موقوف
|
أيها الحكام نصيحةً" لا تطعموا شعوبكم لحم الجاموس المثلج
كان يا مكان يا قديم يا زمان , كان ملكا" عظيما" وشعبا" عظيما" يعيشان متحابان رغم الفساد وكانت البلاد يخيم عليها السلام والأمان , فكان المظلوم يرضى بالقليل ويسكت , فالملك يحب وطنه وشعبه ويعمل لصالح أمته وكان قد سلم الإدارة الداخلية لمملكته للوزراء ومنها الاقتصادية لوزير عنده اسمه طهمان الزمان والذي كان وزير البلاط سابقا" , أراد هذا الوزير أن يبيض وجه أمام الملك العظيم , ليزداد مكانة ورفعت عنده ويحظى بهيبة أمام الناس ويصبح صاحب نفوذ ويحصل مكاسب مالية خاصة به ويلصق مؤخرته بكرسيه اكبر فترة ممكنة , فقام بتغليب مصالح خزانة البلاد وبعض أصحاب النفوذ على مصالح الشعب الفقير المنهك , فأمر بتصدير كل شيء من طعام وخضار وفاكهة واغلب ما تنتجه البلاد من ثروة حيوانية من أغنام ودجاج وبيض ليكون طعاما" لشعوب أخرى لا تحبنا أبدا" حسنت نسلها وأخلاقها من هذا الغذاء , فكانت حجة الوزير الاسطوانة المكررة الصراع مع عدو المملكة , فأرتفع سعر الطعام إلى الضعيفين وأكثر بكثير , كذلك قام وزير البلاط بتمليك المساكن لغير شعب بلاده وأضحى جزء كبير من الشعب لا يملك منزلا" يقيم فيه بل يقيم بالاجار المرتفع جدا" بسبب الارتفاع الهائل في سعر السكن لدرجة خروجه عن قدرة الناس, فكان كل قرار اقتصادي يصدر عن هذا الوزير يضر بشعب المملكة لان هذا الوزير يعتبر مصالح شعبة لا أولوية لها أبدا" , فيقوم بتنفيذ أي قرار رياء ومفاخرة و للمرآت أيضا" رغم انف الناس , فيشتكى الناس من البؤس والجوع وانعدام السكن بصوت منخفض جدا", فكان الشعب يتذمر بهدوء وأكابرية ويضحك الوزير بفم مثل المثلث أو شبه المنحرف وتكبر فتحات انفه مقللا" من عقل شعبه وينظر للشعب على أنهم فعالية خدمية لتخديم المملكة ويعد سكان المملكة دوما" بمنية بمستقبل واعد و بأن هذه القرارات لمصلحة الشعب وهو يعرف بداخله أنها لمصلحة أصحاب النفوذ ولمصلحة منصبه فقط , فكان يكذب ويراوغ ويطلب من الناس الانتظار ويقول لهم أن تصدير طعامهم ولباسهم وسكنهم لمصالحتهم وان البلاد تحتاج لسيوف من هذا المال من اجل المعركة الحاسمة مع عدو المملكة ويعد بتأمين حياة جيدة وتأمين السكن بسعر مناسب و حقيقي فتمر السنوات والسنوات ولا يروا شيء من الوعود فتزداد أسعار الأغذية والسكن وتعم المخالفات والعشوائيات في السكن وتنحدر الحياة الاجتماعية ويهاجر اغلب العلماء إلى خارج البلاد ويزداد البؤس والجوع والحرمان , ويصبح القضاء للذي يدفع مالا" أكثر, فالمستقبل البائس يظهر من بعيد أمام الشعب لكنهم هادئين لسبب غامض , لكن هذا الوزير نسي أن العقلاء لا يصدروا طعام شعوبهم أبدا" لان الجوع كافر وان العقلاء لا يعطوا السكن المخصص لشعوبهم لغرباء تمليكا" خالصا ويقوموا هم باستثمارها بالمضاربة ورفع سعرها وتأجيرها للسكان الأصليين في المملكة والناس تتفرج , لو كان هذا الوزير مخلصا لبلده وحكيما" لأمر بتصدير المنتجات الصناعية فقط والتي هي نتاج المصانع والتي لا تحتاج سوى لمواد أولية من ارض البلاد لا تضر حاجة الناس وتوظف الأيدي عاملة , فتشغل الشعب وتقضي على الفقر, لكن الأعمال السابقة لحكومة الملك أدت إلى الغلاء في كافة مناحي الحياة مما أدى إلى الجوع والحرمان , فامتلأت خزائن الدولة وجيوب التجار بالمال والذهب , لكن هذه الحكومة لم تستخدم هذا المال في حل مشاكل الشعب بل ذهب اغلبها في الفساد بسبب عدم وجود قضاء عادل قوي يخلص المملكة من هذا الفساد أو صحافة حرة تفضح مكان وجود العفن من اجل القضاء عليه.
هنا هو بدأت هذه القصة الآن وبهذه الخلاصة الهامة : وشاء القدر أن التغيير البيئي والفيزيوكيميائي لشعب قديم عاش على شيء أصيل في دمة ألا وهو أكل لحم الغنم البلدي, فكانت الطامة الكبرى أن رئيس البلاط الوزير الاقتصادي أمر بتصدير اغلب الخراف البلدي في كل عام وبشكل منظم وحرم غالبية شعبه من هذا الغذاء بسبب الارتفاع الهائل في ثمنه إلا الأغنياء فكان بمتناول يدهم فقط , بعدما كان متوفرة بكثرة سابقا"وبسعر مقبول ويأكل منه كل الشعب الفقير والغني منذ قرون, واستعاض عن لحم الغنم البلدي بلحم الجاموس الهندي الخمري المجمد المستورد الحاوي على هرمون الانفعال المثبت علميا" , أما الوزير الذي أمر بذلك كان يقرف من لحم الجاموس ولم يتذوقه في حياته لا هو ولا شيخ أو مفتي أكل لحم الجاموس , فكان الوزير يأكل من الخراف المرباة في مزرعته وكلما ذكر لحم الجاموس أمامه في اجتماع الحكومة يطلب طبيب البلاط إسعافا" لأنه يتقيئ قرفا" منه , وهنا بدأت المشكلة , فالقدر جاء بالصدفة عكس ما كان يتمنى . وزبدة القصة بدأت حيث كان الشعب يأكل كله لحم الغنم البلدي الذي فيه هرمون الهدوء وبرودة الأعصاب على مبدأ ( ماشي معي مثل الغنمة ) وكان الشعب رغم الفقر والجوع والقضاء الفاسد لا ينفعل أو يغضب بل يطلب الإصلاح بهدوء بسبب هرمون الغنمة أي هرمون الهدوء , لكن للأسف عندما بدأ الشعب الفقير الذي لا حول ولا قوة بأكل لحم الجاموس بدأت الكارثة بتسرب هرمون الانفعال والغضب إلى دمة ومنها إلى دماغه لتتفاعل تفاعلا" فيزيوكيميائي غريب غيرت بواباته المنطقية لمسارات الأحداث والفهم للواقع , فارتدت وأعطت أوامر مرعبة إلى الجملة العصبية , فأثرت على هدوء أعصاب أكلي لحم الجاموس وبدأ التغير في الدماغ يحرك أمور خطيرة جدا" ليست بالحسبان بعدما كان لحم الغنم البلدي الذي يتناوله الشعب يهدئ ويولد هرمون الغنمة والذي استعاض عنه الوزير بلحم الجاموس الرخيص ليوفر بضع دراهم في خزانة المملكة دون أن يعرف بالكارثة التي ستحل بالمملكة بسبب هرمون الهيجان والانفعال والغضب الذي وصل إلى دم شعب المملكة, انه هرمون الجاموس الثائر وبدأ الشعب يثور على الوزير الذي لا يهمه مصالح الشعب فأمر الملك المحبوب بتغير الوزير لكن للأسف ظل هرمون لحم الجاموس في دم الشعب الفقير فهو أصبح يريد قضاء عادل مؤلف من مجلس محلفين لا قاضي واحد ويقف أمامه كافة مستويات الشعب مثل أسنان المشط , يريد صحافة حرة مستقلة لا تتبع لأية جهة , يريد سكن صحي سعره حقيقي لا وهمي , يريد أن لا يصدر غذائه لخارج البلاد لان الشعب جائع وأغلب اللحوم أو خضار وثمار المملكة لا يعرف شكلها الشعب لأنها تصدر من البستان أو المرعى مباشرة , يريد محي الفساد نهائيا من بلاط إدارة المملكة , يريد أن لا يرى أصحاب النفوذ أبدا" في المملكة , يريد تكافئ الفرص , يريد مجلس حكماء حقيقي يساعد الملك في إدارة شؤون البلاد لا أصحاب مصالح مصفقين , يريد أن تكون المملكة رحيمة مع الشعب وشديدة على الأعداء.
وأنا انصح جميع سكان المملكة لتحقيق ذلك الحوار مع ملكهم اقل خسارة لهم واسلم للمملكة
التعديل الأخير تم بواسطة ابراهيم طاهر ; 07-12-2011 الساعة 03:33 PM.
|