21-02-2012, 10:42 PM | #291 |
عضوية مميزة
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
[quote=لقماان;167435] أخي غالب سؤالك بمحله ان باب بنايتي يقع على طريق حماة الرئيسي مقابل جامع عباس هو طريق خطر جدا لأنه نقطة تماس ما بين حاجز المطاحن الذي يقع على الطريق حماة أيضا بعد شي 200متر شمالا و حواجز المسلحين الدائمة التي تقع خلف بنائنا و حواجزهم الطيارة التي ينشؤونها بجانب البناية ... فأي حركة بتعلق بين التنين و بيشتغل القنص من عند المطاحن اذا وراء بيتي بالضبط هي منطقة الخالدية و اذا قطعنا الطريق الرئيسي هي جورة الشياح .... في الأيام العادية في كلا الحيين يوجد حركة و تسوق و يوجد حواجز للمسلحين بشكل واضح للعيان في الخالدية و بشكل مخفي في جورة الشياح أما في هذه الأيام الاستثنائية فالسير في الخالدية خطر جدا لأن هناك هدايا تسقط من السماء أما في الجانب المقابل فأنت تأمن هبوط هدايا السماء لوجود المشفى الوطني لحمص و الذي يوجد بداخله المرضى و و جنود من الجيش ... أضف أنه في كلا الحيين لا تجد طلبك ... لكن بعد عدة أيام من الحصار في البيت نفد القوت عند الناس فآيست و نزلت لتحضر الطعام و القوت لها و لأولادها ....... بقيت ملاحظة عن قولك تتسوق بكل حرية : عندما تضع الموت أمام عينيك فمن ذا الذي سيمنع حريتك كلنا نعرف أننا قد نفقد حياتنا في نزولنا للتسوق .... لكن لم يبقى لنا خيارا آخر الا النزول للتسوق بحرية من العبد و بعبودية كاملة و استسلام لحماية الرب ............ [/quote] الاثنين13 شباط 2012ليلة القبض على طريق حلب ....... مازالت اصوات الانفجارات تمزق هدوء الليل و تجبرنا على اثبات صحة نظرية أصل الليل مش للنوم أصل الليل للسفر ....عفوا للسهر ..كما غنتها فيروز... و التي برهن الواقع صحتها في حمص فتحولت من نظرية تحتما الخطأ و الصواب الى قانون ...أثبت الواقع صحته .......... كانت أمنية السفر بعائلتي بسلام من جحيم حمص الى كربة الغربة أقصى ما أتمناه في تلك الليلة .. وضعت يدي خلف ظهري و صرت أزرع الكريدور جيئة و ذهابا أصل الى الشباك فأنظر من ثنايا الأبجور فأجد الجثة التي كنت أشرب القهوة دون أن أعيرها اهتمام كما قلت لأخي رامي في مكالمة أشار لها مشكورا .... ما زالت مرمية في الطريق... سألت نفسي لو كانت الأموات جدلا تشعر بالبرد... ما كان حال هذه الجثة في هذا الصقيع ...لابد و أنها تصرخ و تصرخ تطلب الدفء و السترة بأن تدفن .......و حالها يقول كفى كفى لقد متنا و انتهى أمرنا عندكم ...... ماذا تريدون بعد منا ......... المهم فجأة تاتي تغطية الموبايلات....بدون سابق انذار ............. اتصلت بجاري و هو موظف في البنك العقاري لأزف له الخبر قال لي لقد علمت فجائتنا رسائل أن غدا دوام في البنوك و ستقوم الحواجز بتأمين وصول كافة الموظفين الى أعمالهم و عدم طلب العودة منهم .. من قبض راتبه من صرافات العقاري في 31 كانون كان محظوظا اما الباقي فكان عليه انتظار رحمة رب العالمين و بعض المحاولات ....كالتي ذكرتها.............فالوظف ان لم يقبض راتبه ...ماذا سيفعل .....قد يخف ولاءه ....قد يخف ولاءه ..............لعمله..... و استمر الوضع قرابة الساعة ثم انقطعت التغطية مرة أخرى ذهبت ركيض الى زوجتى و قلت لها هي فرصتنا أن نسافر صباح غد الثلاثاء استنادا الى رسائل الموظفين و عودة تغطية الموبايل مؤقتا ............. فهجمنا أنا و زوجتي على ما نملك من أكياس و حقائب و ملئناها بكل ما نستطيع ....فاتسعت معها لأحزاننا ................. و تركت زوجتي تضب الأشياء و نزلت لعند جيراني لأودعهم و أستودعهم البيت .....كاد جاري المسكين ينفجر باكيا و قال لي لم يبقى أحد في البناء قلت له .....لم يبق لك الا الله سبحانه و تعالى وودعته و عدت أدراجي الى البيت كانت أم حكيم قد أعدت لي أكوام من الأكياس و الحقائب أصابتني كثرتها بالاكتئاب لأنني سأصارع في حملها على جبهتين الجبهة الأولى وزنها و الثانية كيفية التنقل بها لأن الامر يحتاج الى سرعة و رشاقة في التحرك .... الاخلال بتوازنها قد يكلفنا غاليا ..... لم تعرف عيني النوم الا لحظات تعود لتفتح على واقعنا وواقع الكثيرين في حمص ....... صرت أدعو لرب العالمين أن يتطلطف بنا و يطوي عذاب سفرنا بوصولنا بسلام الى مبتغانا .... عفوا للوصول على ما أجبرنا أن يكون مبتغانا .... ........و صليت ركعتين ... و تركت العنان لمخيليتي و ذكرياتي تسرحان...... وتركت الحرية لعيناي تزرفان ................... التعديل الأخير تم بواسطة لقماان ; 21-02-2012 الساعة 10:54 PM. |
12 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة: |
ABDUL KARIM (22-02-2012),
Abo Karim (22-02-2012),
Ahmadhsn (21-02-2012),
arnouri (22-02-2012),
BROKER (22-02-2012),
economic opinion (22-02-2012),
د.وائل نحاس (21-02-2012),
رندة (21-02-2012),
سندباد (23-02-2012),
sooadchamden (13-04-2012),
غالب (22-02-2012),
غسان (21-02-2012)
|
22-02-2012, 02:13 AM | #292 |
عضو أساسي
شكراً: 3,069
تم شكره 1,939 مرة في 898 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
رغم الأوقات العصيبة التي نعيشها كسوريين تحت الخطر التقينا لقمان الأخ العزيز الغالي علينا جميعاً لساعات قليلة. وسيسعدنا أن نعاود اللقاء في ظروف أفضل. من يلتقي الأخ لقمان يعرف أكثر أنه يدخل القلب بسرعة، وبه نرى طيبة السوريين. |
4 أعضاء قالوا شكراً لـ سمير على المشاركة المفيدة: |
ABDUL KARIM (22-02-2012),
لقماان (22-02-2012),
economic opinion (22-02-2012),
د.وائل نحاس (22-02-2012)
|
22-02-2012, 11:24 AM | #293 |
عضوية مميزة
شكراً: 30,202
تم شكره 17,321 مرة في 8,500 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
أخي بالله أبو حكيم الدين الغالي شو رأيك ما صار وقت تحطلنا صورة جديدة إلك ولولاد أخي حكيم الدين وعطاء الله على ما أعتقد عطاء الله هلأ كبران وفارق شوي بس مشان شوف كيف صارو مع إني كتييييييييير بحب هالصورة الله يحميكون ويخليكون لأختي أم حكيم ويخليلكون لبعض ويرجعكون لحمص سالمين غانمين |
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ economic opinion على المشاركة المفيدة: |
لقماان (22-02-2012)
|
22-02-2012, 01:57 PM | #294 |
عضوية مميزة
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
اخوتي و أخواتي الكرام و كل من قدم مشاركة غالية على قلبي في هذه اليوميات ..... مشاركاتكم محل اهتمامي و تقديري الغاليين ..... سأراسلكم و أرد على محتواها الانساني من كل بد على الخاص عندما تتاح لي الفرصة سأرد على الخاص آملا أن أرد ولو جزء بسيط من تفاعلكم الانساني مع مأساة البلد على العموم و مأساة أحد سكان مدينة مدينة حمص أحد أرقام مدينة حمص يدعى لقمان...... على وجه الخصوص |
8 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة: |
Abo Karim (22-02-2012),
العربي (22-02-2012),
economic opinion (22-02-2012),
د.وائل نحاس (22-02-2012),
رندة (05-03-2012),
سندباد (23-02-2012),
عابر مجيب (23-02-2012),
غسان (22-02-2012)
|
05-03-2012, 08:21 PM | #295 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عضوية مميزة
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
مقدمة حمصية : ليكني أخي عبد السلام هي انا عمبر بوعدي لألك لا تؤوللي تأخرت علي و و بعد شو... بعد ما صارت عضامي مكاحل ...الدنيا برد و مافي مازوت......ما بعرف اذا في برد عندك ................. أخي أبو أحمد لي مستعجل لسا معنا وأت انت شو وراك ... تركت الشئا لمين بئا........ الله يرحمك زاتا ما بتجوز على الميت يلي هو انت الا الرحمة..الله يرحمك و يرحمنا .... ...................................التتمة......... ......................... فجأة في مساء يوم 15 كانون الثاني 2012 من بعد صلاة المغرب سمعنا صوت رصاصتي قنص ..صوتها مميز و فعلها مميز في الغالب .....و علت أصوات عويل النساء في البناء و كل أبواب شقق البناء صارت تفتح بحركة متشنجة تدل أن هناك خطب ما قد حصل ...قفزت الى باب البناء و أنا بين الفيئ و النايم و فتحت الباب و نزلت على الدرج ...كهرباء الدرج مقطوعة و صوت عويل النساء بكاء الأطفال يقطع القلوب ...قال لي أحد الأطفال نزيل يا عمو بسرعة لححئ أبو أحمد مئوس بالشارع و ما حدن عميسترجي يجيبوا .....ما استوعبت حكي الولد منيح ...و ركضت على الدرج بسرعة جنونية لا أعرف ما أصدم بطريقي أبشر أم حجر .....وصلت الى آخر صفرة درج وقفت على الصفرة و نظرت الى الشارع المعتم فاذا ببقعة ضوء مسلطة من بيل الجيران ..بقعة ضوء كالتي تركز على المشاهير في أيامهم المميزة........... و اذا بأبو أحمد ممدد في الأرض و الدماء تسيل من صدره و رقبته ....يأتي الضوء على عينيه اللاتي تلمعان...في منظر رهيب لن أنساه طول حياتي ....لملمت عواطفي و دققت النظر لأرى أي حركة منه تعلمنا بأنه حي ....لا شيئ يتحرك الا بقعة الضوء.... كل الجيران في باب البناء و لا أحد يسترجي انو ينط و يشدوا لأبو أحمد ... المؤلم ان زوجته سمعت صوته و هو يتألم من الرصاصة الأولى و حضرت مصرعه بالرصاصة الثانية و هو يأن و يتألم و يتحرك زاحفا منتفضا ......ركضت زوجته الى مدخل البناء تريد سحب زوجها ...نصفها الثاني أبو أولادها ..فقام الجيران بالامساك بها ....نزلت راكضا و أنا في حالة ذهول لما أرى و ركضت باتجاه الباب أريد أن أقفز لأحضر جاري ...سبحان الله بآخر لحظة رب العالمين وضع لي صورة حكيم الدين أمام عيناي فتسمرت في مكاني .....عدت و ركضت باتجاه الباب ظهرت صورة عطاء الله و هو في حضن والدته أمامي ..تسمرت رجلاي ...... وشعرت بأحد يحاطبني و يقول لي ان أبو أحمد قد مات لا تغامر بحياتك و تذكر زوجتك و أطفالك فلن تقدم له شيئ لقد مات ... ارتفع صريخ زوجته و هي تحاول الافلات لاحضار زوجها...كان مشهدا مؤلما و كنا بحدود العشرة رجال .....اسندنا رأسنا الى الحائط و صرنا نبكي ...بصمت هل تسمعون بقهر الرجال الذي كان يستعيذ منه النبي عليه الصلاة و السلام ...نعم لقد أصابنا ....قهرنا الرصاص ....مؤقتا... قمنا باحضار حبل و رميه على أبو أحمد عله يمسك بتلافيف ثيابه لم ننجح ....ابنه على الطرف الآخر من الشارع يشاهد والده جثة هامدة في الأرض و لا يستطيع الاقتراب و هو يبكي و ينتحب كيف لا و هو بكر والده ابن 17 سنة ....لحسن حظه أن والده نسي أن يحضر أحد الأكياس من المحل فعاد كي يحضرهم فأحضرهم و حضر تلك الملحمة .......... لحظات لم أتخيل نفسي يوما سأعيشها .....ربع ساعة نحاول سحب جارنا بالحبل لم نستطع .... الى أن جاءت سيارة تكسي صفراء نزل منها أربعة مسلحين يتحركون بسرعة فائقة و قاموا بحمله بحركات سريعة و سلاحهم موجه الى مكان اطلاق النار بعد ان احتموا و حموا جثة أبو أحمد بالسيارة ..... ووضعوه بالسيارة خلال ثوان و قاموا بنقله .... و جائنا خبر من ابنه الذي احتمى بالسيارة و قطع الى مدخل البناء بأن والده استشهد بعد أن اتصل على موبايل والده ........ كلنا صمتنا و نظرنا الى بقعة دم أبو أحمد على الشارع و بجانبها ربطة خبز و كيس خضار و مريول الحلاقة الذي أحضره الى البيت كي يغسله ..................... لا نعرف كيف تفرقنا و عاد كل منا الى بيته و هو يحمد رب العالمين أننا لم نستطع سحب جثة أبو أحمد الى البناء...فأي ليلة كانت ستقضيها عائلته برفقته كجثة ......... الساعة الواحد ليلا قمنا باعداد الطعام و طرقت الباب و أحضرت أولاد أبو أحمد كي يأكلوا .....و قمت بارغامهم على الأكل فقد كنت أعلم أنهم ينتظروه على الغداء المتأخر ...... و لن يأكلوا حتى يحضر ....فألحيت عليهم تحت باب أنهم رجال و ان يوما حافلا في الغد بانتظارهم في جنازة والدهم .... يجب عليكم أن تأكلوا محبة بوالدكم ...و رحمة بوالدتكم و اختكم الصغير لأنكم رجال الغد ......... بكى الصغير ذو العشرة أعوام و قال لي و الله ياعمو ما بأدر آكل كتير ....الا مع البابا ......... التعديل الأخير تم بواسطة لقماان ; 06-03-2012 الساعة 04:11 AM. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة: |
مجرد إنسان (06-03-2012),
best time (06-03-2012),
BISO (06-03-2012),
ام محي الدين (07-03-2012),
economic opinion (06-03-2012),
mahermmmm (05-03-2012),
رندة (05-03-2012),
sooadchamden (13-04-2012),
علي الفلقة (06-03-2012),
غسان (05-03-2012)
|
05-03-2012, 08:44 PM | #296 |
عضو أساسي
شكراً: 1,070
تم شكره 982 مرة في 307 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
انا لله وانا اليه راجعون لا يعلم القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل فتن تجعل الحليم حيران حسبنا الله ونعم والوكيل |
3 أعضاء قالوا شكراً لـ mahermmmm على المشاركة المفيدة: |
05-03-2012, 11:58 PM | #297 |
مشرف
شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
رحمه الله رحمه الله رحمه الله وكان في عون اسرته وفي عون كل مصاب في سورية |
5 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة: |
arnouri (06-03-2012),
لقماان (06-03-2012),
best time (06-03-2012),
economic opinion (06-03-2012),
sooadchamden (06-04-2012)
|
06-03-2012, 11:43 PM | #298 |
المشرف العام Rami alattar
شكراً: 25,586
تم شكره 37,110 مرة في 9,197 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
الحمد لله على سلامتك ابو حكيم انتقم الله من القتلى المجرمين القناصين والنقاصين في غير الحق والشكر لمن حمل جثة الشهيد وخاطروا بحياتهم فهم الابطال رحمه الله وكتبه من الشهداء ان شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله |
5 أعضاء قالوا شكراً لـ BROKER على المشاركة المفيدة: |
alhamwi4invest (08-03-2012),
arnouri (06-03-2012),
لقماان (07-03-2012),
رندة (07-03-2012),
sooadchamden (06-04-2012)
|
12-04-2012, 01:08 PM | #299 | |||||||||||||||||||||||
عضوية مميزة
شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
الاثنين13 شباط 2012ليلة القبض على طريق حلب ....... مازالت اصوات الانفجارات تمزق هدوء الليل و تجبرنا على اثبات صحة نظرية أصل الليل مش للنوم أصل الليل للسفر ....عفوا للسهر ..كما غنتها فيروز... و التي برهن الواقع صحتها في حمص فتحولت من نظرية تحتما الخطأ و الصواب الى قانون ...أثبت الواقع صحته .......... كانت أمنية السفر بعائلتي بسلام من جحيم حمص الى كربة الغربة أقصى ما أتمناه في تلك الليلة .. وضعت يدي خلف ظهري و صرت أزرع الكريدور جيئة و ذهابا أصل الى الشباك فأنظر من ثنايا الأبجور فأجد الجثة التي كنت أشرب القهوة دون أن أعيرها اهتمام كما قلت لأخي رامي في مكالمة أشار لها مشكورا .... ما زالت مرمية في الطريق... سألت نفسي لو كانت الأموات جدلا تشعر بالبرد... ما كان حال هذه الجثة في هذا الصقيع ...لابد و أنها تصرخ و تصرخ تطلب الدفء و السترة بأن تدفن .......و حالها يقول كفى كفى لقد متنا و انتهى أمرنا عندكم ...... ماذا تريدون بعد منا ......... المهم فجأة تاتي تغطية الموبايلات....بدون سابق انذار ............. اتصلت بجاري و هو موظف في البنك العقاري لأزف له الخبر قال لي لقد علمت فجائتنا رسائل أن غدا دوام في البنوك و ستقوم الحواجز بتأمين وصول كافة الموظفين الى أعمالهم و عدم طلب العودة منهم .. من قبض راتبه من صرافات العقاري في 31 كانون كان محظوظا اما الباقي فكان عليه انتظار رحمة رب العالمين و بعض المحاولات ....كالتي ذكرتها.............فالوظف ان لم يقبض راتبه ...ماذا سيفعل .....قد يخف ولاءه ....قد يخف ولاءه ..............لعمله..... و استمر الوضع قرابة الساعة ثم انقطعت التغطية مرة أخرى ذهبت ركيض الى زوجتى و قلت لها هي فرصتنا أن نسافر صباح غد الثلاثاء استنادا الى رسائل الموظفين و عودة تغطية الموبايل مؤقتا ............. فهجمنا أنا و زوجتي على ما نملك من أكياس و حقائب و ملئناها بكل ما نستطيع ....فاتسعت معها لأحزاننا ................. و تركت زوجتي تضب الأشياء و نزلت لعند جيراني لأودعهم و أستودعهم البيت .....كاد جاري المسكين ينفجر باكيا و قال لي لم يبقى أحد في البناء قلت له .....لم يبق لك الا الله سبحانه و تعالى وودعته و عدت أدراجي الى البيت كانت أم حكيم قد أعدت لي أكوام من الأكياس و الحقائب أصابتني كثرتها بالاكتئاب لأنني سأصارع في حملها على جبهتين الجبهة الأولى وزنها و الثانية كيفية التنقل بها لأن الامر يحتاج الى سرعة و رشاقة في التحرك .... الاخلال بتوازنها قد يكلفنا غاليا ..... لم تعرف عيني النوم الا لحظات تعود لتفتح على واقعنا وواقع الكثيرين في حمص ....... صرت أدعو لرب العالمين أن يتطلطف بنا و يطوي عذاب سفرنا بوصولنا بسلام الى مبتغانا .... عفوا للوصول على ما أجبرنا أن يكون مبتغانا .... ........و صليت ركعتين ... و تركت العنان لمخيليتي و ذكرياتي تسرحان...... وتركت الحرية لعيناي تزرفان ................... [/quote] يوم عيد الحب يوم سفر برلك14 شباط 2012 اللون الأحمر يطغى على مدينة حمص ...بدل أن تكون لون الهدايا حمراء ......... من اختار اللون الأحمر كرمز لعيد الحب ؟؟؟ دقت ساعة الهروب ...دقت ساعة الزحف.. أيقظنا الأطفال و ألبسناهم ثيابهم و نحن ندعو من الله أن لا يقوم أحد الحبيبة الحمربارسال هدايا مستعجلة لنا تصبغنا باللون الأحمر ..... حكيم فاتح عينو و عميتمطمط وعطاء عميضحك.....و أبو حكيم و ام حكيم لونون أصفر و هنن بحالة لا يعلمها الا الله سبحانه و تعالى .....)لازم يصير اللون الأصفر هو رمز عيد الحب .... أصوات الانفجارات في بابا عمرو تمزق الآذان.....و الأخبار غير مبشرة..على استطاعتنا على الخروج ..... جهزنا حالنا للرحيل ....كانت خطتي السرية عن ام حكيم تقتضي بأن أوصل العائلة الى حلب ..و أعود أدراجي بعد كام يوم الى بيتي و مدينتي ظانا بنفسي أنني سأتمكن من حماية بيتي و مدينتي و ذكرياتي..و و لهللأ لسا ما خلصوا هالكام شهر ..عفوا هالكام يوم ... المهم بلشت نزل الكياس يلي ضبينا فيون غراض الولاد الصغار ...بيتي طابق رابع كل ما أحمل كيس و نزلوا ...ينزل معون سلم طموحاتي بهالدنيا...لحتى وصل على باب البناية ما بيكون ضل عندي طموح بهالدنيا الا الخروج من مدخل البناء بسلام .. حط الكيس ورا الباب و أرجع أطلع على الطابق الرابع و يرجع يرتفع سلم طموحاتي لحد ما شيل الكيس التاني و أرجع انزل فيو الدرج ... كاد قلبي يتمزق تعبا و حزنا ...لكن طمأنينة من الله عز وجل هبطت علي بأنه لن يصيبكم الا ما كتب الله لكم ...... لم أكن أخاف الخروج تحت أصوات الرصاص فقد كان هذا حالنا اليومي تقريبا في حمص لكنني كنت أخاف على الأولاد و أم حكيم طالعت آخر كيس و الشنتاية و التلا لأم حكيم يالله خلينا نتوكل على الله و ننزل على الطابق الأول و بتسنوني هنيك لبين ما جيب تكسي... سكرت باب الشقة وأنا و أم حكيم حاسين بأنو روحنا عمتطلع من لحظة الفراق هذه ....عيد حب ...و لا عيد الفراق .... نزلنا الدرج ولا صوت يعلوا على صوت الهدايا في بابا عمرو... و حكيم عميتمئت على الدرج بدو هو يكرج الشنتاية و عطاء بحضن أمو مستغرب بحياتو ما نزل بهالوقت...بس كان عميبتسم مانو عرفان شو يلي عميصير .... التلون نطروني هون بدروة الدرج لبين ما حاول لائي تكسي .... فتحت باب البناية بحذر لأنو كان في صوت رصاص أريب و طلعت من الباب أمت شفت واحد من الشباب الطيبة جنب الباب عميحكي باللاسلكي و باررودتو بأيدو ... و كالعادة خفت الو السلام عليكم يطلع من جماعة مرحبا يا حبيب ... و خفت الو مرحبا يا حبيب يؤوم يطلع من جماعة السلام عليكم ...... أحسن الشي أؤول صباح الخير و أخلص أمت صبحت عليه آم ابتسم و رد علي الصباح كانت الطيبة واضحة على معالموا ..و كانت عيونوا ملفتة بصفاءآ و الحزن الكبير يلي واضح فيا...... وأخدت اذنوا وألتلوا بدي جيب تكسي على عبارة البناية مشان طالع العيلة.. مشان اذا في عندوا شي مشاريع يأجلا شوية... آم أللي توكل على الله......... لفيت على اليسار على اشارة الخالدية و تخبيت بدروة البناية مشان ما يقنصني شي واحد ارهابي و هو عميسمع لصوت فيروز...أو ميشربلوا شي شغلة..شاي مثلا كان في نسمة باردة ضبيت الجاكيت على حالي و و ضميت ايدي عليه .... مرئت سيارة سلمت علي ..رديت السلام ..مرئيت التاني كمانة سلمت علي ..مرئت التالتة كمانة سلمت علي ..... والله أنا استغربت الت معؤولة كل هدول من رواد منتدى سيريا ستوكس و متابعين يومياتي بحمص حتى من أبل ما اكتبا ... اي بعدين صفنت اي لافي اتصالات و لا في كهربا و لا في انترنت ..مو معؤول.. آآآآ بعدين انتبهت ما أنا ضابب الجاكيت بايدي ووائف على الاشارة و الصبح بكير .... هدول مفكريني انو معي سلاح...مشان نظم السير......... شفت تكسي أول ما اشرتلا وأف الرجال و سلم بحرارة و هو عميستناني مشان مششي أو اطلب هويتوا .. التلوا بدي آخد العيلة على الكراج ..فينك توصلنا ...الي تكرم عينك ... معناتا لف على العبارة بسرعة لبينات ما جيب الغراض و العيلة ....لا تخاف التلون للشباب .. الشباب أخدوا هويتوا وآلولنا يالله بسرعة ... فتت على البناية و صرت شيل الكياس و الشناتي بايدي و سناني أبل ما تصير شي مفاجأة ...هون للصراحة كنت بحالة رعب آخر الشي التلا لأم حكيم يا الله خلينا ننزل .... كانت هي أول مرة من بعد شي خمسة أشهر بتشوف أم حكيم باب البناية .... من وأت عيد الأضحى و رجعتا من حلب و كانت هي هي أصعب اللحظات علينا بدنا نركض بسرعة للتاكسي و بدنا ما نضييع و لا ثانية ...كل ثانية محسوبة علينا هون ....المسافة كلياتا شي أربعة أمتار بس حسيتون شي ألف كيلو متر لبين ما وصلنا على التاكسي ....تشكرت الشب يلي وائف و عطيطوا كيس الفواكه يلي كان بايدي ....ما رضي ياخدوا ...تركتلوا ياه على الرصيف و التلوا للشفير توكل على الله ... خيو سوء مخالف هالكام متر بس بسرعة مشان نتقي شر يلي عميسمع لفيروز و الله كمانة أطول عشرين متر أطعتون بحياتي مع العيلة هي كانت العقبة الكبير يلي خلتني شهر كامل أجل طلعتي من البيت مع العيلة .....مشان هربون من جحيم حمص طبعا ما تفكروا انوالأجواء تمام بعد هالكام متر بس هدول كانوا مثلث الرعب ..... التاكسي صار يمشي بالشوارع الفرعية الأطول بس الأئمن نسبيا ..... لحد ما وصلنا على البولمان .... طلب الرجال 150 ليرةو المشوار بالعادة 35 ليرة بس و الله عطيطوا ياهون و ان ممنون منوا و عمألوا الله يحميك اخطيطوا بيطلعلوا مشوارين التالت يا بينضرب هو يا سيارتو يا هو و سيارتوا .... دورت على بولمانات حلب ...مافي على حلب .... مافي على حلب .....مافي على حلب ... لك اي صحيح انا ماني حابب روح على حلب بهالطريقة بس هللأضرورة .... اي شو بدكون ياني ارجع اي ما برجع و بروح لوين ما كان و ما برجع .... المهم الله دخيل كرموا يسرلنا بولمان بدو يطلع على حدود الرقة باتجاه الشرق و بعدين من هنيك على حلب ...... مشي البولمان ..... يلي زاد المشهد ايلاما و نحنا عمنتفرج من الشباك انوا أخدنا البولمان من طريق جديد ما بنعرفوا من أبل طريق موحش......طريق ما عرفانينوا لوين بدوا يوصلنا ....بس على ذمة صاحب الباص انو بدوا يوصلنا على حلب ..........حكيم سألني لوين رايحيين بابا ابتسمتلوا و ألت بحالي اي حدن بهاب بيعرف لوين رايحيين .....بس كلوا خير.. وصلنا على حلب 2.5 الضهر ..... أطول و أصعب و أقسى رحلة لي و لعائلتي وصلنا حلب و اذا بصوت صباح فخري يصدح م التكسي و يقول الأراصية منين منين ..يلي سائوني دمع العين ... التلوا و أنا عمأدبك يعني عمأرقص تحت وطأة الكياس و الشناتي و حكيم .... من حومص يا أخي .... من حومص .....من حومص .... طول عمرك يا صباح عمتسأل لحد هللأ ما حدن جاوبك ..... ........من حومص يا صباح من حومص يا صباح...........ان شاء الله تاني مرة تعمل حالك ما بتعرف و ترجع تسأل ........ هي ادام كل أهل سيريا ستوكس التلك .... |
|||||||||||||||||||||||
10 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة: |
abu mhd (12-04-2012),
arnouri (12-04-2012),
BISO (12-04-2012),
BROKER (13-04-2012),
ام محي الدين (12-04-2012),
economic opinion (12-04-2012),
رندة (12-04-2012),
sooadchamden (13-04-2012),
غالب (12-04-2012),
غسان (12-04-2012)
|
12-04-2012, 01:30 PM | #300 |
مشرف
شكراً: 15,520
تم شكره 33,601 مرة في 9,056 مشاركة
|
رد: يوميات لقمان في حمص
الله يحميك ابو حكيم و الحمد لله على سلامتك بحلب و دمشق |
6 أعضاء قالوا شكراً لـ abu mhd على المشاركة المفيدة: |
لقماان (12-04-2012),
BISO (12-04-2012),
economic opinion (12-04-2012),
رندة (12-04-2012),
sooadchamden (13-04-2012),
عابر مجيب (13-04-2012)
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة لقمان الحكيم عليه السلام | فراس السكري | المنتدى الإسلامي | 2 | 26-09-2011 12:50 PM |
يوميات مواطن حلبي | the king | استراحة المضاربين | 2 | 13-09-2009 12:18 PM |