سوق دمشق


العودة   الأسهم السورية ( المضارب السوري) > ملتقى المضاربين > استراحة المضاربين

الملاحظات

استراحة المضاربين بعد قضاء .. فترة التداول والمضاربات .. لنسترح قليلا .. هنا .. ونتكلم .. ونتناقش سوياً ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-09-2011, 04:59 PM   #1
غسان
مشرف
 
الصورة الرمزية غسان
 

شكراً: 23,193
تم شكره 22,349 مرة في 4,677 مشاركة



افتراضي العذاب ليس له طبقة

العذاب ليس له طبقة






الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.






و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط






و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.






و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.






و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.






و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.






و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.






كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.






و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.






فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.






إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.






و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.






و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.






و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات






و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.






و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.






أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب.






إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.





و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.





فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.





و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاو الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.





أما وراء الكواليس.





أما على مسرح القلوب.





أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة.





و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.





أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من





أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض





، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.





فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.






(من روائع دكتور مصطفى محمود








غسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
8 أعضاء قالوا شكراً لـ غسان على المشاركة المفيدة:
لقماان (09-09-2011), economic opinion (11-09-2011), رندة (09-09-2011), saeed (10-09-2011), Salam L (09-09-2011), Ship World (10-09-2011), غالب (09-09-2011), فراس السكري (09-09-2011)
قديم 10-09-2011, 12:48 AM   #2
Ship World
عضو أساسي
 
الصورة الرمزية Ship World
 

شكراً: 5,565
تم شكره 4,540 مرة في 1,436 مشاركة



افتراضي رد: العذاب ليس له طبقة

كلام اكثر من رائع شكرا اخ غسان
و برايء الرضا بقضاء الله ان كان خير او غير ذلك هو اهم الاسباب لراحة البال مع التسليم بان الله هو ميسر الامور و ان ما من شي يصيبنا الا و لنا خير به و عندما يعرف الانسان معنى الاتكال على الله و يعطيها حقها ليميزها عن التواكل تصفو حياته و يهنىء باله








التوقيع:
الوقت كالسيف ان لم تقطعه........قطعك
من يهب صعود الجبال يعش ابدا الدهر بين الحفر
اللــهـــم فـــرج كربة بلدنا ..... يـــــا رب العالمين
امــــــيـــــن



Ship World غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ Ship World على المشاركة المفيدة:
saeed (10-09-2011), غسان (10-09-2011)
قديم 10-09-2011, 12:32 PM   #3
saeed
عضو أساسي
 
الصورة الرمزية saeed
 

شكراً: 9,055
تم شكره 7,672 مرة في 2,619 مشاركة



افتراضي رد: العذاب ليس له طبقة

كلام رائع جداً ...
شكراً جزيلاً لك ...










التوقيع:
نلتقي لنرتقي



saeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ saeed على المشاركة المفيدة:
غسان (10-09-2011)
قديم 10-09-2011, 12:35 PM   #4
مجد
عضوية مميزة
 
الصورة الرمزية مجد
 

شكراً: 6,298
تم شكره 15,832 مرة في 4,773 مشاركة



افتراضي رد: العذاب ليس له طبقة

شكرا اخي غسان على هذه المشاركة المفيدة








التوقيع:

( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) (إبراهيم :42) .



مجد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مجد على المشاركة المفيدة:
غسان (10-09-2011)
قديم 11-09-2011, 09:22 PM   #5
economic opinion
عضوية مميزة
 
الصورة الرمزية economic opinion
 

شكراً: 30,202
تم شكره 17,321 مرة في 8,500 مشاركة



افتراضي رد: العذاب ليس له طبقة

فعلاً كلام رائع وحقيقي








economic opinion غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ economic opinion على المشاركة المفيدة:
saeed (12-09-2011), غسان (11-09-2011)
قديم 12-09-2011, 09:05 AM   #6
beautiful life
مشرفة صالة إدارة وأعمال
 
الصورة الرمزية beautiful life
 

شكراً: 3,346
تم شكره 3,494 مرة في 1,132 مشاركة



افتراضي رد: العذاب ليس له طبقة

القناعة كــــــــــــــــنز لايفنى .... يعطيك العافية








التوقيع:
أفضل وسيلة لــتحقيق أحلآمك هو أن تستيقظ




كن واعياً للطريقة التي تنظر بها إلى الوقت، فمشاهدة الساعة ليست كمشاهدة الغروب.



beautiful life غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ beautiful life على المشاركة المفيدة:
economic opinion (12-09-2011), saeed (12-09-2011), غسان (12-09-2011)
قديم 12-09-2011, 09:50 AM   #7
لقماان
عضوية مميزة
 
الصورة الرمزية لقماان
 

شكراً: 18,885
تم شكره 22,038 مرة في 4,797 مشاركة



افتراضي رد: العذاب ليس له طبقة

أخي غسان :
شكرا لهذه الكلمات
و دعنا نقول :
ان الرضى نعمة مفقودة عند أغلب الطبقات








التوقيع:
أبو حكيم الدين



لقماان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ لقماان على المشاركة المفيدة:
economic opinion (12-09-2011), saeed (12-09-2011), غسان (12-09-2011)
إضافة رد

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع