لا تجعلوا جبينكم يندي ماء" لان مزارع يعفو ر وملاعب الكولف بحاجة لها ** قصة قصيرة من الواقع

[ابراهيم طاهر]

لا تجعلوا جبينكم يندى ماء" لان مزارع يعفو ر وملاعب الكولف بحاجة لها ** قصة قصيرة من الواقع

كان ياما كان يا قديم الزمان ::::: وهذه القصة حدثت منذ سنوات .
أللقطة الأولى كانت الشمس تتوهج حرا والماء مقطوعة عن المدينة والناس تحمل عبوات بلاستيكية ( بدون ) وتقف أمام صهاريج الماء لتشتري العبوة 20 ليترا" بخمس وعشرين ليرة في مناطق فقيرة لا يأتيها الماء إلا ساعتين في الأسبوع و إعلانات التلفزيون تنصح بإغلاق صنابير الماء جيدا بحيث لا يسقط أي نقطة على الأرض ولا يكون الإنسان أنانيا , وطلبوا من الشعب أن يسقوا أصص الزينة (الذريعة ) بخلاصة ماء غسل الخضار واغلب الإعلانات التلفزيونية يقوم بها أطفال بريئون يطلبوا من الناس أن يوفروا الماء من اجل الأجيال القادمة ليحننوا الناس ويبكوا ويستجيبوا , ولدرجة أنني أصبحت ارتجف عندما افتح صنبورا " خوفا أن تهدر هذه المياه حيث خطر ببالي أو في مخيلتي من شدة ماهدست به لحل الأزمة أن لا يندى جبين الشعب لأنه عندما يندى الجبين يفقد الجسم كمية من الماء فيضطر للشرب وهذا استهلاك للماء لأنهم قالوا لنا أن قطرة فوق الأخرى تشكل بحرا من الماء وأنا كنت مقتنعا" إلى العظم بضرورة الحفاظ على هذه الثروة .
أللقطة الثانية ولكن بنفس الفترة الله أحب أن يريني نقيض السابق لأن لساني طويل وبالصدفة كنت بيعفور وهي في غرب دمشق تشكل حوض مياه بردى ويقول بعضهم الفيجة أيضا وهذا الحوض من العصور القديمة يشكل مياه استراتيجية و مخزون مائي يروي دمشق وريفها وبها مجموعة هائلة من مزارع ........ وأصحاب النفوذ والأغنياء تقدر بالميأت تحوي فللا" ومسابح كبيرة جدا وفاخرة وأنا أدعي لهم أن الله يهنئهم بها لأن قصورهم ستصبح متاحف في يوم من الأيام , سألت احد النواطير بأحد مزارعها كم مرة يعبئ المسبح قال : في نبرة آه آ ه يأتي صاحب المزرعة هو وصاحبته يسبح نصف ساعة في الماء المسبح ثم يذهب للنوم ويطلب مني تغيير الماء غدا (من اجل صديقة أخرى) لأنه موسوس (يخاف من الإيدز) يحب الماء دائما جديدة , قلت له هل تسقي بها المزرعة ( تشكل عشرة دونمات ) لان المسبح كبير قال يوجد خزان خاص بالسقي وهو مستقل ومرتفع عن ارض المزرعة , فالمسبح لا توجد فيه أليه للسقي فترمى المياه في المجارير وقلت له والثمار لماذا على الأرض قال إن صاحب المزرعة يحب أن يراها على الأرض لتشبع عينه فهو يشتري الفواكه من السوق نادرا ما يأخذ منها على المنزل فتذبل في أرضها , وهنا انتهت أللقطة الثانية وأصبت بالذهول .
أللقطة الثالثة وبنفس الفترة ذهبت مع صديقي م. وسيم إلى طريق المطار هو في شرق دمشق من اجل زيارة ارض يملكها والده وفي طريقنا وصلنا إلى قصر المؤتمرات كان بجانبه ملعب كولف كبير لفت نظري كان غريبا" لا اعرف أية جهة تملكه رواده قلائل جدا فكان المهندس الزراعي المسؤول عنه صديق وسيم ودخلناه بفضل منه (بمنية) فكانت مساحات كبيرة ومروج خضراء هائلة وكل خمسين مترا بركة ماء اصطناعية مثل الحلم يغذيها بئر ماء خاص بها , ويوجد عشرات الآبار والبرك الاصطناعية, وعندما تشاهد الذي رأيته تنسى أنه يوجود أزمة ماء في البلد , فمساحة ملعب الغولف كبيرة جدا والمروج لا يرى أخرها , كل السقي يعتمد على حساسات رطوبة تعمل اتوماتيكيا" حاسبيا كلما انخفضت نسبة الرطوبة تصعد رشاشات الماء من داخل الأرض اتوماتكيا" وهي فتحات من النحاس المعالج , لتسقي بمعدل كل ساعة أو أكثر تقربيا" حسب نسبة الرطوبة ودرجة حرارة الجو وبعدة فترة تعود للأرض كأن شيئا" لم يكن, قال لا تفتح عينك هذا الملعب للدبلوماسيين فقط وليس للشعب قلت : ( الله ) فقط وقال أيضا للكبار من الأعيان .
تخيلت الماء في يعفور وملعب الكولف يحل الأزمة في المدينة وتنهي مشكلة ( البيدونات ) التي يحملها الناس وان هذه المساحة لو زرعت خضارا لأطعمت دمشق بل وأكثر من مدينة , فمزارع يعفو ر وبقية المزارع الأخرى وملاعب الكولف تستنزف المياه الجوفية الذي( وعدنا بها الرحمن وصدق المرسلين) ولا احد يفتح فمه بكلمة , وتذكرت عندما بادرت الحكومة السابقة لحل الأزمة فسارعت بسد أبار للفلاحين البسطاء بالخرسانة والاسمنت المسلح وخاصة على طريق درعا خوفا على المياه الجوفية الذي (وعدنا بها الرحمن) فهم الفلاحون الذين يقدمون للناس الخضار والفاكهة ليأخذوا ثمنا" لا يسد رمقهم ولا يكمل حياتهم فهم يطعموا الشعب ويرضون بالقليل. فالمزارع وملعب الكوف بوادي والحكومة السابقة المجيدة بوادي والشعب في المدن بوادي أخر ، فقسما" يصلي وقسما" أخر يصفق (وكل في فلك يسبحون) .

لذلك أنصحكم أن لا تجعلوا جبينكم يندي ماء" لان مزارع يعفو ر وملاعب الكولف بحاجة لها

توته توته خلصت ألحتوته حلوة لما فتفوته

[BROKER]

حلوة أستاذ ابراهيم .... لكن جمالها في واقعها المؤلم

وقس على الماء أشياء واشياء أخرى