قهر الرجال بين المآذن والقانون

[ابراهيم طاهر]

قهر الرجال بين المآذن والقانون

خرجت من بيتي لم اركب سيارتي مثل عادتي بل ذهبت متمشيا" في منطقتي بحي الروضة بدمشق في شوارعها الرومانسية القديمة وأبنيتها ذات الطابع الفرنسي التي كانت يوما" من الأيام مسرحا" للانقلابات المتكررة لرؤساء سابقين , وفجأة تحرك الهواء من حولي وبدأ الورق الأصفر يتساقط من شجر قديم هرم مل من حياته فقد مر من أمامه أجيال وأمم فقط كان أطول عمرا" منهم أنهم المارون على هذه الأرض , أردت أن أمشي وأمشي وأمشي وأفكر بشخص غالي على قلبي عفيف الأخلاق طيب القلب والعشرة وقريب من روح ملتزم دينيا"هو ذو تعليم متوسط وهو زكي لدرجة النبوغ كنت أتخيله وراء القضبان في سجن عدرة بدمشق موقوف لسبب مضحك ومبكي وبدأت بالحديث معه من وراء الشبك وقال لي : (( لقد أحسنت لها وحميتها ووضعتها بخانتي وألبستها وأطعمتها ونامت على وسادتي وتحت سقف بيتي وأنجبت منها طفلتان كنت أحبها وأغار عليها تعلقت بها فهي أهلي وأصدقائي لكن للأسف مللت من عيشتي فأنا إنسان مستور راتبي مثل سطل الطلاء ( الدهان) اطلي به ثلاثون يوما من الشهر ولا احتاج لأحد وكرامتي غالية ونفسي عزيزة لكن حياتي عادية لا مطاعم ولا سيارة بل طعام في بيتي ولباس وحليب لأطفالي لكنني كنت أعيش مستورا" هكذا يعيش اغلب الناس الشرفاء لكن للأسف طبقت زوجي علي التشريع الإسلامي والقانون إنها تريد معجل المهر 150000 ل.س فورا" بدون سبب بل لسبب واحد صارحتني به أنها ضيعت حياتها معي بدون سعادة فهي تريد الرفاهية ولا احد أحسن من احد وتركت الطفلتان عند والدتي وذهب لتحصيل معجل المهر فهي تعرف أنني لا املك المال الكافي للدفع والدين ممتاز وبرقبتي وطلبت مني أن احصل على قرض لتسديد معجل المهر عدا" ونقدا" ومن ثم تريد الطلاق على سنة الله ورسوله لقد وضعت عقد الزواج في القضاء السوري المجيد وفي التنفيذ تحديدا أعطيت مهلة ثلاثة أيام فقط لتسديده نقدا" بعد أن تبلغت لم أستطيع تأمين المبلغ وتم الحكم علي بالسجن ثلاثة اشهر في المرحلة الأولى للتضديق وكنت اهرب من مكان لأخر وادخل لبيتي خلسة لأرى الطفلتين يوميا" فتم وضع اسمي في النشرة الشرطية في كافة فروع الأمن الداخلي وأصبحت مجرما" فارا" من وجه العدالة لان زوجتي تريد المهر وتريد هدم أسرتي وتيتيم وتشريد أطفالي بالشرع والقانون , أما تخليها عن تربية أطفالها ليست جريمة بل حق شرعي ويسكت عليه الدين والقانون . وكنت أفكر في طريقة لأنتهي من هذه الورطة الشرعية والقانونية ففكرت بالسرقة لتأمين المهر لكن ضميري أنبني وكنت أتنقل من مكان لأخر كأن إسرائيل كلها تلاحقني كنت ابرد وأجوع فخطر ببالي أن اسأل رجل دين بالأمر فقال لي : برقبتك المهر وزاد عليها النفقة الشهرية أيضا وان المرآة غير مجبورة على تربية أطفالها فهي سماحة نفس منها إن أرادت تربيتهم وان هذا شرع من الله وأعلمته أنني لم افعل شيئا" لها , قال ولو هذا حق شرعي , فقال صديقي المجرم البريء : كنا بالمهر فزاد الشيخ علي نفقتها وهي في بيت أهلها وبعدها العناء الشديد أنبني ضميري وسلمت نفسي لعدالة الدين والقانون ليقتص مني إنني مجرم وهذا حقها فالتاخذه مني في الدنيا أفضل من أتعاقب عليه في السماء وسأترك الصغيرتان للقدر والله مع اليتيم )) وانتهى الكلام والزيارة , بعدما أن سمعت هذا الكلام جن جنوني وبدأت البوابات المنطقية بعقلي تتأرجح بين الغيبيات والاستسلام وبين العلم والمنطق وتابعت طريقي في شارع الروضة وشعرت أن كل من مر بهذا الطريق من الأزل يمشي معي إلى أن وصلت لمكتب صديقي المحامي المخلص أنور لمساعدة المجرم البريء , فأنا دوما أغيب عن العالم عند هذه القصص ويحضر بذاكرتي سبب تأخرنا عن ركب الحضارة لأننا نحن بالعصر الحجري مقارنة بالغرب .

عندكم باقي الحكاية والتعليق

نظرة إبراهيم طاهر

[مجد]

اخي ابراهيم هل ماكتبته قصة حقيقية بتفاصيلها .لانها واقعية بامتياز .
كثير من هذه القصص تحدث بمجتمعنا العربي و(الاسلامي )لسبب واحد وهو عدم التكافل فيما بيننا.والا لكان حل (الجزء المادي ) من هذه القصة سهل جدا لو وجد التكافل والتعاون فيما بيننا .وهذا للاسف مفقود عندنا (واذا وجد فهو قليل )اتذكر جين كنا صغار نسكن وسط دمشق باحياءها القديمة .ومقسمة الى حارات الكل يعرف جاره ونسكب لبعض من الطبخات التي نعدهابالبيت .كان يسكن بنفس الحارة .التاجر والصناعي والحرفي وحتى الزبال .الكل يعرف بعضه ويساعد كل منا الاخر .اما الان فتقسمت دمشق لاحياء راقية جدا يسكنها الاثرياءبتسلسل عجيب حتى نصل للعشوائيات وحتى هذه اصبحت بدرجات متفاوتة .لنصل لبعض العشوائيات الموغلةبالفقر .من من هؤلاء سيساعد الاخر الكل بنفس الحال تقريبا .والاثرياء بالاحياء الراقية يتنافسون من سيشتري افخرالعطور والسيارات والمزارع .لا يسالون عن هؤلاء الفقراء .حتى الدولة تميز بالخدمات بين تلك المناطق .فنرى الاتربة والاوسخة بالاحياء الفقيرة والعشوائيات بينما نرى بالاحياء التي يسكنها الاثرياء افضل الشوارع .التي بجانبيها الاشجار الجميلة ويحيط تلك الاحياء الحدائق .ونرى الصهاريج كل يوم تشطف تلك الشوارع .الى اين سنصل بالنهاية .

[ابراهيم طاهر]

مرحبا اخ مجد
نعم القصة واقعية
وهدفي منها هو التوجه للعلم لشرعنة الكون بقوانين يقبلها العقل والمنطق
فمثلا ترك ام لاطفالها ليست جريمة ام معجل المهر جريمة

[مجد]

(بصراحة)القصة مؤلمة بتفاصيلها .جميلة بهدفها.رائعة بسردها

[مجد]

البعض يكلمنا عن ان الزوجة ليست ملزمة بتربية اطفالها ولا بخدمة بيتها .لن ندخل بالتفاصيل الفقهية .لانني لا انكر اي شئ مثبت من القران او الاحاديث الصحيحة.
ولكن حين تتزوج المرأة تعرف مسبقا وبحكم العرف انها ستربي اولادها وتخدم زوجها .وهذا اصبح مثل الشرط بحكم العرف وخاصة اذا كان زوجها فقيرا!!!

[ابراهيم طاهر]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجد    (بصراحة)القصة مؤلمة بتفاصيلها .جميلة بهدفها.رائعة بسردها

شكرا أخ مجد هذا من لطفك
وان اعانني الله سأروي لكم قصص من حياتنا تبكي وتدمي القلب ومن يسأل ما سبب تخلفنا عن ركب الحضارة وظلمنا لبعضنا يقرأ هذه القصص التي سأقدمها لكم تباعا فهي عصارة تجربتي في سورية وهي في صلب المنطق والبرهان العلمي ومن دون البحث بهذه القصص لن نتطور حتما لان شيئ يشدنا للوراء الا هو العمل بالغيبيات الضريرة

[fawazz]

اخي ابراهيم
هذا عقد زواج والعقد شريعة المتعاقدين وعدم معرفة تفاصيل العقد مشكلة الزوجين
وانا متعاطف وحزين لمشكلة الرجل وعدم اخلاص المراه
في الغر ب المراه اذا طلقت لاتاخذ متاخر صداقها ونفقتها بل تاخذ نصف مايملك زوجها واذا كان لديه منزل يبيعه وتاخذ نصف قيمته ولحضانة الاطفال عندهم مشاكل كثيره ؟؟

[ابراهيم طاهر]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fawazz    اخي ابراهيم هذا عقد زواج والعقد شريعة المتعاقدين وعدم معرفة تفاصيل العقد مشكلة الزوجين وانا متعاطف وحزين لمشكلة الرجل وعدم اخلاص المراه في الغر ب المراه اذا طلقت لاتاخذ متاخر صداقها ونفقتها بل تاخذ نصف مايملك زوجها واذا كان لديه منزل يبيعه وتاخذ نصف قيمته ولحضانة الاطفال عندهم مشاكل كثيره ؟؟

الحياة الزوجية اكبر من المادة وانبل من المكاسب والذهب وخاصة عند وجود اطفال لذلك العقد وشريعة المتعاقدين في الزواج هو عقد تافه مخرب للاسرة مقارنة بضم الاطفال من قبل الزوجين وعدم تيتيمهم وتركهم للذئاب

[economic opinion]

معظم أمراضنا أخلاقية

[Ship World]

المشكلة ليست في الدين او الشرع
انما المشكلة في الرجل و زوجته و المجتمع و البيئة

المشكلة في الرجل لانه لم يفهم طبيعة زوجته بانها انسانة مادية و انها مستعدة ان تضحي بالاسرة و الاطفال مقابل المادة و ربما كانت تمهله ليدبر امره بما يلبي طموحها و لكنه لم يفعل فظهرت على حقيقتها

و المشكلة في المراة انها امراة دنيوية تنظر الى الدنيا و مظاهرها و نسيت الاخرة و ان الله ارسل زوجا طيب يسعدها بما يقدر عليه حسب استطاعته و جريت وراء طموحها و ما تطلبه هو حق لها و لكن استعملت حقها في تدمير افضل شيء على وجه الارض و هو شعور الامومة تجاه اولادها التي تجبر النساء على القبول بالقليل حتى مع زوج عنيف كرامة لعيون اولادها و كذلك نسيت ان الحياة الزوجية المرتبطة على الالفة و المحبة و الصبر و المساعدة مع الرجل على تحسين الاوضاع المعيشية حتى و لو بالدعاء له امامه و بالغيب
و سترى لاحقا ان تزوجت بشخص غني و لكنه لا يقدر المراة و يعتبرها من اثاث البيت سترى الفرق بين ذلك و ذاك و ستعرف انها على خطا

المشكلة في المجتمع و البيئة الذي يمجد امر المادة و يجعل منها مقياس البشر حتى بغض النظر عن مصدر الاموال المجمعة و ترى الناس تمجد و تكرم من يملك مادة و هذا ما يجعل الناس يتهافتون على الماديات و ينسون الروحانيات و العلاقات بين الناس مما يجعله ينجب مثل تلك البشر ذكرا او انثى