
رد: سعر صرف الدولار مقابل الليرة28-1-2012 (السوقي)
في سورية ليس تعويماً جزئياً ولا كلياً.. بل هو لغط سيضر الليرة
تاريخ المقال: 2012-01-28

قرأت يوم الجمعة التالية للظهور التلفزيوني لحاكم مصرف سورية المركزي، خبراً على أحد المواقع الإلكترونية مفاده أن البنك المركزي عوّم الليرة السورية، فما كان مني إلا أن دخلت على الخط وانتقدت من قام بهذا التصريح، وقلت حينها أن التعويم في أي بلد يشكو من أزمة سياسية واقتصاد يخضع لعقوبات صارمة نتج عنها فقدان التدفقات الخارجية بالعملات الصعبة ونقص في الموارد بسبب إيقاف تصدير النفط إضافة إلى تراجع بل ركود اقتصادي مصاحب لعجز ميزانية يعادل حوالي 20% من الناتج المحلي، فضلا عن تضخم حاد في الأسعار هو بمثابة نحر لعملة هذا البلد.
إن كلمة التعويم floating معناه جعل الشيء يطفو أما التعويم في الحالة السورية فهو يستحق كلمة إغراق drowning.
فما كان من هذا الموقع إلا أن تراجع عن هذا الخبر. وفي اليوم التالي أي يوم السبت فوجئت بسماع عدة محطات تتكلم عن تعويم العملة السورية.
ولما أردت التأكد عرفت مصدر ذلك اللغط لقد صدر في جريدة فاينيشال تايمز مقابلة مع حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة ذكر فيها أن سورية قررت اتباع سياسة التعويم الجزئي Managed Floatation.
هل صحيح أن ما حدث في سورية هو تعويم بعدما سمحت الحكومة للمصارف وشركات الصرافة ببيع القطع الأجنبي بسعر السوق مع هامش واحد بالمائة؟
وهل هو تعويم جزئي بل هل يمت للتعويم بصلة ؟
يقصد بالتعويم تحويل العملة إلى سلعة تخضع كأي سلعة لعوامل العرض والطلب في تحديد سعرها.
وهذا يستوجب أن تكون العملة قابلة للتحويل للعملات الأخرى التي سيتم تسعيرها وفقها convertible , ومعنى ذلك ألا يكون هناك أي عائق في وجه شراء العملة أو بيعها مقابل أي عملة أخرى , فهل تحقق الشرط هذا في الليرة السورية؟
هل سمح القرار الأخير لمجلس الوزراء بعد أن أفرغته التعليمات التنفيذية من مضمونه بالتداول الحر لليرة السورية؟
من يقرأ التعليمات التنفيذية يرى أن القرار سمح بشكل حر فقط لمن يملك عملة صعبة أن يحولها إلى الليرة السورية بسعر هو أعدل من السعر الرسمي السابق، ولكنه وضع عوائق عديدة أمام من يريد شراء العملة الصعبة، ومنع استخدام البنوك للعملة المشتراة في تمويل الاستيراد.
وهكذا فإنّ أول شرط من شروط التعويم لم يتحقق وهو حرية البيع والشراء.
ولكن كيف يتم تقييم أي عملة بعد التعويم؟
منذ عام 1971 بعد أن أعلن نيكسون عن خروج أمريكا من معيار الذهب الذي كان بموجبه تتعهد أمريكا بإعطاء أونصة ذهب مقابل كل 35 دولار، أصبحت العملة الأمريكية من العملات التي أطلق عليهاfiat money اي العملة الورقية بقوة القانون. وبذلك تحولت العملة الأمريكية إلى سلعة يتم تقييمها وفقا لقوة الاقتصاد الأمريكي، وتدفقات الأموال إليه والميزان التجاري وحجم العجز أو الفائض في ميزانية الحكومة الأمريكية إضافة إلى الاستقرار السياسي وحاجة العالم إلى العملة الأمريكية التي يتم تسعير الكثير من السلع الضرورية بها وخاصة البترول.
ويضاف إلى ذلك في الدول الأخرى حجم الاحتياطات من العملات الصعبة. ولتقريب الفكرة يمكن اعتبار أنه من يشتري دولاراً فهو يشتري سهماً في شركة كبرى يتوقف على أدائها قيمة السهم وهذا هو أقرب وصف للتعويم.
أما التعويم الجزئي والذي نرى أنه لم يطبق، ونتوقع أن يسبب هذا اللغط في المستقبل بالمزيد من هبوط لليرة السورية، فهو أن يتم السماح بالبيع والشراء الحر، ولكن ضمن مجال محدد بين سعرين أحدهما هو الحد الأدنى التي تسمح بها الدولة قبل أن يتدخل بنكها المركزي واقعيا وليس لفظياً في السوق لمنع هبوط سعر العملة، وذلك بشراء العملة مقابل العملات الصعبة، وكذلك وضع حد أعلى لا تتجاوزه العملة، لأن العملة القوية تضر أيضا بالاقتصاد خاصة في حالة الركود.
من مقابلة أجرتها صحيفة بلدنا مع المحلل الاقتصادي نادر الغنيمي
__________________
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك
اللهم ظلنا تحت عرشك يوم لاظل الا ظلك
رب اوزعني ان اشكر نعمتك علي وعلى والدي
وان اعمل عمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي
اني تبت اليك واني من المسلمين
رب اغفر لي ولوالدي ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
اللهم اغفر لي مالايعلمون
ولاتؤاخذني بما يقولون
واجعلني خيرا مما يظنون