألم تر كيف فتح الهامور فمه منذ أيام، وابتلع السوق بمن فيه؟. لقد قام بتصريف مئات الآلاف من الأسهم بحركتين، وحول الأخضر إلى أحمر والتفاؤل إلى يأس، فهرب المستثمرون خوفاً ورعباً, هكذا هم (هوامير) الأسواق المالية لا يشبعون، يستفردون بالمستثمرين الصغار ويلعبون بالسوق على هواهم، وليس هناك من يردعهم، كأسماك القرش في المحيطات!. وحين شرحت له بأن هيئة الأوراق المالية وإدارة السوق تصران دائماً على أن السوق المالي للاستثمار طويل الأجل وليس للمضاربة، قال: هؤلاء (الهوامير) لن يردعهم عن التلاعب بالسوق إلا صدور قرار يمنع المستثمر من بيع أكثر من عشرة آلاف سهم في الجلسة الواحدة. لكن المسؤولين في البورصة والهيئة لا يريدون ذلك، لأن أسواق المال في نيويورك وفرانكفورت وطوكيو لا تفعله، وينسون أن شخصاً واحداً لا يستطيع أن يتلاعب بتلك الأسواق لضخامتها بعكس سوقنا الصغير!. وأضاف المستثمر بغضب: القانون يجرم من يضارب على سعر الليرة، ومن يحتكر السلع الغذائية، لكنه للأسف لا يجرم من يتلاعب بمدخرات الناس التي جمعوها بشق الأنفس وعرق الجبين, فكيف نسمح لشخص أن يمتص دماء الناس وأموالهم وأحلامهم، لينتفخ كرشه وهو قابع وراء مكتبه!. ولماذا لا ينشئ بهذه الأموال المكدسة مثل الهمّ على قلبه مصنعاً يشغل اليد العاملة، فيدعم الاقتصاد الوطني بدل أن يخربه!. وختم حديثه بالقول: صحيح أن خمسة عشر هاموراً فرحوا من أجل الصندوق، لكن أحداً لن يجد الكنز في النهاية، إذا أصروا على تخريب السوق، لأن الجميع سيخسرون عندئذ.
ammar.abuabed@gmail.com (ammar.abuabed@gmail.com)
دمشق
صحيفة تشرين
رأي
الاحد 15 كانون الثاني 2012
عمّار أبو عابد
المستثمرون الصغار في سوق الأوراق المالية سُرّوا كثيراً بالصندوق الوطني للاستثمار، لأنه برأيهم ثلاثة بواحد، فهو يحمي مدخراتهم، وينشط الاستثمار، ويعود بأرباح مجزية على الجهات المساهمة فيه. لكن أحدهم بدا فرحاً بحذر، وحين سألته عن السبب، ذكرني برواية (جزيرة الكنز)، وقال: هناك خمسة عشر (هاموراً) فرحوا أيضاً من أجل الصندوق!. وهم يسنون أسنانهم لافتراسنا وافتراسه!.
ولأنني عبّرت عن شكوكي بالأمر، قال: ألم تر كيف فتح الهامور فمه منذ أيام، وابتلع السوق بمن فيه؟. لقد قام بتصريف مئات الآلاف من الأسهم بحركتين، وحول الأخضر إلى أحمر والتفاؤل إلى يأس، فهرب المستثمرون خوفاً ورعباً, هكذا هم (هوامير) الأسواق المالية لا يشبعون، يستفردون بالمستثمرين الصغار ويلعبون بالسوق على هواهم، وليس هناك من يردعهم، كأسماك القرش في المحيطات!. وحين شرحت له بأن هيئة الأوراق المالية وإدارة السوق تصران دائماً على أن السوق المالي للاستثمار طويل الأجل وليس للمضاربة، قال: هؤلاء (الهوامير) لن يردعهم عن التلاعب بالسوق إلا صدور قرار يمنع المستثمر من بيع أكثر من عشرة آلاف سهم في الجلسة الواحدة. لكن المسؤولين في البورصة والهيئة لا يريدون ذلك، لأن أسواق المال في نيويورك وفرانكفورت وطوكيو لا تفعله، وينسون أن شخصاً واحداً لا يستطيع أن يتلاعب بتلك الأسواق لضخامتها بعكس سوقنا الصغير!. وأضاف المستثمر بغضب: القانون يجرم من يضارب على سعر الليرة، ومن يحتكر السلع الغذائية، لكنه للأسف لا يجرم من يتلاعب بمدخرات الناس التي جمعوها بشق الأنفس وعرق الجبين, فكيف نسمح لشخص أن يمتص دماء الناس وأموالهم وأحلامهم، لينتفخ كرشه وهو قابع وراء مكتبه!. ولماذا لا ينشئ بهذه الأموال المكدسة مثل الهمّ على قلبه مصنعاً يشغل اليد العاملة، فيدعم الاقتصاد الوطني بدل أن يخربه!. وختم حديثه بالقول: صحيح أن خمسة عشر هاموراً فرحوا من أجل الصندوق، لكن أحداً لن يجد الكنز في النهاية، إذا أصروا على تخريب السوق، لأن الجميع سيخسرون عندئذ.
ammar.abuabed@gmail.com (ammar.abuabed@gmail.com)